نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين على إحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية، في سياق يرتبط بنهاية القرن الماضي، حيث كانت تتواجد، في كل قطر من الأقطار العربية، مجمعات لغوية تعمل على النهوض بأوضاع اللغة العربية. لكن، وبعد مرور 12 سنة على ذلك، لوحظ أن أغلب هذه المجمعات اللغوية بالعالم العربي قد دخلت مرحلة فتور إن لم يكن وجودها قد انعدم، باستثناء مجمع الأردن الذي نهض ببعض الأدوار في مجالات متعددة. ومن جهة أخرى، عرفت العشرية الأخيرة تطورا غير مرتقب، بالنسبة للجميع، في مجال التكنولوجيات الرقمية، مما زاد من تعقيد أوضاع اللغة العربية على مستوى التنافسية العالمية. إذ أن ما يتداول اليوم على مستوى الأنترنيت، لا تشكل منه مضامين اللغة العربية إلا ما بين 0,1% و 0,2%. أما على الصعيد الداخلي، فيلاحظ ، من خلال مختلف عمليات التقويم التي خضعت لها منظومة التربية والتكوين ببلادنا، أن هناك تدنيا في تملك المهارات والمعارف المرتبطة باللغة العربية لدى التلاميذ بالمؤسسات التعليمية؛ وذلك لأسباب متعددة. كما لاحظ ، إضافة إلى ذلك، عددا من الارتباكات على مستوى تدريس بعض المواد المرتبطة بكوننا لم نستطع نقل الإنتاج التربوي إلى اللغة العربية. وفي هذا السياق، أكدت الوزارة أن هناك فرقا تشتغل بكل مهنية على هذا الموضوع، مستحضرة كل التجارب وتقوم بتقييم مجمعات اللغة العربية على امتداد الأقطار العربية، حيث توجهت هذه الفرق إلى تونس ومصر وسوريا والأردن من أجل الوقوف عن كثب على هذه التجارب واستخلاص الدروس منها سواء على مستوى الهيكلة والوظائف. وتجدر الإشارة ، أن تنمية اللغة العربية ستجد الحل الأمثل لها في الهيئة الجديدة التي نص عليها الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه في استفتاء فاتح يوليوز الجاري، حيث نص الفصل الخامس منه على إحداث «مجلس وطني للغات والثقافة المغربية «، مهمته، على وجه الخصوص، حماية وتنمية اللغتين العربية والأمازيغية، ومختلف التعبيرات والثقافات المغربية باعتبارها تراثا أصيلا وإبداعا معاصرا. ويضم كل المؤسسات المعنية بهذه المجالات. ويحدد قانون تنظيمي صلاحياته وتركيبته وكيفيات سيره .