وسط جمهور مهووس بحب السينما والفنون عامة، جمهور قادم من كل الدروب والأحياء والضواحي الآهلة بمدينة سيدي قاسم، جمهور متنوع الشرائح والأعمار والثقافات، احتضنت قاعة سينما وليلي بمدينة سيدي قاسم بدفئ وحب زوارها وضيوفها القادمين من كل فج عميق، وخصصت لفنانين لامعين ومتألقين أمسية تكريمية وارفة، ملئى بالأحاسيس والعشق وذكريات الفن السابع الجميلة. بحضور ممثلي المركز السينمائي المغربي ونقاد سينمائيين ورئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب وممثلي عدد من الأندية السينمائية، وفنانين ومخرجين وتقنيين مقتدرين، أمثال: محمد خويي، نجاة الوافي، نور الدين كونجار، حسن الدحاني، محمد الشوبي، محمد عابد، نور الدين كشطي، أحمد السجلماسي، محمد اشويكة، أحمد بايدو، وآخرين، صعد المنصة كل من فاطمة هراندي الممثلة القديرة المعروفة باسم "راوية" والمبدع والسيناريست والناقد والجمعوي والمربي محمد اعريوس، وسط تصفيقات حارة للجمهور المحلي والضيوف الحاضرين، وتنشيط للناقد عمر بلخمار. تحدث النقاد والمبدعون مرتادي منصة التكريم ضمن شهادات عن المحتفى بهما، فاعتبر محمد باكريم أن "راوية" من طينة فنانات ظلت سنوات متألقة في السماء وأن نورها الآن بدأ يلامس إلى الأرض، واعتبر باكريم أن المبدع محمد اعريوس من الفعاليات السينمائية الواعدة في القريب والمتوسط، وقال الفنان محمد اخويي أننا اليوم بصدد تكريم السينما المغربية التي منحت لنا فضل العمل والتعارف والإفتخار باسمين مقتدرين هما راوبة ذات التعبير السينمائي الخطير والصادق والقوي ومحمد اعريوس الناقد والكاتب والسيناريست المليئ بالفكار والطموح، وأقر الفنان محمد الشوبي أن راوية امرأة السينما المغربية بامتياز وأن محمد اعريوس كبير بأفكاره وتضحياته وحبه للفن السابع المغربي، هذا الأخير الذي يقدر الكلمة ويدرك معانيها وخطورتها ويحرص على اختيارها كما حرصت الديانات على اختيار دلالات الكلمات. أما الشاعر محمد اعريوس وعضو المكتب السابق ل ( جواسم ) فعاد إلى نهج سيرة ملئ بالأحداث والعبر والدلالات وخلص إلى القول أن محمد اعروس من طينة الكتاب والجمعويين النادرة ببلادنا، بينما الممثلة راوية فهي الدلالة على أن الممثل المغربي قادر على أن يحلق خارج الوطن. وعاد حفيظ العيساوي ليؤكد أن المغرب أنتج نخبة سينمائية مفكرة وقوية أعطت ولازالت يفتخر بها جميع المغاربة هي من عيار "راوية" ومحمد اعريوس. واستمرت فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان السينما المغربية بميدنة سيدي قاسم - المنطلقة منذ 23 أبريل 2009 إلى غاية 27 منه - عبر تقديم الهدايا والرمز التذكاري للمحتفى بهما، فضلا عن إعلان نتائج الدورة الخاصة بمسابقة محمد مزيان لسينما الهواة، والتي حازها فيلم " صرفو لو" للمخرج الشاب نور الدين الشاوني، مع تنويه خاص بالممثل المقتدر إ.اشويكة. واختتمت الأمسية بهاءها بمشاهدة عروض أفلام " إيزوران" للمخرج عز العرب لمحارزي العلوي، وفيلم " الخبز المر" لمخرجه حسن الدحاني، وفيلم نشيد الجنازة" للمخرج محمد مفتكر، و"الذاكرة المدفونة" للمخرج أحمد بايدو وسيناريو محمد اعريوس.. كل الحضور بفضاء سينما وليلي احتفي بالمبدعين المغربين المتألقين: راوية ومحمد اعريوس، تكريمهما اليوم هو تكريم للإبداع المغربي .. تكريم حميمي وعفوي واحتفال جميل صادق لأعمال تستحق التنويه، موعد تم عبره ملامسة قلب كل المغاربة الحاضرين..