فاز فريق الوداد البيضاوي مساء أول أمس على نظيره مازيمبي الكونغولي بهدف نظيف من توقيع المهاجم مصطفى العلاوي، برسم ذهاب ثمن نهاية كأس عصبة الأبطال الافريقية، وذلك بالمركب الرياضي محمد الخامس بحضور جماهير ودادية عريضة ملأت مدرجات وجنبات المركب مع ترديد شعارات جمعيات الالترات، أنصار وداد الأمة، فصائل الوينرز والبيت الاحمر، حيث تم رفع التيفو الذي أعطى جمالية من خلال اللوحة الفنية التي أثثت الجهة المتواجدة وراء الشباك، وأبهرت كل المتتبعين وحتى الجمهور الكونغولي الذي تابع اللقاء بكثرة، حيث خصص له المنظمون مكانا خاصا بجانب المنصة. وقد توافدت العديد من الجماهير للمركب الرياضي محمد الخامس منذ الساعة الثالثة بعد الزوال لحجز مكانها، ومتابعة اللقاء، ومساندة القلعة الحمر اء التي سجلت نتائج جيدة خلال المباريات السابقة، وكذا على المستوى القاري، حيث يخطو المدرب فخر الدين رفقة العناصر الودادية الشابة بثبات، آملين الوصول للمباراة النهائية،و التشبث بحظوظهم، أيضا، حتى على مستوى البطولة، من خلال تسلق المراتب والتنافس على اللقب الى جانب الغريم الرجاء والمغرب الفاسي وأولمبيك خريبكة، كما عرفت المباراة متابعة إعلامية واسعة، في غياب النقل التلفزي، رغم وجود قناة رياضية «متخصصة» إلى جانب «الأولى» والثانية، حيث تأكد رسميا عبر بعض المصادر مساء الجمعة أن اللقاء لن ينقل ولن يبث عبر شاشة الرياضية بسبب عدم التوافق حول المبلغ الذي طرحه مسؤولو قناة الرياضية على مكتب الوداد وهو 100.000.00 درهم، وهو المبلغ الذي اعتبره الوداديون غير كاف وجد هزيل أمام مداخيل الجماهير التي ستملأ المدرجات. وهو ما تم بالفعل، حيث استجاب كل محبي وعشاق الحمراء واتخذوا المركب الرياضي محمد الخامس مساء السبت الماضي قبلة لهم لمؤازرة ومساندة الوداد، كما تابع العديد من رجال الاعلام المباراة جالسين على الإسمنت وبجنبات المدرجات قرب المنصة المخصصة للصحافة والتي عرفت فوضى عارمة، من خلال احتلالها من طرف غرباء لا علاقة لهم بالمهنة، وكأنهم وسط الجماهير... من خلال الهتافات والوقوف كل لحظة مثيرة، وكلما أهدرت فرصة ودادية... أيضا، لازالت الساعة الإلكترونية جامدة وكأنها أصبحت من بين المآثر التاريخية والمخلفات الرياضية، في غياب الصيانة ولمَ لا تجهيز المركب الرياضي بساعة جديدة، ولا يتجاوز مبلغها المالي حسب مسؤول من مجلس المدينة عن 300 مليون سنتيم 3000.000.00 درهم. هذا مع التذكير أن التنظيم الأمني كان محكما داخل وخارج أسوار المركب الرياضي محمد الخامس، من خلال وجود العديد من العناصر الأمنية التي ظلت مجندة حتى مغادرة اللاعبين وكل الجماهير. وبخصوص المباراة، فقد اندفعت العناصر الودادية منذ صافرة البداية للحكم الأنغولي مارتان دي كارفالو، آملة بذلك الوصول لشباك الخصم الكونغولي مازيمبي، وذلك بقيادة أحمد أجدو ومصطفى العلاوي والمهاجم الكونغولي فابريس أونداما الذي تعرض لمضايقات مدافعي الخصم وساهمت في العديد من الاصطدامات. وذلك في إطار الحراسة اللصيقة على كل مهاجمي الوداد، تجنبا لتسرباتهم ووصولهم للمعترك قصد التهديف ورغم ملء خط الوسط لفريق مازيمبي، وتشديد الخناق على أصحاب الارض، وتكسير كل المحاولات الهجومية، لكن إصرار أبناء القلعة الحمراء ومواصلتهم في البحث عن الهدف، مكنهم من تحقيق الامتياز في حدود الدقيقة (16) من الجولة الاولى، بواسطة مصطفى العلاوي الذي هزم حارس الفريق الضيف، رغم حضوره القوي.. هذا الهدف أشعل فتيل المدرجات وترديد الشعارات تشجيعا للعناصر الودادية التي كانت حاضرة بقوة رغم قوة الخصم، الذي حاول بدوره أن يعدل الكفة من خلال المرتدات الهجومية، لكن كل محاولاته لم تستثمر بوجود دفاع ودادي صلب ووجود حارس متألق، ذي خبرة واسعة على المستوى الوطني والقاري، اسمه نادر لمياغري، وقد أتيحت للوداد فرص سانحة للتهديف، لكن السرعة في التنفيذ واللعب الانفرادي وعدم التركيز كلها عوامل ساهمت في عدم ترجمتها لأهداف، وقد ضيعت العناصر الودادية أهدافا حقيقية كانت قد تؤمن له التأهيل بعد لقاء الإياب والعودة في الكونغو والمرور لدور الربع... إلا أن النقطة التي أفاضت الكأس، هو عدم إعلام الحكم الأنغولي مارتان دي كارفالو عن ضربة جزاء واضحة لصالح الوداد بعد عرقلة وإسقاط المهاجم أحمد أجدو داخل المعترك إثر محاولة هجومية كادت أن تمنح هدفا ثانيا للوداد. وقد احتج المدرب فخر الدين بشدة على الحكم وكل الطاقم التقني والجمهور، لكن دون جدوى، في إطار تعيين الكاف حكام دون المستوى لقيام مثل هذه المباريات القارية الكبيرة، وأمام غياب ممثلين من المغرب بالكونفدرالية الافريقية لكرة القدم...! لينتهي الشوط الاول بامتياز الوداد بهدف للاشيء. الجولة الثانية عرفت سيطرة قوية للوداد، مع مرتدات هجومية لفريق مازيمبي الذي كاد أن يخلق المفاجأة في ثلاث مناسبات لولا تدخل نادر لمياغري الذي حافظ على نظافة شباكه، وكذا من جانب الكرات الخطيرة التي مرت محاذية لمرماه.... وقد أقحم المدرب فخر الدين رجحي كلا من آيت العريف مكان أيوب اسكوما ومحسن ياجور مكان مصطفى العلاوي ولحسن زيدون مكان أجدو في آخر أنفاس المباراة. وقد كان لدخول آيت العريف الوقع الحسن، حيث هدد مرمى الخصم من خلال التسديدات القوية التي كادت أن تمزج للوداد هدفا ثانيا.. ورغم التغيير الذي قام به مدرب مازيمبي، فإن النتيجة ظلت على ما عليها، في انتظار لقاء الإياب. ويمكن القول إن الجولة الثانية هي جولة الفرص الضائعة للوداد، وكان بإمكانه الخروج من هذه المباراة على الأقل بالفوز بثلاثة أهداف، وقد قدمت العناصر الحمراء لقاء جيدا أمام خصم محترم، رغم التخوفات من مستواه التقني وفوزه باللقاء القاري الموسم الماضي، فقد فاجأ الوداد كل المتتبعين بعرضه المحترم أمام الفائز باللقب القاري الأخير.