حضور مغني الراب الأمريكي فيفتي سانت والاحتفاء بالفن الملتزم تحت عنوان «حضرة الغياب» سيكون الجمهور البيضاوي على موعد مع حدث تكريم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي غادرنا سنة 2008، وبالمناسبة سوف يحضر الفنان اللبناني الكبير مارسيل خليفة رفقة فرقة الميادين بكامل عدد أفرادها ومعهم الفنانة أميمة الخليل، المناسبة ليست سوى انعقاد فعاليات مهرجان الدارالبيضاء الذي ينطلق في 13 يوليوز ويمتد إلى 16 منه. هذا ما صرح به المنظمون خلال الندوة التي أقيمت بالدارالبيضاء يوم أمس. وصرح رئيس المهرجان فريد بنسعيد بأنه بعد النجاح الكبير الذي شهدته الدورة الماضية باستقطابها لمليونين وتصف مليون مشاهد، بالنظر إلى النوعية الفنية الرفيعة والأسماء الوازنة في عالم الموسيقى التي شاركت فيها، وتنوعها ما من شأنه إرضاء أذواق الساكنة البيضاوية مع التركيز عل فئة الشباب، باعتبار مهرجان الدارالبيضاء هو مهرجان المدينة ومهرجان كافة البيضاويين و عليه فان طموحنا ينحصر في أن يعكس المهرجان من خلال ما يعرضه من فقرات صورة المدينة الكبيرة في شساعتها وتنوعها، موسيقى، رقص، مسرح، عروض الشارع والكثير الكثير مما تخبئه الدورة الحالية ومن بين أهم الفقرات، نزهة داخل المدينة وهي الفقرة التي تعرف بالإرث الثقافي والعمراني لمدينة الدارالبيضاء هذه الفقرة يقول فريد بنسعيد التي صارت علامة فارقة لمهرجان يترك محطة بعد أخرى انطباعا جيدا في ذاكرة البيضاويين. من جهة أخرى تم تقديم حصيلة السنة الماضية من خلال عرض تسجيل ضم جميع فقرات الدورة الماضية من المهرجان الذي تأسس سنة 2005 وعرف العديد من المتغيرات منذ ذالك الحين على مستوى البرمجة كما عرف تعاقب 3 رؤساء وهو ما يعتبر مؤشرا ايجابيا على مهرجان يتحرك. ويضيف بنسعيد أن تنطيم المهرجان يطرح الكثير من الصعوبات على المستوى التنظيمي ولكن العملية في مجملها لا تخلو من متعة. ودرءا لكل لبس أكد رئيس المهرجان أن ميزانية التظاهرة تبلغ 28 مليون دولار تتأتى من خلال مساهمات الشركاء والمستشهرين وعدد من الفاعلين الخواص. 4 أيام من الاحتفال، 35 حفلا مجانيا، 3 عروض الشارع، 730 فنان مشارك، إضافة إلى طاقم تنظيمي يبلغ 600 فرد يشتغلون في الظل، بفقرات تتراوح بين الهيب هوب، الأغنية الملتزمة، منوعات مغربية، الراي والركادة، سول فيزيون ورلد 4 خشبات لليالي صاخبة وانتقائية، بهذه الأرقام يمكن اختصار مضمون دورة 2011. المهرجان يحتفي بالفن الملتزم كما سبقت الإشارة إلى ذلك سيحتفي المهرجان بذكرى الشاعر محمود درويش عبر استضافة فرقة الميادين بكامل عدد أفرادها لأول مرة بالمغرب، كما ستحتفي بالذكرى الثلاثين لوفاة ملك الريكي والشاعر الجمايكي الملتزم الراحل بوب مارلي عبر استضافة إحدى أبرز مجموعات الريكي للإحتفاء بهذه الذكرى، نقصد بها المجموعة الأمريكية تريبيوت غراونديشن التي سبق لها المشاركة في دورة 2006 للمهرجان وتركت أثرا طيبا لدى الجمهور البيضاوي الذواق والذي يصعب إرضاؤه.