بتعاون مع تلاميذ الثانوية التأهيلية والإعدادية ليرميطاج، نظم طلبة المركز التربوي الجهوي درب غلف، شعبة علوم الحياة والأرض، نشاطا تربويا تحسيسيا حول ظاهرة «الهدر المدرسي» تحت شعار «المدرسة للجميع من أجل غد أفضل»، وذلك صبيحة الخميس 26 ماي 2011 بحضور الأساتذة المؤطرين بالمركز ومدير الثانوية وعدد من أطرها التربوية والإدارية ومجموعة من التلاميذ. الطلبة /الأساتذة تلقوا دروسهم التطبيقية بهذه الثانوية بتأطير من مرشدهم التربوي أستاذ المادة، خلال الموسم الدراسي الحالي، وهو ماجعلهم يقفون على المجهود المبذول في محاربة ومعالجة الظاهرة. وقد اعتبروا أن هذه الظاهرة «تشكل معضلة تربوية تحول دون تطور أداء المنظومة التربوية ، كما تتسبب في تفشي ظاهرة الأمية وما يترتب عنها من سلوكيات ضارة بالمجتمع» مضيفين أن «تعريف الهدرالمدرسي هو انقطاع التلميذ عن الدراسة كلية قبل إتمام المرحلة الدراسية، أو هو الفشل الدراسي للتلميذ المؤدي للتكرار والفصل» ويمكن كذلك «اعتبار الهدر المدرسي الانقطاع المبكر عن الدراسة بسبب الامتناع والرفض والعزوف ، والإحجام في وقت مازال فيه للتلميذ الحق في متابعة تعليمه » لهذا «فإن الاهتمام بمعالجة هذه الظاهرة أصبح يدخل ضمن أولويات الإصلاح التربوي». وقد تابع الحضور مشاهدة شريط فيديو تضمن شهادات حية لبعض التلاميذ الذين يتابعون حاليا دراستهم بالثانوية بعد أن تم فصلهم وغادروا الفصل الدراسي ووجدوا في ثانوية ليرميطاج ملجأ منحهم فرصة ثانية للعودة ومن جديد لمتابعة دراستهم . شهادات توحدت حول بعض أسباب الهدر المدرسي، والتي جاءت متطابقة مع نتائج البحث الميداني لدراسة أسباب الظاهرة بالثانوية، الذي قام به الطلبة / الأساتذة عن طريق ملء استمارة من طرف تلاميذ المؤسسة وعددهم 100 تلميذ، والتي أكدت في مجملها أن الوضعية المادية للعائلة، والمتمثلة في ضعف دخل الأسرة، تجعل المتعلم لايتوفر على الحد الأدنى لأدواته المدرسية، وبالتالي عدم القدرة على مسايرة تعليمه، الشغب داخل الفصل الدراسي، تناول استهلاك المخدرات .. شكل أحد أسباب الظاهرة، إضافة إلى تأثير بطالة حاملي الشهادات ومحدودية الآفاق . هذا النشاط تضمن تقديم مسرحية من تشخيص تلاميذ الثانوية تحت عنوان «عودة الأمل»، نالت استحسان الأطر التربوية التي تابعت النشاط، والذي اختتم بقصيدتين شعريتين كانت إحداهما بالأمازيغية . مدير ثانوية ليرميطاج محمد عدنان أوضح في كلمته، «الجهود المبذولة بمساهمة جميع أطر المؤسسة الإدارية والتربوية، في محاربة الهدر المدرسي والعمل على إرجاع الأمل إلى نفسية شريحة من المجتمع»، مضيفا أن «العديد من الأسماء تتواجد في مناصب ووظائف من المسؤولية تابعت تعليمها بهذه الثانوية، بعد أن سبق وتعرضت للطرد ومغادرة الفصل الدراسي» ، طالبا من المسؤولين بوزارة التربية الوطنية محليا وجهويا ، المزيد من الدعم «حتى تستمر المؤسسة في مواصلة رسالتها النبيلة».