لا حديث للقاصي والداني وتحديدا لسكان إقامة بن عبيد التابعة ترابيا لجماعة دار بوعزة، في الآونة الأخيرة إلا عن تحول المنطقة إلى عنوان لتداول واستهلاك مختلف أصناف وأنواع المخدرات، حيث تنتشر ومنذ مدة عمليات ترويج مخدر الشيرا، والكيف، والمعجون، والحبوب المهلوسة بشكل لم يسبق له مثيل، وذلك في واضحة النهار وتحت جنح الليل على حد سواء أمام العلن الأمر الذي يجعل المواطن يحار ويتساءل بشكل استنكاري غن كانت السلطات المحلية والأمنية ممثلة في عناصر الدرك الملكي بالمنطقة ليست على علم بما يقع، خاصة وأن سكان المنطقة صغارا وكبارا باتوا يتعايشون مكرهين ورغما عن أنفهم مع هذا الوضع الشائن ومع ما تترتب عنه من تداعيات مادية ومعنوية تطال الجميع بدون استثناء ؟ الإقبال على مخدر الشيرا والهلوسة ارتفعت حدته ودرجة ترويجه مع ارتفاع درجات الحرارة التي سجلت مستهل الصيف الحالي، ثم عادت للارتفاع بشكل قياسي وصاروخي مرة أخرى مع حلول شهر رمضان الأبرك، حيث يعمل بعض المدمنين على تعويض الخمور بأنواع أخرى للمخدرات، فكان أن تحولت المنطقة إلى مرتع للمروجين والمستهلكين على حد سواء، حتى أصبح بيع المخدرات شبيها ببيع أي منتوج غذائي آخر، الأمر الذي جعل المتضررين يستنكرون هذا الوضع ويطالبون بحضور الدرك الملكي وبان يتدخل بشكل حازم، سيمان يقول متضررون، أن تلميحات غير صحية باتت تتداول حول غض الطرف هذا وأصبح البعض عن توفر هؤلاء المروجين عن حماية من نوع خاص ! مجالس سكان بنعبيد بدار بوعزة أصبحت لاتخل من حديث عن مروج لمادة الشيرا بعينه، هذا الأخير الذي اقتنى سيارة وهو الذي كان يعمل على نقل وتوزيع بضاعته باستعمال دراجة نارية فيما سبق، وكان إقدامه على هذه الخطوة وفق ما يتردد، بناء على توجيه حتى يشتت الانتباه إليه وتبتعد وسيلة ترويج المخدرات عن الأنظار، وهو ما نفذه بالحرف حيث قام بالفعل ببيعها وتخلص منها. رواية يضيف المتضررون بأن تفاصيل سربت من أحد المقربين منه، الأمر الذي جعل السكان بإقامة بن عبيد يضيقون ذرعا من هذه الممارسات حتى أضحى « المعجون « و « الحشيش» ضالة المصطافين ومستهلكي هذه المواد المسمومة ، فضلا عن الضجيج الذي يرافق عملية تبضعهم واقتناءهم لمخدراتهم وذلك سواء عبر الزعيق والصراخ أو باستعمال السيارات والدراجات النارية في ساعات متاخرة من الليل حارمين السكان من لذة النوم والإحساس بالسكينة والهدوء ؟ هاجس آخر طرحه عدد من الآباء وكذا الأمهات، والذي يتجاوز حدود الإزعاج والضجيج والأذى اللفظي المعنوي الذي يستشعره السكان، وهو المتعلق بالبعد التربوي والأخلاقي لأبنائهم من يافعين وقاصرين وشباب يعاينون يوميا فصولا من ترويج المخدرات أمامهم، الأمر الذي بات يشكل تهديدا لمستقبلهم الدراسي، وقد يجعلهم فريسة تسقط بين براثن هؤلاء المروجين فيسقطون في فخ الإدمان وما يترتب عن ذلك من تدمير كلي للضحايا صحيا وأخلاقيا، فضلا عن ضرورة تدبر الأموال لاقتناء المخدرات وهو ما قد يدفعهم إلى ارتكاب جرائم لن تتوقف بالضرورة عند حد السرقة وإنما قد تتجاوزها إلى ارتكاب جرائم قتل بحثا عن الدراهم لشراء حبوب الهلوسة أو المعجون أو غيرها من المخدرات التي أصبحت واسعة الانتشار بهذه الرقعة الجغرافية وسهلة التداول؟