بحضور مخرجين سينمائيين وفنانين وأطر المركز السينمائي المغربي ونقاد ورواد أندية وفعاليات ثقافية وجمعوية، قدم المخرج حسن الدحاني، مساء يوم الأربعاء 6 يوليوز 2011 بقاعة الفن السابع بالرباط، العرض الأول للفيلم السينمائي «هي»، إنتاج سنة 2011 . في تقديمه لهذا العرض السينمائي الجديد، اعتبر الناقد عمر بلخمار أن حسن دحاني مخرج سينمائي مغربي متميز، عودنا على تقديم المختلف والجيد. كما ذكر بالمسار الفني للمخرج باعتباره مسار ذي خصوصية، لأن حسن الدحاني قادم من مجال علمي غاية في الدقة هو الرياضيات، الذي شغله طويلا قبل أن ينتقل للتدريس في السينما لفائدة طلبة التقني العالي للسمعي البصري بالرباط. وبالمناسبة، أشار الناقد إلى أن حسن الدحاني راكم لحد الساعة عدة أعمال سينمائية قصيرة، منها: «الخبز المر»، «أحبك ولكن..»، «من حذاء لآخر»، «أنا أطير»، فضلا عن أفلام وثائقية عديدة من قبيل «المغرب أرض العلوم» و«المدينةالجديدة»، «حقوق الإنسان بالمغرب». بعد تقديم الفريق الفني والتقني، تابع الحضور الذي كان كثيفا وملأ القاعة عن آخرها، تابع الحضور عرض الفيلم القصير «هي». جدير بالتذكير أن فيلم «هي» للمخرج حسن الدحاني هو خامس عمل ضمن ريبيرطواره الفني. تحكي قصة الفيلم أحداث من حياة فنان تشكيلي، يختار العزلة فجأة بعيدا عن أضواء المدينة والحياة الصاخبة.. رغم هذا الخيار يأبى إلا أن يستكمل مشوار الإبداع التشكيلي، حيث عدة لوحات تستلم وتستحود قوة إبداعيته امرأة واحدة غامضة الأسرار والعلاقات، لكن إبداع البطل يظل محكوما برؤية تركز على استخراج القبح والشر من تلك المرأة.. يفضي بنا مسار الأحداث بالفيلم إلى اكتشاف علاقة الفنان التشكيلي بالصورة وبالمرأة المختارة للوحات، وبالماضي المريب الذي ينتهي بقتل العشيقة. شد المخرج حسن الدحاني إليه المتفرج بفضل الأسلوب المعتمد وجمالية اللقطات وشاعرية المشاهد، مما ساهم في إنتاج مشاعر وانفعالات قوية.. بالموازاة، توفق مونتاج فيلم «هي» من بناء مسار سردي للقصة، يقوى مكون الإيهام والتكهن وحب التعرف على بقية الأحداث.. جعل معه للمونتاج حضورا إبداعيا متميزا. على مستوى التشخيص، برز بشكل متميز أداء الممثلة نفيسة بنشهيدة كوجه وكحضور سينمائي متميز، كما شد انتباه المتلقي شخصية «لبيب» الفنان التشكيلي بالفيلم، والذي أداه كدور فني صعب الفنان الواعد الهاني التهامي، حيث استطاع لعب الشخصية بنجاح وبيسر، خاصة وأنه أصلا فنان تشكيلي قدم وشارك في معارض وطنية ودولية كبرى، كما لعب مؤخرا أدوارا في أعمال تلفزية مع مخرجين سوريين كبار.. بالإضافة إلى توفق المخرج في اختيار الشخصيات والفضاءات وجمالية التصوير ومتعة الحكاية، اعتبر نقاد سينمائيين أن تجربة فيلم «هي» الفنية تحمل بصمات من شخصية حسن الدحاني في هدوئه وحكمته وتذوقه وولعه الشديد بالجمال والطبيعة. ويظل فيلم «هي» للمخرج حسن الدحاني عموما من الأعمال السينمائية القليلة وطنيا التي استطاعت أن تسلط الأضواء، بفنية عبر قصة درامية متميزة، على نفسية الفنان عامة والفنان التشكيلي خاصة، وعلى العلاقات المرهفة في حياته ومع المحيط الاجتماعي، وبالأخص مع المرأة. كما ساهم الفيلم في إنتاج أسئلة حول كيف يمكن بناء علاقة مثالية بين الاثنين، وكيف يمكن أن يهوي تلك البناء إلى علاقة متوترة .. قد تنتهي بأزمة إنسان وبأزمة وجود. يسائل فيلم «هي» حالة إبداعية لدى الإنسان، حالة تتعدى خصوصية الكائن البشري باعتباره يحيى ويعيش ببصمة قوية للمكان والزمان. درس حسن الدحاني السينما في ولاية فلوريدا الأمريكية بين سنتي 1998 و2002، ويعتبر فيلم «هي» خامس عمل ضمن ريبيرطواره الفني، بعد أعمال آخرها: «الخبز المر»، حصل معه على جوائز وطنية ودولية كثيرة.. صور فيلم «هي» بكاميرات رقمية ذات جودة عالية« MJS - ريد وان»، حيث المخرج متخصص في هذا النوع من الأعمال باعتبار تكوينه الجيد في السينما الرقمية بالولايات المتحدةالأمريكية، أما الطاقم التقني فيمتلك قدرات وإمكانيات وخبرة، تتقدمهم مديرة التصوير الشابة الرومانية المقيمة في هولندا «أنكوتا»، ثم المغربي حميد زيان كمساعد للمخرج، وعبد القادر بوزيد كمكلف بالإنتاج، وحنان بنعبد القادر كمصممة ملابس. أما الطاقم الفني، فتميز بمزاوجة المخرج بين فنانين بخبرة ومراس وشباب يشقون طريقهم إلى ميدان نجومية الفن السابع، أهمهم: الفنان الهاني التهامي، نفيسة بن الشهيدة، يونس بنزاكور.