تقدم الاخ عبد الرحيم الرماح عضو الفريق الفيدرالي للوحدة واليمقراطية بمجلس المستشارين بسؤال كتابي إلى السيد كاتب الدولة لدى وزير السياحة و الصناعة التقليدية المكلف بالصناعة التقليدية حول إنقاد حرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض جاء فيه أن : العديد من حرف الصناعة التقليدية تتعرض للانقراض بسبب حدة المنافسة مع المنتوجات الأجنبية التي تقوم بتقليدها من خلال تزييف بعض منتوجاتها و بسبب ارتفاع التكلفة الذي يعود إلى غلاء المواد الأولية ، يضاف إلى ذلك ضعف القدرة الشرائية لأغلب الواطنين. ولكل ذلك فإننا نتقدم لسيادتكم بالسؤال التالي : - ما هو برنامجكم لإنقاذ حرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض؟ و ما هو برنامجكم للحفاظ على الصناعة التقليدية و دعمها و تقويتها حماية لحضارتنا و تراثنا؟ وقد جاء جواب السيد : كاتب الدولة لدى وزير السياحة و الصناعة التقليدية المكلف بالصناعة التقليدية على الشكل التالي : و بعد ، تبعا لسؤالكم المشار إليه أعلاه و المتعلق بسؤال حول إنقاد حرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض ، يشرفني أن أشكر لكم اهتمامكم بالموضوع ، و أن أعرض عليكم ما تم إنجازه في هذا الشأن تعتبر إشكالية المحافظة على الحرف التقليدية و إنقاذها من الانقراض إشكالية متعددة الأبعاد يختلط فيها التقني بالاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ، إشكالية مرتبطة أشد ما يكون الارتباط بالهوية الثقافية و الحضارية ، و بالتالي فإن المحافظة على الموروث الحرفي المغربي كتراث ثقافي لا مادي يكتسي طابعا أفقيا و يعتبر من هذا المنطلق مسؤولية جماعية. انطلاقا من ذلك ، ركزت رؤية 2015 على هذا الرصيد الحضاري و الثقافي للقطاع من أجل أصالة القطاع محركا للإقلاع الاقتصادي ، و بالتالي جعلت مسالة الحفاظ على الموروث الحرفي و تثمين التقنيات و المهارات المرتبطة به في صلب اهتمامات كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية. و تفعيلا لهذا التوجه ، وضعت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية برنامجا طموحا لإنقاذ الحرف و المحافظة عليها ، علاوة على ضمان تمرير التقنيات الأصيلة التي تختزنها عبر الأجيال. البرنامج المذكور يتوخى تحقيق هدفين أساسيين هما : 1 . المحافظة على التقنيات الحرفية الأصيلة من خلال توصيفهما وتوثيقهما بطرق حديثة و بشكل مفصل. 2. ضمان استمرارية المعارف المرتبطة بهذه التقنيات عن طريق تلقينها عبر الأجيال. في هذا السياق ، مكن الجرد الذي تم القيام به سنة 2009 ، ما يناهز ثلاثين حرفة أو منتوج تقليدي يمكن تصنيفهم في خانة الحرف المهددة بالانقراض. و انطلاقا من المعطيات التي أسفر عنها هذا الجرد ، تم إعداد لائحة أولية لهذه الحرف اعتبارا لطابعها الاستعجالي و أهميتها إن على المستوى التقني أو المهني أو الثقافي. و انصبت التجربة النموذجية التي تم القيام بها في هذا المضمار على تقنية ترصيع الخشب أو الطبع الدقيق للخشب التي تتميز بها مدينة فاس ، و التي يهددها الانقراض بفعل ضعف انتشارها وسط حرفي فنون الخشب ، الشيء الذي يطرح إشكالية توارث هذه التقنية عبر الأجيال . في هذا الإطار تم وضع أسس شراكة مع خبراء دوليين ، ساعدت على بلورة منظومة معلوماتية تعتمد التقنيات السمعية البصرية ، هي الأولى من نوعها في مجال توثيق حرف الصناعة التقليدية عبر اعتماد التكنولوجيا الحديثة. و تتوخى هذه المنظومة تحقيق هدفين أساسيين هما : 1) المحافظة على حرفة الترصيع الدقيق للخشب باعتبارها موروثا ثقافيا ، عبر توصيفها و توثيقها باعتماد التقنيات السمعية البصرية الحديثة. 