خلفت أحداث مراكش وقعا أثر بشكل عميق على نفسية المواطن وأفزعت مأمنه، فضلا عن تأثيرها الخفي الذي طال مختلف المجالات الحيوية.. بصفتي أحد الغيورين المتشبع بأصالة هذه المدينة الأم وحبها المنبثق من حبي للوطن.. لم أزل أعبر كعادتي عن هذه الغيرة المجبل عليها فيما أقدمه من رسائل فنية تعكس كثيرا ما لاأستطيع الإفصاح عنه، بل ما لا أجد له سبيلا للتعبير إلا ذاك. لن أكون أقل شأنا ممن ندد وخالف.. ولن تعوزني القدرة لأسمع صوتي، بل سيكون له وجع صدى تتناقله الآذان، هذا إن لم يلق تحقيقا على أرض الواقع. عفوا إن كنت فظا في هذه السطور، فقد عبرت وتكلمت أجزاء أخرى من جسدي. كيف لا؟ ونيران الحب أنطقتها مرغمة.. ليس هذا كله لأنني ارتاد المكلومة لأرتشف كأس بنّ بها او لألتقي الأحبة هناك... إنني مناهض لكل اشكال العنف التي تطال بلدي قبل هويتي، اي فكر هذا الذي اطلق له العنان ليحفر عميقا في نفوس بريئة حرة.. فيختار زهرة الوطن ظنا منه انه افقدها عبقها. ابدا، لم يزد هذا حمراءنا الا التحاما الى التحام، وصمودا فوق صمود ترك بصمته رجالاتها ومن تشبع بفضلها عليه. لم اذكر جميلها فقد ادبتني وعلمتني وسقتني روح الفن البديع.. وما شكلت به جنباتها من نخيل تواضع لها رغم شموخه. هذه مراكش، كما عهدناها تكسب نفسا جديدا تحيا به ويحيا به من بها يحيا.. لم يزدني ما بها وقع، إلا إصرارا وتحديا جعلاني ألقي بريشتي لتخلط الألوان لتشكل لوحة فنية ترصد عبرها ما لا تنطقه إلا خباياها. لوحة لم تجد لها اسما فنيا يوافق أصالتها ويضفي عليها جمالا إلا حروفا من جنسها تساقطت فأسمتها: اركانة. سأظل وفيا لمدينتي، لأصالتي في فني وفي مرسمي، مؤمنا بواجبي ورسالتي. في مراكش بتاريخ 09/05/2011