شهدت رحاب جماعة مقريصات القروية، الواقعة على مسافة 60 كلم من مدينة وزان، عشية يوم الأربعاء 28 شتنبر، حدث توقيع اتفاقية شراكة بينها وبين جماعة مولنبيك سان - جون البلجيكية. الفضل في نسج علاقة التعاون وتبادل الخبرات وانجاز مشاريع تنموية مشتركة تستفيد منها القرية، وتقعيدها على أسس متينة، يعود إلى ثلة من أبناء القرية المتواجدين بديار الهجرة البلجيكية، وكذا للتفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة لكل الطيف السياسي المكون للمجلس القروي الذي وضع خلافاته جانبا من أجل مصلحة الساكنة، وإلى جمعية «أجيال» الحديثة الميلاد التي صمم أطرها العزم على رفع التهميش عن القرية، والتعريف بما تزخر به من مؤهلات سياحية وموروث رمزي ومادي. جلسة الإفتتاح التي انطاقت أشغالها صبيحة يوم الأربعاء، تابعتها مندوبة قطاع الشباب والرياضة، وممثل لنيابة التعليم، بالإضافة إلى النسيج الجمعوي بالقرية وجمهور غفير، وتناول الكلمة فيها كل من رئيس الجماعة مرحبا بالوفد البلجيكي الهام، وقدم صورة مقتضبة عن الجماعة والتحديات التي تنتظرها ، والإكراهات التي تقف في وجه تنميتها.ورسم الخطوط العريضة لمجالات التعاون بين الجماعتين. من جهته قدم الوفد البلجيكي بشكل مفصل البناء القانوني لاشتغال مجلسهم الجماعي،واستعرض مجالات تدخلهم ، خصوصا في الشق الاجتماعي الذي توسع في تقديم تفاصيله، وسلط الضوء على مجال التعاون الدولي الذي يدخل في إطاره التوقيع على هذه الإتفاقية. التجربة البلجيكية في المجال الجماعي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، بأن المغرب مطالب أكثر مما مضى، بالارتقاء بتجربته المتعثرة، وذلك بالقطع مع الاختلالات التي تعتريها لحظة كل استحقاق، وتطليق سياسة لاعقاب المفسدين، والحد من ثقل الوصاية. يذكر بأن جماعة مقريصات القروية هي واحدة من الجماعات التي اقتطعت من النفوذ الترابي لإقليم شفشاون لتلحق بوزان بعد ترقية هذه الأخيرة منذ سنتين ونصف ، إلى إقليم مستقل بنفسه، تبلغ مساحتها 197 كلم مربع ، ويتجاوز عدد سكانها 11000 نسمة، كما تتميز بتضاريس صعبة باعتبارها امتدادا طبيعيا لسلسلة جبال الريف، وتعتمد غالبية ساكنتها في عيشها على الفلاحة ورعي الماشية.