تحت شعار «تربية إبداع مواطنة»، نظمت، مؤخرا، الثانوية التأهيلية المصلى أيامها الربيعية، والتي تضمن برنامجها العام فقرات غنية ، كما هو الشأن بالنسة لتكريم بعض تلامذتها السابقين، الذين رسموا لأنفسهم مسارات ناجحة في مجالات مختلفة: من بينهم الصحفي لحسن العسبي، إلى جانب كل من أنور حكيم وأحمد بوعروة. هذه الأيام التي نظمت بشراكة مع جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ وتنسيق مع نيابة عين الشق، تخللتها فقرات موسيقية أبدعت فيها مجموعة من تلميذات الثانوية اللائي أدين «كشكولا» من الأغاني المغربية الخالدة، توجها الفنان المحتفى به أنور حكيم، نزولا عند رغبة الحضور، بأداء إحدى روائع الأغاني المغربية. كما تميز الحضور المكثف بتنوعه، فإلى جانب نائبي تعليم (عين الشق والنواصر)، حضر مدراء ومفتشون، وحضرت الأطر التربوية ومجموعة من الآباء والأمهات ، وأمضى الجميع لحظات مميزة، كما هو حال فقرة التكريم ، حيث عاد من خلالها لحسن العسبي إلى سنوات البداية، حين كان يجلس في المقعد الخلفي بإحدى قاعات الثانوية، متوقفا عند التصرفات التي كان يتصرف بها الممزوجة بشغب طفيف مقبول تشفع له مجهوداته الدراسية ومثابرته داخل فصل الدراسة، حسب قوله. فترة السفر إلى الوراء هذه ، تضمنت تفاصيل دقيقة، رغم مرور سنوات طويلة، حيث لم ينس اسم أي أستاذ من مدرسي ذلك الزمن الجميل، علما بأن الأمر يتعلق بأول فوج من التلاميذ حاز على شهادة البكالوريا بهذه الثانوية، فذكر أسماء العديد من المتخرجين، مشيرا إلى المناصب العالية المختلفة التي وصلوا إليها، والتي تتوزع على قطاعات الدولة المتعددة، بل منهم أطر دولية اليوم في فرنسا وكندا. لفد كانت لحظة الحكي هذه، من خلال شهادة لحسن العسبي، جد قوية وآسرة، جعلت الحضور، المنتمي لمختلف الفئات العمرية، يغوص عميقا في ذكريات بعيدة، لكن الحنين إليها لم يفقد قوته أمام قبح ، للأسف، جزء غير يسير من الأيام الراهنة، التي خفت فيها ذاك الرابط الخفي الذي كان يميز العلاقات داخل الفصل الدراسي، خاصة، وعلى مستوى المؤسسة التربوية على وجه العموم، وما التصفيق الذي تصاعد داخل القاعة بقوة، عقب إنهاء لحظة حديث الذاكرة للتلميذ العسبي الذي كان، والصحفي اليوم ، إلا أكبر دليل على الحاجة الملحة لإعادة تأسيس مثل هذه العلاقات، بعيدا عن أجواء التشنج وعدم الاحترام المتبادل ..