بعد الثورات العربية ومع اطلالة رمضان هذا العام انتظر المشاهد العربي عرضا جديدا دسما مختلفا من الدراما العربية على 688 محطة بث عربية لا تزال تخسر سنويا ما قيمته 12 مليار دولار دون جدوى، وما عرض حتى الآن يكشف عن هشاشة وضعف كبيرين في الشكل والمضمون. فالفضائيات العربية تشهد حالة نكوص واضحة في مستوى الاعمال التلفزيونية المقدمة هذا العام، ويكاد يجمع المشاهدون أن الأعمال التي تعرض على كبرى الفضائيات العربية مثل «إم.بي. سي» وغيرها لا ترقى إلى المستوى الذي اعتاد المشاهد العربي في السنوات العشر الماضية. إن التظاهرات التي تجتاح المدن السورية، الى جانب انشغال مصر بثورتها وعملية التحوّل المستمرة، قد أثرت بشكل واضح على مستوى وكمية المواد التلفزيونية التي تعرض هذا العام، ما ادى الى امتلاء الشاشة بمسلسلات من الدرجة الثانية او الثالثة وحتى الرابعة، وقد شعر المشاهدون الصائمون في فلسطين بالملل وتدني مستوى الاعمال. «إم.بي. سي» حاولت التعويض عن المسلسلات السورية والمصرية باعمال خليجية لكن اللهجة ومستوى الاعمال حال دون رضى الجمهور، كما ان برامج التسلية والجوائز قد تأثرت بالامر، وباستثناء برنامج «حروف وألوف» الذي لا يزال يتربع على عرش برامج الجوائز بسبب نجاح مقدمه الاعلامي السعودي محمد الشهري. فقد شاهدنا برامج ليست لمحترفين وغاب النجوم الكبار عن الشاشات. أما برنامج «طاش ما طاش» للفنانين السعوديين ناصر القصبي وعبدالله السدحان فلا يزال يحقق نجاحا جيدا رغم انه مؤخرا صار يقحم نفسه في السياسة بشكل مباشر ويعمل على افكار محددة على حساب الابداع. اما التلفزيون السوري فقد غرق في احداث الثورة، وخلت الاعمال من روح المشاهدة الذي عرفناها، فيما راحت قنوات التلفزيون المصري تغرق في تفاصيل التفاصيل عن احداث الثورية اليومية، فهرب المشاهدون الذين يبحثون عن التسلية الى قناة حديثة نسبيا تدعى «موجا» وهي قناة تمكنت من تقديم فكاهة وتسلية ودراما محلية مصري غطت النقص المذكور. «روتانا» لم تسلم ايضا من العثرات هذا العام ، فقد فوجئ الجميع ببرنامج الاعلامية هالة سرحان والذي بدا برنامجا بمستوى عادي، ولم يبهر المشاهدين كما كان المحللون يتوقعون، اما «دريم» فلا تزال تتمسك بالاعلامية منى الشاذلي لانها تحصد النسبة الأكبر من المشاهدين لبرامجها ... فيما تربعت «أوت. تي.في» على منصب جديد من خلال برامجها السياسية واليومية التي تختص بالثورة والشأن المصري فقط. من ناحيته تلفزيون فلسطين ، فقد توقّع الجميع ان ينجح أكثر من خلال مسلسل «وطن على وتر» .يضاف الى ذلك موقف محرج وهو اعتراض مؤسسة محمود درويش على ملسلسل «حضور الغياب» الذي تبثّه القناة وتحميل القنوات التي تبثّه مسؤولية البث باعتبارها تسئ لتاريخ الشعار الكبير!!! تلفزيونات الخليج هذا العام، وضعت كل ثقلها على مسلسلات محلية لا تغطي شهية المشاهد العربي ولا تقتحم المغرب العربي، وعزفت عن التنوع المعتاد ، فهرب المشاهدون يبحثون عن بدائل. وبخصوص المحطات التلفزيونية الخاصة في فلسطين فلا تزال تعيش حالة اغماء من جانب الانتاج، وأفل نجم معظمها وزال بريقها بينما تشهد الساحة الفلسطينية ظاهرة عمل المنتجين المبدعين مع قناة «الجزيرة» مباشر والتي تشتري اعمالهم، فيما يبدو ان قناة «ميكس معا» الجديدة، استثمرت أكثر من طاقتها في انتاج نحو 13 برنامج رمضاني.... ولا تزال معا تنتظر ردود الفعل لتقييم هذا المجهود. عن موقع «معا» الاخباري