بتعاون بين المركز السينمائي المغربي، ومؤسسة «إيماج أندساوند» وجمعية «ملتقى الصورة» قدم المخرج المغربي حسن الدحاني مساء يوم الجمعة 7 نونبر 2008 بقاعة الفن السابع العرض ما قبل الأول لفيلم «الخبز المر»، ضمن أجواء فنية وثقافية متميزة، وبحضور عدد من الفنانين وأطر المركز السينمائي المغربي وطلبة المعهد التقني للسمعي البصري بالرباط، وممثلي الصحافة الوطنية وجمهور كثيف ملأ القاعة عن آخرها.. وضمن أجواء افتتاح العرض، صفق الجمهور الحاضر طويلا للفنانين والتقنيين المشاركين بالعمل، ومنهم خاصة الممثل القدير محمد الرزين، والفنان حسن فولان، والممثلة نجية الواعر ، وبطلة فيلم «الخبز المر» رجاء عمران، الشابة الواعدة التي توفقت، بفضل إدارة جيدة للمخرج، توفقت في تقديم بصمة خاصة للشريط، والطفلة الجميلة براءة التي قدمت مشاهد جد صعبة وهي لا تتجاوز السن الثانية من العمر. تسلط قصة فيلم «الخبز المر» الأضواء على قضايا الراهن الاجتماعي الذي يعيشه عن قرب عدد كبير من الأسر المغربية.. يحكي الفيلم عبر شخوصه وعبر مسار أبطاله أحداث مرتبطة بواقع المرأة المغربية، التي تجنح إلى فتح أبواب الممنوع والمحرم اجتماعيا وأخلاقيا في سبيل استمرار وضمان لقمة عيش طفلة وأسرة.. تتمظهر الحدوثة في شريط «الخبز المر» عبر شخصية الشابة نعيمة (رجاء عمران) التي اضطرتها ظروف وفاة الأم، ومرض الأب المزمن الحاج سليم والد نعيمة بعد فقدانه الذاكرة إلى الخروج إلى الشارع، وسهر الليالي للحصول على قوت أسرة صغيرة، وخاصة الطفلة ذات الأب المجهول، والتي لا تتعدى العامين من العمر. على مستوى البناء الحكائي، جاء فيلم «الخبز المر» ممتعا إلى حد كبير بفضل رسم وتتبع دقيق لمسار الشخصيات، كذلك بفضل قوة البعد الدرامي ضمن مشاهد توج به المخرج شريطه، خاصة لحظات مشاهد تيه البطلة نعيمة مغمورة ببكاء حارق وهي تركد بين بحث عن الأب الهارب الحاج سليم من البيت في الحي الشعبي العتيق وبين إمساك وعدم تفريط في مولودتها الصغيرة الطفلة براءة. وعموما، إذا كانت قصة الشريط ترسم لنا باقتضاب مسار حياة نعيمة كشابة جميلة في مقتبل العمر وكنموذج لآلاف المغربيات الصامتات المرهونات في الأقاصي والزوايا، تعيش مع آبيها بمعية طفلة عمرها عامين، والحاج سليم والد نعيمة الذي لايسمع جيدا و يعاني من مرض آلزايمر /النسيان، فإن نعيمة أضحت متعبة بنمط عيشها، وكيفية كسبها لقوتها اليومي من جهة و حاجيات أبيها و أسئلته المتكررة المرهقة من جهة أخرى.. على مستوى شخصيات الفيلم، فبالقدر الذي أدى فيه الممثل محمد الرزين دورا من أهم ما قدم في ربيرتواره الفني دور الحاج سليم والد نعيمة، برز بشكل لافت أيضا الأداء المميز للبطلة نعيمة (رجاء عمران)، خاصة وأن المخرج استطاع إبراز قدرات نجمة في طور التألق، بفضل ما تملكه من مؤهلات فنية وقوام وأنوثة وجمال مميز. على مستوى التصوير أظهر يوسف العلوي اجتهادا ملحوظا، حيث توفق في رصد فضاءات مغربية جميلة رغم بساطة مكوناتها سواء كانت داخلية أم خارجية، وفق بعد يزاوج بين تسليط الضوء أكثر على فضاءات محلية استنادا لوضع اجتماعي محدود (مشهد مدار الحي الشعبي قبالة البحر)، مما ساعده على تقديم مشاهد منسجمة مع روح العمل وفق تصوير محبك. أما موسيقى الفيلم، فبرع الملحن عز الدين منتصر في رسم معالم القلق لدى شخوصه على امتداد الشريط، بفضل موسيقى تصويرية مصاحبة، ليجعل المتلقي ينجذب شعوريا ولا شعوريا بغية الانتصار لقضية الشخصية الرئيسية، معمقا ملحم الكآبة والحزن عامة المرسوم كخط الرئيسي على محيا شخصيات الشريط. فيلم «الخبز المر» للمخرج المغربي حسن دحاني:مدته : 20 دقيقة ، 35 ملم ألوان، سيناريو و إخراج حسن دحاني، الصورة يوسف لعليوي، الصوت محمد تيمومس ،الديكوركميليا لهبوب، المحافظة يونس الصريري، التوضيب حسن دحاني، تنفيذ الإنتاج منية النكوت، إنتاج « إيماج آند ساوند» Image and Soun.