لا شك أن وضعية الأطر التقنية داخل النفوذ الترابي لعصبة سوس لكرة القدم، لا تكاد تختلف عن الوضعية العامة التي يواجهها زملاؤهم في مختلف العصب. فالأطر التقنيةعموما، وكل من يشغل موقع مدرب، بتكوين أو غير تكوين، يوجدون في وضعية شتات نظرا لغياب فضاء جمعوي أو نقابي يجمعهم. فودادية المدربين لا تتوفر على فرع لها بسوس، وليس هناك أي إطار أو فضاء يتيح لمدربي سوس أن يجتمعوا فيما بينهم، أو ينسقوا لمواجهة مشاكل وإكراهات مهنتهم. وللاقتراب أكثر من هذه الوضعية، كان لنا اتصال مع ثلاثة أطر تقنية خبرت بشكل متفاوت، ومختلف كذلك، واقع كرة القدم بالمنطقة، وضمنها نوعية العلاقات بين الأطر التقنية لمختلف الفرق، ومدى التزامها في ممارستها بمقتضيات ميثاق شرف مهنة التدريب. ويتعلق الأمر بكل من القيدوم مولاي علي العلوي، الذي مارس التدريب منذ 1979، ودرب عدة فرق نذكر منها فرق إنزكان الفتح، واتحاد كسيمة مسكينة، ثم اتحاد فتح إنزكان الحالي، وكذا حسنية أكادير ورجاء أكادير، ثم نجاح سوس لعدة مواسم وفرق أخرى. وهو يدرب حاليا فريق شباب الخيام، الذي تمكن من إنقاذه من الانحدار إلى القسم الثاني «هواة». ثم الإطار التقني لحسن الصاحيب، الذي راكم بدوره تجربة كبيرة من خلال تدريب عدة فرق، نقتصر منها على اتحاد كسيمة مسكينة لإنزكان، وأولمبيك الدشيرة، ورجاء أكادير، الذي سبق أن حقق معه الصعود الى القسم الوطني الأول، واتحاد تارودانت، ثم شباب هوارة. وأخيرا الإطار التقني عبدالواحيد أبو الفرج، المدير التقني الحالي لشباب هوارة، والحاصل على عدة ديبلومات في التدريب من فرنسا. وقد ركزنا في مساءلتنا لهم عن مدى التزام المدرب بسوس، في علاقاته بزملائه، بمبادىء ميثاق شرف المهنة، ودور المدرب المساعد في هذا الصدد. بالنسبة للقيدوم العلوي، فقد أكد لنا أن المدربين بسوس لا يتعارفون ولا يتواصلون فيما بينهم بما فيه الكفاية، وهو يرد ذلك كما أشرنا إلى غياب إطار يجمع شتاتهم، وهو ما يفتح الباب أمام ممارسات وتجازات لا تستقيم وميثاق المهنة : «إن ما يعطي القيمة لكل مدرب هو عمله وكفاءته، وتشبثه بدوره كمربي، وليس التآمر على زميل له بالتفاوض من وراء ظهره مع المسيرين والطعن في كفاءته. طبعا بعض المدربين يلجأون إلى هذا السلوك لأن مهنة التدريب تشكل مصدر عيشهم الوحيد، مما يجعلهم يبحثون عن فرصة العمل بأية وسيلة متاحة، ولو بالإساءة إلى مدرب آخر يشتغل داخل فريق. وهذه الفئة من المدربين هي التي تقع تحت رحمة المسيرين، وتكون مستعدة لقبول أية شروط يفرضونها.. أما عن دور مساعد المدرب فهو يكشف بدوره عن واقع العلاقة بين الأطر التقنية. فبعض هؤلاء المساعدين يبحثون عن التفاهم مع المسيرين ونيل رضاهم أكثر من التفاهم مع المدرب الرسمي للفريق. وعدد منهم لا يمتلكون أية كفاءة أو تكوين، ومع ذلك تجدهم عند قرب نهاية كل موسم رياضي يتآمرون مع المسيرين ل «كردعة» المدرب الأول للفريق، لكي يتيح للمكتب المسير بأن يقتصد في النفقات بعدم أداء بضع شهور من أجرة المدرب الرسمي، الذي يتم الاستغناء عن خدماته. أكثر من هذا نجد بعض المساعدين لا يخجلون من الإدعاء بأن ما يتم