مازلت غير قادر، على تصديق تلك الكلمة الخفيفة على اللسان والثقيلة في ميزان الواقع. مازالت غير قادر على ادراك أن الكرة المغربية، ستدخل فعلا وقولا ،الاحتراف ابتداء من يوم الجمعة 18 رمضان الأبرك 1432 للهجرة الموافق ل 19 غشت 2010. تاريخ يجب أن يظل مسجلا في أجندة الكرة المغربية، وأن نحفظه ، لسنتحضره ولنستفيد منه، ولنقيس به زمننا الكروي. والحقيقة أن التصديق بهذا التاريخ، يشبه التصديق بحكايات الجدات اللواتي رسمن في المخيلة العديد من النقوش والأسماء، سافرت بنا إلى عوالم مازلنا نتذكرها اليوم بكثير من الحنين. بالفعل وعلى مستوى التسمية، فالبطولة التي ستدخلها الكرة المغربية، تسمى بطولة احترافية. ومن قال العكس فله أن يبرهن وأن يدلي بالحجج التي تقول غير ذلك. لتذكير هؤلاء وأولئك، فإن لجنة من مستوى عال ورفيع، زارت المغرب، بمدنه وجباله وفيافيه، و أعدت تقريرا شاملا ودقيقا حول كل ما يتحرك وثابت داخل الأندية. ورفعت ذلك، إلى الجهاز الأعلى والأسمى، وقرروا جميعا وصادقوا على التسمية، وبذلك يجوز شرعا وقانونا أن نطلق على هذه البطولة، بطولة احترافية. الاحتراف والاحترافية... كلمات خفيفة علي اللسان ثقيلة في ميزان الواقع. لأن كل شيء يتحرك يبدو هاريا وكل شيء ثابت يبدو ناقصا غير مكتمل، وحكاية الانارة في ملاعبنا تعفينا من كل تعليق. كيف إذن، سندخل عالم الاحتراف بمفهومه المغربي طبعا ، وإذا لم يكن مغربيا فلا معنى له. الفرق التي ستشارك في البطولة الاحترافية، كل واحد منها ، أدلى بشهادة الاستحقاق. وتم التوقيع له على أنه أهل لهذه البطولة الاحترافية. ما علينا. وحين يقف المتتبع، ليحدد عناصر التغيير التي حددت في سماء وأرض الكرة المغربية، نجد أن لا شيء تغير. أسماء الفرق هي نفسها. الملاعب هي ذاتها، الرؤساء هم فيها خالدون. الجمهور مازال يبحث عن فريقه النموذجي وعن تشكيلته التي لا تقهر. الجامعة بنفس الأسماء وبنفس الرؤى. لجنة التحكيم مازالت تلبس السواد... إذن ماذا تغير؟ لا أعتقد أن هناك تغييرات عميقة وهيكلية، تفيد حقا أننا دخلنا الاحتراف، كما دخلوه الآخرون هناك. ولا نحتاج إلى مجهود كبير لتأكيد العديد من الحقائق. سندخل عالم الاحتراف إذن، وبشكل بسيط لا نعرف ما هي ميزانية كل فريق على حدة، وما هو أغنى فريق الساحة الكروية وبالأرقام وما هو اللاعب الأغلى في البطولة الوطنية؟ وما هي قيمة الآنتقالات التي تمت هذا الموسم الجديد الذي يسمى احترافيا. لأن مثل هذه الأرقام مهمة و مفيدة، لأنها تجعل المتتبع والمهتم وعموم الناس، على علم بما يدور ويجري داخل سوق الكرة. لأن الاحتراف في آخر الفهم والكلام. هو الأرقام والأرباح ومداخيل النقل والاستثمار. وكذلك، وهذا هو الأهم ، من هم المساهمون وكم عددهم وكما يصل رقم المعاملات. ناهيك عن الكراسي غير المرقمة في كل الملاعب الوطنية ، أما ماعدا ذلك فلا يمكن أن نسمي البطولة، بطولة احترافية، مادام أن الجمهور مازال يقرر أو يريد أن يقرر (كما يحدث اليوم في الرجاء). وتجاوزا يمكن أن نسيميها بطولة احترافية ممغربة ... لذلك ، نقول أننا نلامس الاحتراف، ولا نقول أننا محترفون. هي على كل حال خطوة صغيرة نحو هذا العالم الذي نريده أن ينهي مع عوالم الهواية القاتلة.