انطلقت مساء أول أمس الأربعاء، 13 يوليوز، فعاليات مهرجان الدارالبيضاء في دورته السابعة، باحتفالية مميزة امتزج فيها اللون بالصورة والضوء.. بساحة محمد الخامس، الذي بالرغم من أشغال التراموي التي تخترق جانبيه على امتداد محج الحسن الثاني، فإنها احتضنت عشرات الآلاف من البيضاويين وزائري المدينة من أبناء الجالية المغربية والسياح الأجانب.. احتفالية وقع عليها الفنان التشكيلي والمصمم الفرنسي كزافيي دو ريشمون، جعلت من واجهة من البناية التاريخية للمحكمة الابتدائية للمدينة، تارة «ركحا مسرحيا» قدمت من خلاله كائنات، و«مخلوقات» فضائية وبحرية ... لوحات جميلة ومثيرة من بين قواس البناية على إيقاع موسيقي باهر .. وتارة أخرى «شاشة» - جدارية عملاقة، على طول وعرض الواجهة، اختزلت، عبر عرض شريط فيديو مستوحى من مخيلة مخرج العرض، ومن خلال رسومات وصور ورموز... تاريخ البلد العريق - المغرب، وتاريخ المدينة البيضاء الحافل، فكانت البداية صور مشتتة تستجمع ذاتها، وكأننا أمام لعبة «بوزل -puzzzle» لترسم في النهاية لوحة تشكيلية جميلة لتتناسل بعدها صور متحركة ترسم مراحل من تاريخ المغرب، من الصحراء، إلى الشمال والشرق والوسط... وكذا «قصة» الدار البيضاء.. كان فيها تجسيد الأماكن والبنايات والصروح لافتا استحقت تفاعل الحضور الغفير بالصياح والتصفيق، خاصة عندما امتزج كل ذلك بموسيقى تصويرية رائعة ومعبرة، كان فيها ماهو روحي - كنائسي، وفيها ما هو كلاسيكي ومغربي خالص من قبيل موسيقى وأغاني ناس الغيوان والحسين السلاوي.. لتتختم الاحتفالية بإطلاق عرض قصير للشهب الاصطناعية من سطح بناية المحكمة الابتدائية التي خلعت عنها، للحظة، ثوب القضاء لترتدي ثوب الفن الجميل.. الذي سيستمر موسيقيا مباشرة من خلال المنصات الأربع التي رصدت في هذا الإطار، وهي منصة ساحة الراشدي (نيڤادا)، ومنصة العنق، و بنمسيك، و البرنوصي. أولى اللوحات الموسيقية بفضاء الراشدي، القريب من ساحة محمد الخامس، والذي عرفت توافدا كثيفا للجمهور، وخللا تنظيما ملحوظا من قبل الأمن الخاص الذي حاول بعض من رجاله أن «يفرغ» مكبوتاته «السلطوية» بالمناسبة.. كانت مع الفنانة«آيو» التي افتتحت عرضها برائعة «داون أون ماينيز» الأغنية التي بيعت منها عالميا حوالي 750.000 نسخة وانطلقت بها إلى عالم الشهرة، وكانت فرصة جميلة ليتعرف عليها مباشرة الجمهور وعلى أغانيها من (السول، الفولك، الريكي..) التي تفاعل معها بكل عفوية وتلقائية، مثلما تفاعل وتجاوب مع بقية عرض الأمسية التي تميزت بتكريم الفنان الجمايكي الراحل، ملك الريكي بوب مارلي، الذي كانت اللمسة المغربية فيه واضحة من خلال مشاركة الفرقة المغربية «magrib» المكونة من هشام باجو ، عوبيز، عادل حنين وفولان (عضو مجموعة رباب فوزيرن ومازاغان)، لمسة توفقت في إعطاء لمحة كافية عن «العشق» الفني الذي تكنه شرائح واسعة من الشباب والكهول المغاربة لفن الريكي ولرائده الجمايكي الراحل بوب مارلي.. وفي إطار التكريم أيضا، احتضنت فضاء «أفريقيا» ببنمسيك اسما عربيا لامعا، المطرب اللبناني مارسيل خليفة وفرقته الميادين، والمناسبة تكريم أحد كبار الشعر العربي الحديث الراحل الفلسطيني - العربي محمود درويش، حيث كانت الأمسية، التي استقطبت إليها جموعا غفيرة من الجمهور، أتى من الجهات الأربع من المدينة وخارجها، عبارة فتح ديوان الراحل الذي نهل منه المطرب اللبناني الكبير، فكانت موسيقاه وكلماته لوحات تشكيلية باهرة تجاوب معها الحضور الكبير استماعا و ترديدا، وقبل ذلك احتضن ذات الفضاء المجموعة المغربية «السهام» التي أدت أغاني عديدة من ريبرتوارها الغنائي الذي يمتد على طول حوالي ثلاثين سنة ونيف. وفي الواجهة الأطلسية من المدينة، حيث توجد منصة حي العنق (الكورنيش)، كان الجمهور الحاضر على موعد مع طبق موسيقي ثلاثي، ابتدأه «dj resident par hit radio»، وتوسطته المجموعة المغربية «مايار باند» ( الفوزيون) التي قدمت كشكولا موسيقيا وغنائيا موفقا تجاوب معه الجمور الذي ملأ الفضاء، واختتمه الفنان البرازيلي كارلينوس بروان الذي قدم لوحات من فن السامبا والريكي مرفوقة بلوحات من الرقص أثارت الإعجاب. وفي الجانب الآخر من المدينة العملاقة، البيضاء، حيث منصة سيدي البرنوصي كان الجمهور الغفير التي تواجد بفضاء المنصة على موعد مع نمطين غنائيين، الأول موسيقى الفوزيون من خلال المجموعة المغربية «أفريكا يونايتد»، والثاني الفن الشعبي من خلال مشاركة الفنان سعيد ولد الحوات الذي اهتزت لفقراته الموسيقية من فن العيطة جميع أطراف الفضاء، مثلما اهتزت لنغمات وتمازج الموسيقى «أفريكا يونايتد».