يحتفل العالم هذه الأيام بمرور 100 عام علي دخول كرة القدم مجال عالم السينما، ويأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه النجم العالمي البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو للقيام بدور البطولة في النسخة الثانية من الفيلم العالمي الشهير «الهروب إلى النصر»، وهو تكرار للنسخة الأولى للفيلم الذي لعب بطولته أسطورة الكرة العالمية البرازيلي بيليه وعُرض عام 1981 . وتؤكد الاحصائية،أن أكثر من 70 فيلما تم إنتاجها في القارتين الأوروبية والأمريكية على مدار السنوات الماضية، وكانت شعاراتها تتعلق بأمر واحد هو كرة القدم، وتعود باكورة تلك النوعية من الأفلام إلى عام 1911، وكان عنوانه «HARRY THE FOOTBALLER»، وهو من إنتاج بريطاني، وتتعلق قصته بنجم كبير تعرض للاختطاف من قبل أطراف تابعة للفريق المنافس، لكن صديقته تمكنت من إنقاذه في اللحظة المناسبة، وبالتالي تمكن من المشاركة في المباراة وتسجيل هدف الفوز الحاسم لفريقه. ولم يقتصر الإنتاج السينمائي على الأفلام ذات العلاقة النسبية بالكرة، بل تم أيضا إنتاج أفلام كروية بنسبة 100 %، ومنها ما يروي قصة نجم من الولادة إلى عالم الشهرة في الميادين على غرار دييجو أرماندو مارادونا، وبيليه، وزين الدين زيدان وديدييه دروجبا وغيرهم كثيرون، ومنها من يروي مسيرة الأندية على غرار باريس سان جرمان الفرنسي الذي خرج بشأنه مؤخرا فيلما خاصا حقق أرباحا مالية ضخمة بفعل إقبال جماهير النادي على مشاهدته. كما شهد الميدان الفني غزوا من قبل الرياضيين الكبار خلال العقود الأخيرة سواء تعلق دورهم بشخصية نجم رياضي، أو أدوار أخرى لا تمت بالرياضة بصلة، فهناك نجوم التنس ونجوم الركيبي، وأيضا نجوم كرة قدم، بداية من البرازيلي بيليه والأرجنتيني أوسفالدو أرديليس في حقبة الثمانينات، مرورا بالإنجليزي جاري لينكر، والفرنسي إيريك كانتونا في مرحلة التسعينات، وصولا إلى البرازيلي رونالدو والإيطالي توتو سكيلاتشي الذي بدأ تسجيل الأفلام مؤخرا. ويعد فيلم «الهروب إلى النصر» الذي لعب بطولته بيليه وأسطورة الكرة الانجليزية بوبي مور أشهر واهم الأفلام العالمية التي لعب بطولتها نجوم كرة قدم وأذهل الأداء التمثيلي لبيليه وبوبي مور العالم بعد أن أذهلا العالم بأدائهما الكروي. وبعيدا عن الجانب المالي، فإن ارتباط لاعبي الكرة بالسينما تجسد حتى من خلال علاقاتهم الغرامية، حيث يُلاحظ أن الكثير منهم مرتبط، أو سبق له الارتباط، بنجمة فنانة، ومن أمثلة ذلك الهداف السويدي لميلان الإيطالي زلاتان إبراهيموفيتش المتزوج من مواطنته الفنانة هيلينا سيجير، والهولندي ويسلي شنايدر من خلال زوجته يولانت كاباو، ونفس الأمر ينطبق على الفنانة رقم واحد في كوريا الجنوبية سونج أون المتزوجة من مواطنها ولاعب أوكسير الفرنسي جونج جو جوك، والإسبانية أمايا سالامانكا الرفيقة السابقة لنجم دفاع ريال مدريد سيرجيو راموس، وغيرهن كثيرات. وانخرط العديد من الرياضيين في المجال الفني أثناء أو بعد مسيرتهم الكروية سواء أولئك الممارسين في الرياضات الفردية، وأيضا الجماعية على غرار الكريكيت والبيسبول وكرة القدم، فهذه الأخيرة أنجبت ممثلين مشهورين إلى درجة أنهم أدوا أدوارا مختلفة في ستوديوهات هوليوود ووصل صداهم للعالم الأجمع، ومن أبرزهم، الفرنسي اريك كانتونا، أفضل اللاعبين الممثلين على الإطلاق الذين نجحوا في عالم التمثيل، حيث شارك في 18 فيلما يعود الأول إلى سنة 1995، أي قبل اعتزاله بسنتين كونه كان يلعب مع مانشستر يونايتد آنذاك، ويتعلق الأمر بفيلم فرنسي يؤدي فيه دور لاعب ريكببي أسمه ليونيل، أما آخر الأفلام التي ظهر خلالها فهو « SWITCH» الذي سيتم عرضه خلال شهر غشت القادم ويتواجد كانتو، ضمن أبطاله. هذا دون نسيان أفلام أخرى أدى فيها دوره كلاعب كرة قدم على غرار «LOOKING FOR ERIC» حيث يلعب فيه دور لاعب ذو شخصية قوية يقوم بمساعدة مشجع لمانشستر يونايتد بالعدول عن قراره بالانتحار. ويتذكر الجمهور الرياضي جيدا اللاعب إيلهان مانسيز الذي تألق مع منتخب تركيا خلال كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حيث تنبأ له الجميع بمستقبل زاهر في اللعبة، لكن لعنة الإصابات حرمته من المواصلة، وأوقفت مسيرته سنة 2006 بعد تجارب غير ناجحة في اليابان وألمانيا، لينتقل بعدها لعالم التمثيل من خلال تواجده في مسلسلين رومانسيين تركيين، وهما «KIZLAR YURDU» سنة 2006 يؤدي فيه دور «TOLGA»، ومسلسل «DOKTO RLAR» يؤدي فيه دور رجل أسمه «عمر» وبات نجم كوريا منافسا شرشا لنجم المسلسلات التركية الأول مهند. اما النجم الايطالي الدولي السابق الشهير سالفاتوري سكيلاتشي (توتو) والذي ساهم بقسط وافر في إحراز بلاده لمونديال 1990 التي احتضنته وتوج بلقب هداف كأس العالم وقتها، هذا الأخير اعتزل عام 1997 بعد تجربة في اليابان، ودخل مؤخرا عالم السينما من بوابة مسلسل تلفزيوني إيطالي يتم عرضه في قناة «كانالي 5 »، حيث يلعب فيه صاحب ال46 سنة دور زعيم مافيا في مدينة ميسينا، علما أنه كان يتمنى منذ وقت طويل القيام بهذا الدور خاصة أنه معجب كثيرا بنجم هوليوود روبيرت ديل نيرو الذي يهوى هو الآخر تأدية أدوار المافيوزو . وسجل هداف الكرة الانجليزية السابق جاري لينكر اعتبارا من نهاية الثمانينات وبداية التسعينات تواجده في عدة أفلام منذ اعتزاله، ناهيك عن تواجده في العديد من المسلسلات التلفزيونية في المملكة المتحدة من العام 1999 وحتي العام قبل الماضي 2009 علما أن اللاعب السابق لبرشلونة وتوتنهام يعمل أيضا كمحلل تلفزيوني لشبكتي بي.بي.سي و الجزيرة الرياضية .