قبل أن يرفع ستار البطولة، التي قيل أنها ستكون محترفة ، بدأت لغة الاقالات والاستقالات تخرج لسانها داخل الأندية، التي قيل أنها أيضا ستصبح محترفة. وحين نبحث عن تعريف الاحتراف في منجد الوافدين الجدد، نجد أنها في الأصل تعني، دفترا للتحملات وعقودا موثقة وانارة وإدارة حديثة، بمعنى الكل تمام في تمام، فعوض أن تدخل ملعب لكرة ستدخل إلى «كلينيك » متخصص في تقويم الاعوجاجات المركبة والمعقدة. طبعا، نوافق على أن الاحتراف لا يمكن أن يستقيم بدون هذه الترتيبات الأولى والأساسية، لكن يبقى المشكل الكبير والمعقد أيضا، هو كيف نصنع ونبني انسانا محترفا. الاحتراف هو درجة وعي بمهمة ، هو الكفاءة في معالجة القضايا الصغرى والكبرى، هو طريقة التعامل، هو الاصرار أولا على تسطير البرامج والحرص على تنفيذها، هو احترام الاختصاصات، هو الحسم مع أنصاف الحلول. والسؤال هاهنا ينتصب كجبل كبير، ويتعلق الامر فعلا، بهل نحن على أبواب الاحتراف؟ من حيث الشكل تبدو «نعم » الأقرب إلى الجواب، خاصة وأن الوافدين الجدد دخلوا الملاعب بثياب جديدة وبلغة أقرب إلى لغة الماركوتينغ التي أصبحت شرا لابد منه. الوافدون الجدد، احترموا أجندة البطولة رغم القيل والقال، واستطاعوا أن يفرضوا أسماء وعناوين جديدة، حتى سعاة البريد غيروا ملابسهم، وأضحوا يتوفرون على كل الظروف الجيدة لأداء «مهامهم الجديدة» بل قرروا أيضا أن يتم الكشف عن المنشطات سواء علي أرضية الملعب أو في المدرجات أو خلال الاجتماعات لا يهم. أما من حيث المضمون فيبدو الأمر صعبا، فالاحتراف مازال يفصلنا عنه آلاف الخطوات والاجراءات، ليس فقط التنظيمية والادارية، ولكن من جانب البشر المعني أساسا بهذا التحول المرتقب. فحين نسمع أنه قبل انطلاق البطولة، بدأت الاقالات والاستقالات واللائحة مازالت مفتوحة، فإن ذلك يعني أن الوعي بالمرحلة مازال غائبا وأن فتح باب الاحتراف لم يحن بعد وإن كان القرار جاهزا. سندخل على كل حال في مرحلة قالوا أنها مرحلة الاحتراف، لكن في الحقيقة هي ما قبل الاحتراف بكثير، في انتظار أن ينجلي الليل الذي ظل يحاصر سماء الكرة المغربية. لاتنسوا أننا سنلعب بطولة احترافية هذا الموسم لكن بالاسم فقط. وهي عادة مغربية قديمة وأصيلة، فلما نغيرها إذن مادمنا نقول دائما، أنه من الخيمة خرج مائلا.