في ليلة رمضانية وبالمركب الرياضي محمد الخامس، وأمام جماهير ووادية عريضة، وبعروض جميلة وأداد متميز، تمكن فريق الوداد البيضاوي من كسب الامتياز في آخر أنفاس الجولة الثانية من الشوطين الإضافيين، بعد الحضور القوي للاعبي الأولمبيك، الذين كان تمركزهم جيدا، ودافعوا عن مرماهم بكل ثقة أمام الوداد، الذي اندفع منذ بداية اللقاء، تحت قيادة الحكم عبد الرحيم اليعقوبي من عصبة الشرق. وقد دخلت عناصر الوداد أرضية الملعب، الذي زين بأجمل تيفو لفصائل الوينرز، مع حمل الحارس الدولي نادر لمياغري صورة لأحد عناصر الويندرز «نزار توفيق» الذي فارق الحياة في بحر الأسبوع ما قبل الماضي. الجولة الأولى تميزت باندفاع ودادي منذ الدقائق الأولى بغية الوصول لشباك الحارس محمدينا، في حين اعتمد الزوار الخريبكيون على المرتدات والتمركز الجيد داخل الميدان، مع الحراسة اللصيقة على فابريس أونداما، المهاجم الكونغولي، وأحمد أجدو وكذا محسن ياجور، ثلاثي شكل خطورة وإزعاج لدفاع الأولمبيك، الذي كان فيه بكر الهلالي، حاسما بتدخلاته، وساهم في تكسير كل المحاولات الهجومية، وتحمل عبء المباراة بكاملها، وساهم بشكل كبير في الحفاظ على شباك محمدينا نظيفة. ومع مجريات اللعب، وبالضبط في حدود الدقيقة (20) تمكن أحمد أجدو من تسجيل الهدف الأول للوداد، إثر ضربة خطأ مباشرة، حيث ارتطمت الكرة بالعمود الأيسر لمرمى الحارس الفوسفاطي، لتستقر بعد ذلك في الشباك. هدف حرك المدرجات، وزاد من حماس الجماهير الودادية العريضة التي ملأت كل جنبات الملعب. ولم يقف لاعبو الأولمبيك مكتوفي الأيدي، بل ناوروا ونزلوا بكل ثقلهم نحو معترك الوداد على أساس تحقيق هدف التعادل، لكن نادر كان يقظا في جميع المناسبات، إلى جانب حضور خطي الدفاع والوسط، المتمثل في سعيد عبد الفتاح وأيوب الخالقي ومراد لمسن، الذين تعرضوا للعديد من الإصابات بسبب التدخلات القوية لعناصر الفريق الفوسفاطي. مع بداية الجولة الثانية، وفي الوقت الذي كان الأولمبيك يبحث عن تعديل للكفة تمكن أصحاب الأرض من بلوغ مرمى الحارس محمدينا للمرة الثانية بواسطة فابريس أونداما (د59). وظلت العناصر الودادية متقدمة لمدة عشرين دقيقة، حث تمكن «الإبن البار» لعبد الحق ماندوزا المهاجم عماد الرقيوي، الذي وقع هذا الموسم للفريق الخريبكي، من الوصول شباك نارد لمياغري (د79). هدف حرر نوعا ما لاعبي الفريق الفوسفاطي، وزاد من حماسهم، وفتح أمامهم باب الأمل لكسب التعادل، وهو ا تحقق لهم بواسطة القندوسي، القادم هو الآخر من فريق الراك. هدف التعادل زاد من قوة الوداد رغم دخول المباراة في مراحلها الأخيرة، حيث حاول أصدقاء أجدو الوصول لشباك محمدينا، لكن وجود بكر الهلالي حال دون تحقيق المتبغى في هذه اللحظات التي كانت عصيبة وحرجة بالنسبة لجماهير ولاعبي الودد. ليعلن بذلك الحكم اليعكوبي عن نهاية الوقت القانوني للمباراة، واللجوء للشوطين الاضافيين. بحث من جديد لاعبو الوداد عن هدف الامتياز، انتزاع تأشيرة المرور لدور ثمن النهاية، وتمكنوا من الوصول لشباك الحارس محمدينا بعد مخاض عسير، وبعد مرور (13) دقيقة، حيث ناب عمر سربوت عن لاعبي الفريق الأحمر وسجل ضد مرماه. لكن الزوار تمكنوا هم الآخرين من تعديل الكفة بعد مرور عشرة دقائق من الشوط الإضافي الثاني، بواسطة خليل محبوب (د115) من تسيدة قوية، وبعد تمريرة من رجل إسماعيل كوشام، اللاعب السابق للرشاد البرنوصي. ليفاجأ أبناء المدينة الفوسفاطية، ويفاجأ المدرب يوسف لمريني، مباشرة بعد مرور دقيقة عن هدف التعادل بتوقيع الهدف الرابع للوداد بواسطة يوسف قديوي (د116). هدف نزل كقطعة ثلج على الزوار. ومكن الفريقة الأحمر من كسب المرور لدور الربع بصعوبة، بعد إعلان الحكم عن نهاية المباراة بحصة (3 - 4). ورغم هزيمة أولمبيك خريبكة، فإن العرض الذي قدمه لاعبوه كان مميز، وبأداء جيد وكادوا أن تخلقوا المفاجأة بالمركب الرياضي محمد الخامس.