، المجموعة تعود لتتألق على منصة العنق من خلال تأديتها للعديد من أغاني بوب مارلي الشهيرة، وسيشارك فنانون مغاربة أيضا سيشاركون في تكريم مارلي / الأسطورة من بينهم هشام باجو، عوبيز وعادل حنين من مجموعة هوبا هوبا سبيريت إضافة إلى الفنان فولان عازف الرباب في مجموعة رباب فيزيون وقد أنجزت هذه المشاركة بمبادرة من البولفار وتقدم لأول مرة بالمغرب. مهرجانات في واحد وعلى غرار كل الدورات قام المهرجان بدعوة العديد من الفنانين العالميين في موسيقى الهيب هوب قصد المشاركة، على رأسهم فيفتي سانت الذي سيحيي حفل الختام ويمنح لجمهور هذا اللون الموسيقي لحظات ستظل راسخة في الذاكرة، إضافة إلى مشاركة مغني الراب المغربي توفيق حازب « بيغ « واكتشاف مجموعة تومي أند فاليوم من جنوب إفريقيا والمغني شورتي بليتز وسيفيو. وباعتبار مهرجان الدارالبيضاء يتميز بكونه مهرجان كل الأذواق، سيكون اللون الشعبي العروبي ممثلا بكل من زينة الداودية، سعيد ولد الحوات، عادل الميلودي وسهيل البيضاوي. أما الشعبي الأمازيغي فسيكون ممثلا بالفنانة الأمازيغية الرايسة فاطمة تحيحيت الغنية عن التعريف ومجموعة أماينو التي تجمع بين أصالة التراث الأمازيغي والاجتهادات المعاصرة في ما يسمى « التراديمودرن»، وذلك باعتبار الأغنية الأمازيغية مكون أساسي من مكونات الثقافة الموسيقية المغربية ومن هذا المنطلق يكون حضورها في فعاليات المهرجان أمرا أساسيا. المغرب الشرقي سيكون ممثلا كذلك بمهرجان الدارالبيضاء من خلال الراي والركادة يمثلهما كل من الشاب قادر الذي يعود هذه السنة بقوة من خلال ألبومه الجديد، ومختار البركاني ويونس. عشاق الموسيقى العصرية سينالون بدورهم حصة من فقرات البرمجة من خلال حفلات سيحييها على التوالي كل من ليلى الكوشي وحاتم عمور دون أن ننسى عازف البيانو، الملحن والمغني عضو مجموعة النورس فتاح نكادي. إضافة إلى العديد من الفقرات الشيقة والممتعة التي ستعيش مدينة العمال على إيقاع نبضها عروض الشارع وفي استمرارية للدورة السابقة، يكرس مهرجان الدارالبيضاء تفرده من خلال تقديم مشروعين متميزين إلى جانب مادته الأساسية، الموسيقى، إذ سيتم تنظيم عرض بالأضواء هو عبارة عن جدارية فيديو تذكاري رمزي يوضع على واجهة محكمة الدارالبيضاء، يحكي عن التاريخ العريق للمغرب، من تصميم الفنان العالمي كزافيي دو ريشمون، تكريما للدار البيضاء، ستحتضنها ساحة محمد الخامس، خلال أربع أمسيات متتالية إضافة إلى برامج «نزه فنية»، التي تحث على مشاهدة المدينة بشكل مغاير من خلال الفنون المختلفة. وبرمجت إدارة المهرجان عرضين أخرين في الشارع ستحييهما مجموعتا موتوس مودول ومجموعة كيدامس و إنكونيتو. كل هذه العروض وغيرها ستكون أيام الاحتفالات الأربعة، موزعة على المنصات الأربع المألوفة: الراشيدي، العنق (لاكورنيش)، سيدي البرنوصي وبنمسيك. ومن المرتقب أن يستضيف المهرجان مسابقة في رقص «البريك دانس»، والذي أصبح يفرض نفسه مع مرور السنوات بصفته من بين التعابير الحضرية الحالية المحببة لجمهور الشباب العاشق لثقافة «الهيب هوب». وارتأى منظمو مهرجان البيضاء إعادة برمجة «النزه الفنية» من أجل إتاحة الفرصة لمشاركة أشكال مختلفة من التعابير الفنية، كالرقص والمسرح والفيديو والشعر، مع الحرص على عرضها في أماكن عتيقة وذات رمزية في المدينة.