2) ضمان نقل المعارف المرتبطة بهذه التقنية عبر الأجيال ، من خلال المرجعيات البيداغوجية المدرجة في هذا المنظومة ، و التي تجعل منها منظومة قابلة للإرساء في مؤسسات التكوين المهني. و قد كان أول عمل ضمن تفعيل هذه المنظومة هو تجربتها على صعيد مجموعة من مؤسسات التكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية ، حيث مكنت من التوصل إلى نتائج مشجعة بالنظر إلى القيمة الفنية و الجمالية لما تفنن في إنتاجه تلامذة هذه المؤسسات. بناء عليه ستركز المرحلة المقبلة على تطبيق هذه المنظومة على باقي الحرف المستهدفة ، بحيث أن خلال السنة الحالية ستشمل العملية علاوة على تقنية ترصيع الخشب أو الطبع الدقيق بحيث أن خلال السنة الحالية ستشمل العملية علاوة على تقنية ترصيع الخشب أو الطبع الدقيق للخشب أربع حرف أخرى هي التسفير و التذهيب ، وخزف مكناس و السرج التقليدي و الزليج التطواني. تجدر الإشارة إلى أن الوزارة ووعيا منها بأن المحافظة على حرف الصناعة التقليدية هي مسؤولية جماعية بالدرجة الأولى ، تهم مجموعة من القطاعات الحكومية وكذا المؤسسات الجامعية و المعاهد المتخصصة علاوة على المهنيين أنفسهم ، نظمت لقائين حول هذا الموضوع خلا سنة 2009 و الثاني خلال السنة المنصرمة ، اللقاءان شكلا فرصة لتبادل الرأي و الخبرات و الإطلاع على مختلف التجارب التي خاضتها بعض الدول في هذا المضمار ، الشيء الذي مكن من وضع تصور شامل لمختلف الجوانب المرتبطة بالموضوع . جدير بالذكر أن المقاربة الجديدة التي تبنتها كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية في هذا الشأن تتركز عل المحاور التالية : * جرد وتحديد و تصنيف الحرف المنقرضة و المهددة بالانقراض على مستوى الجهات ، بهدف وضعها في إطارها الجغرافي و التاريخي و السوسيو- اقتصادي و التقني ، مع الأخذ بعين الاعتبار التسميات المتداولة محليا. * إحصاء وضع الحرفيين المزاولين للحرف التي تم تصنيفها من قبيل الحرف المهددة بالانقراض ، و تشجيعهم و هيئاتهم المهنية على الانخراط في عملية المحافظة على هذه الحرف و إنقاذها. * جرد و اقتناء منتوجات الحرف المهددة بالانقراض و تحديد الآليات و الأدوات المستعملة من قبل هذه الحرف. * إعداد منهجية لتدوين و توثيق الحرف المهددة و ضمان إشعاعها و التعريف بها من خلال وثائق مكتوبة ورقمية ، و تشجيع البحث الأكاديمي في هذا الميدان * إنجاز شراكة وثائقية حول مختلف حرف الصناعة التقليدية ، بتعاون مع القنوات التلفزية ز شركاء متخصصين و ذلك لأهداف اقتصادية و إنعاشية وثقافية و سياحية . * إعداد خريطة وطنية للحرف المهددة بغية الإحاطة بهذه الظاهرة في أبعادها الجغرافية. * ضمان نقل المعارف و المهارات و توارثها عبر وضع سياسة ناجعة للتكوين في الحرف المهددة بالانقراض، مع التركيز على إعداد برامج هادفة للتكون بالتدرج و التكوين المستمر. * التعرف على التجارب المماثلة ، وطنيا ودوليا ، عبر مقاربة تستهدف الاستفادة من البرامج التي أبانت عن نجاعتها في هذا المجال و في مجالات مشابهة.