تحقيقه داخل الفريق ليس بفضل المدرب الأول، بل بفضلهم هم. وهكذا فمساعد المدرب بدلا من أن يطور ممارسته ويكون نفسه تجده للأسف يتآمر على على من يفترض أن يكون مساعدا وشريكا له حتى يستفيد من تجربته.» لحسن الصاحيب بدوره يؤكد على نفس الأشياء التي أشار اليها زميله العلوي، مع ربط الوضعية بغياب فرع لودادية المدربين بسوس. وهو يقول في هذا الصدد :« للأسف لم نتمكن، العلوي وأنا، من خلق فرع للودادية بالمنطقة، مما خلق عندنا حالة فراغ تنظيمي. والعلاقات بين المدربين عندنا تبقى علاقات صداقة دون تنسيق أو تعاون حقيقيين. كما أن المدرب بسوس ورغم كفاءته، لا يجد له موقعا في مدن أخرى خارج منطقة سوس، التي شكلت نقطة انطلاق لعدد من المدربين الذين شكل عملهم بالمنطقة بداية تألقهم وطنيا. ويكفي أن نذكر في هذا الصدد أسماء عبدالهادي السكيتيوي، ومصطفى مديح، وامحمد فاخر، ويوسف المريني. أما مدربونا المحليون فيجدون صعوبة في فرض أنفسهم خارج المنطقة، وهذا ربما ما يفسرالصراعات التي تنشأ بينهم، وحالة اليأس والإحباط التي أصابت بعضهم ودفعتهم الى هجر الممارسة، كما حدث بالنسبة لمدربين اختاروا أن يغادروا الميدان كحسن إيدبيكيش، وحسن حطابة وغيرهما. أما بالنسبة لمساعد المدرب فهو أحيانا يتآمر على المدرب. فهذا الأخير يضع فيه ثقته ليكتشف أنه يعمل في الخفاء لإبعاده عن الفريق واحتلال مكانه. وهذه الظاهرة للأسف منتشرة بأقسام الهواة.» الإطار التقني أبو الفرج بقدر مسايرته لزميليه في التأكيد على أن احترام ميثاق شرف مهنة التدريب يبقى غير متحقق بالشكل الكافي بسوس، بقدر ما يؤكد كذلك على أن هذه المسألة تبقى مرتبطة بواقع المنافسة بين المدربين : «فالديبلومات لم تعد تكفي لوحدها، بل لا بد من بذل جهد للبحث عن عمل إما بوضع ملف عن السيرة التكوينية والمهنية للمدرب لدى الفرق المعنية، أو استغلال العلاقات والمعارف في البحث عن هذا العمل. واعتماد كلا الطريقتين تبين أن الأمر يتعلق بمنافسة، ومنافسة شرسة أحيانا. أضف الى أن الأمر لا يتوقف على اختيار المدرب لوحده، بل على اختيار الفرق كذلك التي يختار بعضها الكفاءة، وبعضها الآخر جانب المعرفة والعلاقات . فالطريقتان معا تبقيان مقبولتين، وإن كانت الطريقة الأسلم هي المتمثلة في الاحتكام الى كفاءة المدرب والى ملف سيرته التكوينية والمهنية». وبالنسبة للعلاقات بين المدربين في سوس «فهي لن تتجاوز وضعها الحالي بدون توفر إطار يجمع شتاتهم يرتبط سواء بودادية المدربين أو أي إطار آخر على مستوى العصبة. وهذا يتوقف على مدى توفر إرادة ورغبة عامة وجماعية لدى المعنيين.» وتمثل الآراء أعلاه التصور السائد للعلاقات بين المدربين بسوس، الذين لا يستفيدون، مقارنة بزملائهم بالدارالبيضاء والرباط ومدن أخرى، من فرص التكوين والمعسكرات التدريبية، علما بأنهم يتواجدون بمنطقة تتوفربها كل شروط وإمكانيات العمل التي لا تتوف عبداللطيف البعمراني لا شك أن وضعية الأطر التقنية داخل النفوذ الترابي لعصبة سوس لكرة القدم، لا تكاد تختلف عن الوضعية العامة التي يواجهها زملاؤهم في مختلف العصب. فالأطر التقنيةعموما، وكل من يشغل موقع