قال أنيس بيرو إن كتابة الدولة في الصناعة التقليدية استطاعت إنقاذ العديد من حرف الصناعة التقليدية من الاندثار عبر التوثيق السمعي البصري لتقنيات هذه الحرف ونقلها إلى أجيال جديدة من «المتعلمين»، وأضاف كاتب الدولة في تصريح ل «المساء»: «أنا جد فخور لهذه النتيجة التي توصلنا إليها، لقد نجحنا على الأقل في عدم ضياع هذه الحرف وانتقالها إلى جيل اليوم، هذا الجيل الذي بفضله سنضمن استمرارية وحياة هذا الموروث الثقافي». وقد تمت عملية التوثيق بواسطة برنامج معلوماتي يحمل اسم «لمعلم» يستعمل لأول مرة لتوثيق تقنية الترصيع الدقيق للخشب بفاس، بمساعدة المعلم خالد السايب في فنون الخشب التقليدي في المغرب، ثم يتم نقل هذه المعرفة لحرفيين شباب مع مدهم بأدوات الصنعة لمساعدتهم على الاستمرارية في عملهم الجديد وضمان بقاء هذه الحرفة التقليدية. هذه الحرفة هي واحدة ضمن لائحة أولية من ما يناهز 40 حرفة تقليدية منقرضة أو مهددة بالانقراض في المغرب، فضلا عن جرد المنتوجات المنبثقة عنها مع إحصاء الحرفيين المنتمين لهذه الأنشطة نظرا لطابعها الاستعجالي وأهميتها على المستوى التقني والمهني والثقافي، وتضم هذه اللائحة السروج المطرزة وخزف مكناس واللبادة والتسفير والتذهيب، والجلد المقشر، والزليج التطواني... وخلال الملتقى الثاني، الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية مؤخرا في الرباط حول موضوع المحافظة على حرف الصناعة التقليدية، وزعت عدة جوائز على خريجي مؤسسات التكوين المهني المشاركين في مباراة اختيار أحسن مشروع في تقنية الترصيع الدقيق للخشب، حيث اختيرت كحرفة نموذجية في إطار المحافظة على حرف الصناعة التقليدية عبر اعتماد البرنامج المعلوماتي «لمعلم»، وكان المتبارون الأحد عشر الموزعون على أربعة مراكز للتكوين المهني (فاسومكناسومراكش ومدرسة فنون الصناعة التقليدية بإنزكان)، من بينهم فتاة من مدينة مراكش والتي حصلت على الجائزة الأولى، قد تدربوا لمدة ثلاثة أشهر تمكنوا خلالها من إبداع مجموعة من المنتوجات أبانت عن حنكة وحرفية هؤلاء الشباب. تجدر الإشارة إلى أن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية قد سطرت في السابق بعض البرامج لإنقاذ حرف للصناعة التقليدية كمشروع «كوبارت»، الذي تم إنجازه في إطار التعاون المغربي الألماني خلال ثمانينيات القرن الماضي، والذي أثمر مجموعة من الوثائق الموسوعية الخاصة بالزربية المغربية بمختلف مصادرها وأصنافها، كما نظمت كتابة الدولة لقاء تأمليا في ماي 2009 حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية.