أعرب جمال السلامي مدرب فريق حسنية أكادير عن إرتياحه للحصيلة التقنية لفريقه، معتبرا إياها جد إيجابية مقارنة مع بداية البطولة، مضيفا أنه أصبح يتوفر على فريق منظم يضم عناصر شابة أبانت عن علو كعبها ويعول عليها للذهاب بعيدا في مشوار البطولة، ولم يستبعد السلامي تنافس الحسنية على إحدى المراتب الأولى المؤدية للمنافسات الإفريقية والعربية إذا ما ظهرت معالم ذلك وتمهدت أمامه الطريق نحو بلوغ الهدف. واعتبر جمال السلامي أن الهدف الذي جاء من أجله الى الحسنية هو تكوين فريق قوي في المستقبل قادر على تحدي الصعاب وكسب الرهانات وقد أجاب بأريحية وصراحة عن واقع النتائج الحالية التي حصدها الفريق وآفاقه المستقبلية وأشياء أخرى تجدونها في الحوار التالي: س: الآن انتهت فترة الانتقالات الشتوية هل قمتم بانتداب لاعبين جدد؟ ج: بطبيعة الحال وعلى قدر الإمكانيات المسموح لنا بها، والحمد لله نجحنا في جلب اللاعب اسماعيل الزيدي من الفتح إضافة إلى لاعب سنغالي من أجل سد الفراغ الذي يشكو منه الفريق في بعض المراكز وبالتالي مسايرة الشطر الثاني من البطولة الذي سيكون بدون شك حارقا وحاسما، كما حاولنا استقدام عناصر لايتجاوز سنهم 21 سنة لدمجهم في التشكيل الأساسي في إطار التهييء للموسم الرياضي المقبل. أتمنى أن يقف الحظ إلى جانبنا في الإياب لمعد نتائج إيجابية تخول للفريف احتلال إحدى المراتب المؤدية للمنافسة على إحدى المواجهات العربية والإفريقية رغم أن المهمة لن تكون سهلة خاصة أن الأندية الوطنية لن ترضى بدورها بنتائج سلبية في المرحلة المقبلة. س: كيف تقييم مرحلة الذهاب وهل أنت راض على العمل المنجز لحد الآن؟ ج: أظن أنه رغم الإكراهات التي عانينا منها في بداية البطولة فإننا استطعنا التغلب عليها بدليل تحقيقنا لنتائج إيجابية مكنتنا من احتلال المرتبة السابعة برصيد 21 نقطة على بعد ست خطوات من المتصدر المغرب الفاسي، وهذا يعتبر في حد ذاته انجاز كبير، وبالمناسبة أؤكد أنني مرتاح للعمل الذي قمت به ومازال ينقصنا الكثير لتكريسه بنسبة مائوية كبيرة، شخصيا راض على الحصيلة باعتبار أنني التحقت بحسنية أكادير برهان تكوين فريق قادر على كسب التحديات الصعبة. حاليا نسير بخطى ثابتة لتحقيق الأهداف المرجوة بعد بداية متعثرة اتخذنا من خلالها الشيء الكثير. س: كيف استقبلتم قرار توقف البطولة الوطنية؟ ج: أعتقد أن توقف البطولة أصبح مسألة عادية لأنه كنا على علم قبل بداية الموسم الرياضي الحالي بأن البطولة ستتوقف، فهذا الأمر يعتبر جد إيجابي بالنسبة إلينا وهو فرصة لإعادة ترتيب البيت وإصلاح ما يمكن إصلاحه سيما أنه خلال الشطر الأول من البطولة أصيب مجموعة من اللاعبين داخل الفريق ويلزمهم راحة لاسترجاع الطراوة البدنية. وشخصيا انا جد سعيد بهذا التوقف الذي سيسمح لنا بتهييء الفريق جيدا وتقويم الإعوجاجات واسترجاع مجموعة من اللاعبين وإعدادهم للشطر الثاني الذي يبدو صعبا وحاسما. س: ما هو البرنامج الذي ستعتمدونه خلال هذه الفترة ج: نحن داخل حسنية أكادير لم تبرمج لإقامة أي معسكر في هذه الفترة بل اكتفينا بإجراء تداريب عادية بمدينة أكادير تخللتها مجموعة من المباريات الودية ضد فتح إنزكان وشباب هوارة واتحاد أيت ملول وهي فرصة للوقوف على جاهزية بعض اللاعبين خصوصا منهم الجدد. علما أنه تنتظرنا مباراة صعبة ضد أولمبيك آسفي برسم أولى مباريات إياب البطولة الوطنية بأكادير،. س: على ذكر مباراة آسفي كيف تتوقع فصولها؟ ج: الأكيد أن المباراة القادمة ضد أولمبيك آسفي ستكون صعبة بالنسبة للفريقين معا بحكم أن الفريق الزائر سيحل بمدينة أكادير وكله أمل لانتزاع النقاط الثلاث للحفاظ على مكانه ضمن طابور المقدمة وسيعمل كل ما في وسعه لتحقيق هذا الهدف، لكن نحن لن نبقى مكتوي الأيدي بل سنحاول كسب الرهان خصوصا أننا سنلعب المباراة بملعبنا وأمام جمهورنا وهذا عامل سيساعدنا على تجاوز عقبة الفريق المسفيوي. أتمنى أن تجرى المباراة في أجواء رياضية وسليمة خالية من كل الشوائب التي بإمكانها أن تعكر صفو هذا العرس الرياضي، وبالمناسبة أتوجه الى الجمهور الأكاديري للحضور بكثافة إلى الملعب لمساندة ودعم فريقه، وأعده بأننا سنكون في الموعد إن شاء الله. س: الحارس فهد الأحمدي عاد ليقبض على الرسمية بعدما أسندت الحراسة في البداية لكاسي هل تثق في الأول؟ ج: ليست مسألة ثقة، الحارسان معا يتوفران على إمكانيات محترمة، الأحمدي كان قد غاب للإصابة ومع عودته استطاع أن يصبح على مباريات موفقة، آمل أن يحافظ على ذات الصورة التي يظهر بها، علما أن كاسي بدوره يستحق أن نشيد به لأخلاقه العالية وتفانيه في خدمة قميص فريق حسنية أكادير خلال المباريات التي شارك فيها. س:بعد انطلاقة خجولة والاستقرار لنتائج الحسنية ما السر في ذلك؟ ج: لا وجود لأي سر، السر الأول والأخير هو العمل الجاد من طرف كل مكونات الفريق ثم إن الفريق كما تعلمون قد عرف تغييرات كبيرة تحتاج منا إلى الصبر وإلى المزيد من الوقت لتحقيق المطلوب ومن هذا المنبر الإعلامي أتوجه بالشكر لأعضاء المكتب المسير وللجمهور السوسي على دعمه ومساندته لنا، فقد كانت تعثرات البداية مهمة لأنها جعلتنا نقف على مكامن الخلل وبالتالي تضاعف الجهد من أجل الارتقاء بالفريق نحو الأفضل والحمد لله حقق المطلوب بدليل احتلالنا لمرتبة متقدمة في سبورة الترتيب. س: التناغم الحالي للمجموعة هل هو ثمرة عمل في العمق للسلامي لوحده؟ ج: سأكون مجحفا إذا بخست غيري حقه في الذي حققه الفريق لحد الآن، هناك عمل جماعي ومجهود لكل طاقم الفريق من مكتب مسير وطاقم تقني وطبي وإداري، وجمهوره، الرئيس أنجز عملا هيكليا رائعا على صعيد الإدارة وحقق استقرارا في الفريق. إنه مسير محترف ولعب دورا كبيرا في معادلة التوفيق هذا الموسم بمعية جميع المكونات، لذلك أتوق هذه المرة للعب على إحدى المراتب ضمن المقدمة ولم لا اللقب وكم سيكون أحلى وأروع لو حققت لقبا مع حسنية أكادير. س: أظن أنك نجحت في إقناع اللاعب حيسا في البقاء ضمن الفريق؟ ج: لا أخفيك سرا أن اللاعب عز الدين حيسا يشكل العمود الفقري داخل فريق حسنية أكادير والتفريط فيه يعتبر خسارة كبيرة وشخصيا آخذ على عاتقي إقناع اللاعب والمكتب المسير بالإبقاء على حيسا رغم العروض التي انهالت عليه من مجموعة من الأندية أبرزها عرضي المغرب الفاسي والوداد البيضاوي ولكن حاولت مع المسؤولين داخل الفريق بعدم تسريح اللاعب لأي نادي وبالفعل اقتنعوا بوجهة نظري والحمد لله حتى حيسا أبدى رغبته في الدفاع عن ألوان الفريق السوسي لأنه يعد دعامة أساسية في التشكيل الأساسي فبدونه لا يمكن تحقيق أي شيء لأننا نبني عليه مشروعنا في السنة المقبلة. س: وبالنسبة للاعبين الذين غادروا الفريق؟ ج: هناك ثلاثة أو أربعة لاعبين غادروا الفريق خلال المرحلة الثانية للانتقالات الشتوية ولكن هؤلاء اللاعبين بإمكانهم الانضمام لأي فريق يرغب في انتدابهم، لأن هذه هي سنة كرة القدم ونحن من جهتنا نبحث عن مصلحة الفريق الذي تنتظره مباريات حاسمة وصعبة خلال الشطر الثاني من البطولة وعلينا مجاراتها بإيقاع مرتفع وتحقيق نتائج إيجابية من أجل ضمان بقائنا مع الأقوياء وهذا يتطلب ترسانة بشرية قوية ونفس طويل إضافة إلى الجاهزية. س: بالتركيبة الحالية ومقارنة مع المنافسين هل تعتقد أنكم قادرون على الصمود في وجه الخصوم وتحقيق الهدف؟ ج: لو حرصتم على التمحص في الترسانة البشرية التي هي تحت تصرفي لوصلتم لحقيقة التشبيب الذي أنجزناه والأسماء الواعدة التي تسلمت المشعل بدون مركب نقص، أظن أنه بهذه المجموعة أمكننا التوصل لتوليفة متناغمة لا تتطلب الكثير من الروتوشات، لأنني أؤمن بأن المجموعة هي من صنع نجاح الفرد وليس العكس، والحمد لله التركيبة الحالية استطعنا بها الوقوف أمام أعتد الأندية الوطنية وهزمناها داخل قواعدها أبرزها الجيش الملكي إضافة إلى تعادلنا أمام بطل إفريقيا الفتح الرياضي وهذا ليس بالأمر السهل دون أن ننسى أننا نحتل مرتبة متقدمة على عكس فرق صرفت ميزانية مهمة ومازالت تعاني في أسفل الترتيب. س: ماذا تعني لك عودة المحترفين إلى البطولة؟ ج: أعتقد أنها تعني الشيء الكثير، البطولة تغيرت، وأصبحت الظروف ملائمة للممارسة سواء المادية أو المعنوية، أكيد أن هذه العودة ستعطي قيمة مضافة للدوري المحلي بالنظر للمستوى الذي أصبح عليه اللاعبون المحترفون المغاربة، وشيء جميل هذه العودة لأنها أعطت نكهة خاصة للبطولة والأكيد أنها تشكل دعما للأندية والانخراط في هذه الأوراش التي تنكب عليها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والتي ستخدم أساساً الكرة الوطنية التي أضحت بحاجة كبيرة إلى الاحتراف وطي صفحة الهواية. س: كيف تقرأ هذه المرحلة الجديدة للفريق الوطني؟ ج: أعتقد بأن الفريق الوطني بدأ يستعيد توازنه تحت قيادة الناخب الوطني البلجيكي إيريك غيرتس خصوصا بعد الفوز على منتخب تانزانيا في إطار إقصائيات كأس إفريقيا ثم التعادل في المباراة الودية التي أجريت ضد منتخب إيرلندا الشمالية، وأمامه مباراة ودية أخرى ضد المنتخب الليبي استعدادا لمباراة الجزائر الهامة أتمنى كسائر المغاربة أن يعود أسود الأطلس للواجهة الإفريقية لأننا لدينا لاعبون كبار لهم غيرة على بلدهم وقادرون على خلق المستحيل داخل المستطيل الأخضر إذا توفرت لهم الظروف السليمة للممارسة علما أن غيرتس مدرب غني عن التعريف وله أرشيف كروي يشفع بالذهاب بعيدا مع الأسود.