مدرب، بتكوين أو غير تكوين، يوجدون في وضعية شتات نظرا لغياب فضاء جمعوي أو نقابي يجمعهم. فودادية المدربين لا تتوفر على فرع لها بسوس، وليس هناك أي إطار أو فضاء يتيح لمدربي سوس أن يجتمعوا فيما بينهم، أو ينسقوا لمواجهة مشاكل وإكراهات مهنتهم. وللاقتراب أكثر من هذه الوضعية، كان لنا اتصال مع ثلاثة أطر تقنية خبرت بشكل متفاوت، ومختلف كذلك، واقع كرة القدم بالمنطقة، وضمنها نوعية العلاقات بين الأطر التقنية لمختلف الفرق، ومدى التزامها في ممارستها بمقتضيات ميثاق شرف مهنة التدريب. ويتعلق الأمر بكل من القيدوم مولاي علي العلوي، الذي مارس التدريب منذ 1979، ودرب عدة فرق نذكر منها فرق إنزكان الفتح، واتحاد كسيمة مسكينة، ثم اتحاد فتح إنزكان الحالي، وكذا حسنية أكادير ورجاء أكادير، ثم نجاح سوس لعدة مواسم وفرق أخرى. وهو يدرب حاليا فريق شباب الخيام، الذي تمكن من إنقاذه من الانحدار إلى القسم الثاني «هواة». ثم الإطار التقني لحسن الصاحيب، الذي راكم بدوره تجربة كبيرة من خلال تدريب عدة فرق، نقتصر منها على اتحاد كسيمة مسكينة لإنزكان، وأولمبيك الدشيرة، ورجاء أكادير، الذي سبق أن حقق معه الصعود الى القسم الوطني الأول، واتحاد تارودانت، ثم شباب هوارة. وأخيرا الإطار التقني عبدالواحيد أبو الفرج، المدير التقني الحالي لشباب هوارة، والحاصل على عدة ديبلومات في التدريب من فرنسا. وقد ركزنا في مساءلتنا لهم عن مدى التزام المدرب بسوس، في علاقاته بزملائه، بمبادىء ميثاق شرف المهنة، ودور المدرب المساعد في هذا الصدد. بالنسبة للقيدوم العلوي، فقد أكد لنا أن المدربين بسوس لا يتعارفون ولا يتواصلون فيما بينهم بما فيه الكفاية، وهو يرد ذلك كما أشرنا إلى غياب إطار يجمع شتاتهم، وهو ما يفتح الباب أمام ممارسات وتجازات لا تستقيم وميثاق المهنة : «إن ما يعطي القيمة لكل مدرب هو عمله وكفاءته، وتشبثه بدوره كمربي، وليس التآمر على زميل له بالتفاوض من وراء ظهره مع المسيرين والطعن في كفاءته. طبعا بعض المدربين يلجأون إلى هذا السلوك لأن مهنة التدريب تشكل مصدر عيشهم الوحيد، مما يجعلهم يبحثون عن فرصة العمل بأية وسيلة متاحة، ولو بالإساءة إلى مدرب آخر يشتغل داخل فريق. وهذه الفئة من المدربين هي التي تقع تحت رحمة المسيرين، وتكون مستعدة لقبول أية شروط يفرضونها.. أما عن دور مساعد المدرب فهو يكشف بدوره عن واقع العلاقة بين الأطر التقنية. فبعض هؤلاء المساعدين يبحثون عن التفاهم مع المسيرين ونيل رضاهم أكثر من التفاهم مع المدرب الرسمي للفريق. وعدد منهم لا يمتلكون أية كفاءة أو تكوين، ومع ذلك تجدهم عند قرب نهاية كل موسم رياضي يتآمرون مع المسيرين ل «كردعة» المدرب الأول للفريق، لكي يتيح للمكتب المسير بأن يقتصد في النفقات بعدم أداء بضع شهور من أجرة المدرب الرسمي، الذي يتم الاستغناء عن خدماته. أكثر من هذا نجد بعض المساعدين لا يخجلون من الإدعاء بأن ما يتم تحقيقه داخل الفريق ليس بفضل المدرب الأول، بل بفضلهم هم. وهكذا فمساعد المدرب بدلا من أن يطور ممارسته ويكون نفسه تجده للأسف يتآمر على على من يفترض أن يكون مساعدا وشريكا له حتى يستفيد من تجربته.» لحسن الصاحيب بدوره يؤكد على نفس الأشياء التي أشار اليها زميله العلوي، مع ربط الوضعية بغياب فرع لودادية المدربين بسوس. وهو يقول في هذا الصدد :« للأسف لم نتمكن، العلوي وأنا، من خلق فرع للودادية بالمنطقة، مما خلق عندنا حالة فراغ تنظيمي. والعلاقات بين المدربين عندنا تبقى علاقات صداقة دون تنسيق أو تعاون حقيقيين. كما أن المدرب بسوس ورغم كفاءته، لا يجد له موقعا في مدن أخرى خارج منطقة سوس، التي شكلت نقطة انطلاق لعدد من المدربين الذين شكل عملهم بالمنطقة بداية تألقهم وطنيا. ويكفي أن نذكر في هذا الصدد أسماء عبدالهادي السكيتيوي، ومصطفى مديح، وامحمد فاخر، ويوسف المريني. أما مدربونا المحليون فيجدون صعوبة في فرض أنفسهم خارج المنطقة، وهذا ربما ما يفسرالصراعات التي تنشأ بينهم، وحالة اليأس والإحباط التي أصابت بعضهم ودفعتهم الى هجر الممارسة، كما حدث بالنسبة لمدربين اختاروا أن يغادروا الميدان كحسن إيدبيكيش، وحسن حطابة وغيرهما. أما بالنسبة لمساعد المدرب فهو أحيانا يتآمر على المدرب. فهذا الأخير يضع فيه ثقته ليكتشف أنه يعمل في الخفاء لإبعاده عن الفريق واحتلال مكانه. وهذه الظاهرة للأسف منتشرة بأقسام الهواة.» الإطار التقني أبو الفرج بقدر مسايرته لزميليه في التأكيد على أن احترام ميثاق شرف مهنة التدريب يبقى غير متحقق بالشكل الكافي بسوس، بقدر ما يؤكد كذلك على أن هذه المسألة تبقى مرتبطة بواقع المنافسة بين المدربين : «فالديبلومات لم تعد تكفي لوحدها، بل لا بد من بذل جهد للبحث عن عمل إما بوضع ملف عن السيرة التكوينية والمهنية للمدرب لدى الفرق المعنية، أو استغلال العلاقات والمعارف في البحث عن هذا العمل. واعتماد كلا الطريقتين تبين أن الأمر يتعلق بمنافسة، ومنافسة شرسة أحيانا. أضف الى أن الأمر لا يتوقف على اختيار المدرب لوحده، بل على اختيار الفرق كذلك التي يختار بعضها الكفاءة، وبعضها الآخر جانب المعرفة والعلاقات . فالطريقتان معا تبقيان مقبولتين، وإن كانت الطريقة الأسلم هي المتمثلة في الاحتكام الى كفاءة المدرب والى ملف سيرته التكوينية والمهنية». وبالنسبة للعلاقات بين المدربين في سوس «فهي لن تتجاوز وضعها الحالي بدون توفر إطار يجمع شتاتهم يرتبط سواء بودادية المدربين أو أي إطار آخر على مستوى العصبة. وهذا يتوقف على مدى توفر إرادة ورغبة عامة وجماعية لدى المعنيين.» وتمثل الآراء أعلاه التصور السائد للعلاقات بين المدربين بسوس، الذين لا يستفيدون، مقارنة بزملائهم بالدارالبيضاء والرباط ومدن أخرى، من فرص التكوين والمعسكرات التدريبية، علما بأنهم يتواجدون بمنطقة تتوفربها كل شروط وإمكانيات العمل التي لا تتوفر لمناطق وعصب أخرى. والمطلوب حاليا، وبشكل استعجالي، هو خلق فضاء تلتئم داخله كلمة مدربي سوس في ظل احترام ضوابط وقواعد المهنة.ر لمناطق وعصب أخرى. والمطلوب حاليا، وبشكل استعجالي، هو خلق فضاء تلتئم داخله كلمة مدربي سوس في ظل احترام ضوابط وقواعد المهنة. عبد الرحيم طاليب، مدرب وداد فاس عشت لحظات عصيبة بالدفاع الجديدي والمغرب التطواني مادامت البطولة مشمولة بطابع الهواية، فانتظرماشئت من الخروقات سواء في مجال التدريب أو التسيير..! إن مجال الممارسة في البطولة الوطنية يشهد على كثير من التجاوزات والسلوكات اللاأخلاقية، التي يقوم بها بعض المدربين ضد زملاء لهم، حيث ينتظرون أي هفوة للانقضاض على مقعدهم في كرسي الاحتياط. لقد كان ميثاق الشرف محور العديد من النقاشات داخل ودادية المدربين المغاربة، وعلى مدار السنوات الأربع الأخيرة، وشددنا-نحن المدربين- على ضرورة احترام المدرب لزميله سواء قبل اللقاء أو بعده، من قبيل إطلاق تصريحات غير مسؤولة.وأنتهز هذه الفرصة لأجدد المطالبة بضرورة إخراج ميثاق الشرف إلى حيز الوجود، وأن يتم الالتزام بمضامين العقود المبرمة بين المدربين والأندية، حيث نجد أن بعض المسيرين «يضحون» بالمدرب عند ارتفاع درجة الحرارة بالمدرجات، والمطالبة بالنتائج، وهذا سلوك فيه كثير من العبث بكرامة المدرب، الذي يبقى حلقة ضعيفة ضمن المنظومة الكروية،رغم أهمية الدور الذي يقوم به. فخلال مساري كمدرب-يقول طاليب- تعرضت لعدة مضايقات، فرضت عليَّ استعجال الرحيل حفاظا على كرامتي كإنسان وكمدرب. وهذه المواقف كانت أكثر حدة بالدفاع الحسني الجديدي والمغرب التطواني. فعندما أرى الجو مكهرب، والضغط في ارتفاع، أحزم حقائبي وأرحل، فالمدرب غير محمي بالعقد(contrat ) الذي يربطه بالنادي أو حتى من الإدارة التي يعمل معها (مسؤلو الدفاع الجديدي، يعلمون جيدا الظروف التي غادرت فيها). أما في المغرب التطواني، فقد كان الوضع مشابها بنسبة كبيرة، فرغم أنني حققت رفقة الفريق نتائج جيدة خلال موسمي الأول معه، إلا أن هذه الإنجازات لم تشفع لي في مواصلة مشواري حتى نهايته في الموسم الثاني، حيث بلغني خبر إقالتي عبر أمواج الإذاعة. وحتى في وداد فاس، فإن هناك مدربين على اتصال بالرئيس لخلافتي، رغم أنني مرتبط بعقد مع الفريق. غير أن الثقة المتبادلة بيني وبين أسرة الوداد الفاسي هي أكبر من أن تتأثر بمناورات من هذا النوع. وإذا كانت الأخلاق ذات أهمية ويحسب لها حساب في كل مجال محترم، فإنها في مجال التدريب، وخاصة في علاقات الزملاء فيما بينهم، تعد حلقة ذهبية. لقد بات من الضروري تفعيل العقود، والتشديد على وجوب احترامها، رغم أن النظام التعاقدي الحالي تحكمه بدرجة كبيرة شخصية ومبادئ كل مدرب على حدة. فقد نجد مدربين يصبرون على أنواع الإهانة لأنهم في حاجة ماسة إلى العمل، كما نجد-في المقابل- مدربين لا يتنازلون ويضعون كرامتهم فوق كل اعتبار، ويرحلون عندما يشعرون بأدنى إهانة. بنظرة بسيطة على مشهد الممارسة في البطولة الوطنية، وخاصة في قسمها الأول، سنجد أن عدد المدربين الذين أقيلوا من مهامهم مرتفع جدا خلال الموسم الماضي، بل إن بعض الفرق غيرت مدربيها أكثر من مرتين!؟ ومن جهة أخرى أرى أن سبب ما يتعرض له المدرب المغربي، هو افتقاد بعض مسيرينا للكرامة، ذلك أن تشبثهم بالكرسي يدفعهم إلى «التضحية» بالمدرب، رغم أن لا مسؤولية له في تواضع نتائج الفريق، بحيث إن تسليط فئة من « الحياحة» بالمدرجات يكون كافيا لتعجيل الفراق. علما بأن الرئيس كان يجب أن يكون أول المغادرين، لأنه هو من أتى بذلك المدرب وهو من تعاقد معه.