الصناعة التقليدية قادرة على ولوج كل الأسواق قال أنيس برو, كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية أنه من الممكن أن تلج منتوجات القطاع كل الأسواق الدولية, وتحقيق نتائج إيجابية في إطارها. وقال برو, في تصريح صحافي, على هامش المشاركة في المعرض الدولي 86 للأثاث والتزيين المنزلي بميلانو, إن الصناعة التقليدية المغربية قادرة على التميز في الأسواق بفضل جودة منتجاتها وتنوعها وغناها وقدرتها على مسايرة التطور والتجديد. وأوضح كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية أن الاحتفاء بالمغرب, كضيف شرف في الدورة الجديدة لمعرض ميلانو, الذي يحظى بشهرة عالمية, يعد دلالة على السمعة والتقدير, اللذين تحظى بهما الصناعة التقليدية المغربية, معتبرا أن القول باستحالة ولوج أسواق جديدة هي مجرد فكرة مسبقة, لا تستند إلى الواقع. وأضاف برو أن ما تصنعه يد الحرفي المغربي ليس مجرد منتوجات صناعية, بل هي تحف فنية, تشهد على مهارات عالية, وتزخر بحمولة ثقافية وحضارية عميقة. وقال إنها المرة الأولى, التي يشارك فيها قطاع الصناعة التقليدية بهذه الصيغة, إذ كانت المشاركات السابقة تجري بشكل فردي, ما كان يضيع فرصة تقديم صورة متكاملة عن الفنون اليدوية المغربية, وعن الحضارة والثقافة المغربيتين. وشدد على أن مشاركة المغرب تهدف أساسا إلى تعريف الإيطاليين, بشكل خاص, وزوار المعرض بصفة عامة, بغنى وتنوع منتوجات الصانع التقليدي المغربي, وإطلاعهم على ما يشهده قطاع الحرف اليدوية في العالم من تطورات, إضافة إلى بحث فرص إقامة مشاريع بالنسبة إلى الحرفيين المغاربة مع نظرائهم في البلدان المشاركة. ومن جانبه, قال عبد القادر النميلي, رئيس غرفة الصناعة التقليدية بولاية مراكش وإقليم قلعة السراغنة, إن المشاركة, بشكل جماعي, مكنت من التعريف أكثر بالصناعة التقليدية المغربية, التي تعرف حاليا انتعاشا كبيرا, خصوصا في قطاع الزليج المغربي, والحديد المطروق. وعبر النميلي عن اقتناعه بأن الصناعة التقليدية المغربية قادرة على احتلال مكانة متميزة داخل الأسواق الدولية, إذا ما توفرت شروط زيادة الإنتاج, وتبسيط إجراءات التصدير, إضافة إلى عامل الجودة. وفي تصريح مماثل, شدد محمد القدوري, رئيس غرفة الصناعة التقليدية بإقليم الناظور, على ضرورة التسلح بالجرأة للانفتاح على أكبر قدر من الأسواق الخارجية, معربا عن اعتقاده بقدرة منتجات الصناعة التقليدية المغربية على جلب الاهتمام, نظرا لارتباطها بالهوية والتراث والثقافة. ودعا إلى العمل على إحياء العديد من الحرف التقليدية المغربية المنقرضة, لسبب أو لآخر. وجرت مشاركة المغرب في هذه الدورة من خلال “دار الصانع”. وضم الرواق المغربي أساسا, منتوجات ثلاث شركات هي “كمارال” و”ماجكا وزينمكس”, التي ساهمت بنصيب وافر, من خلال إبداع تصورات مجددة في تعميق وتوسيع خبرة ومهارة الحرفي المغربي, في مجال الأثاث والديكور. وإلى جانب هذه الشركات, استقدمت “دار الصانع” مجموعة من المنتوجات, التي تمثل مختلف مجالات إبداع الصانع التقليدي المغربي, مثل النحاس, والزليج, والخشب, والجلد, والشمع, والعديد من المشغولات التقليدية الأخرى. وشهد الرواق المغربي, الذي أقيم على مساحة تقدر ب 450 مترا مربعا, إقبالا كبيرا من طرف زائري المعرض, وتلقى الحرفيون المغاربة العارضون العديد من الطلبيات. الصادرات 7 ملايير في أفق 2015 يراهن المغرب على رفع قيمة صادراته من منتوجات الصناعة التقليدية, إلى 7 ملايير درهم, في أفق 2015, بدلا من 700 مليون درهم حاليا, حسب أنيس برو, كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية. ولبلوغ هذا الهدف, دعا كاتب الدولة كل الحرفيين إلى مواصلة إبداعاتهم الفنية, ونقل معارفهم إلى الأجيال الصاعدة, مع العمل على جعل منتوجاتهم “تدل بحق على عبقرية الصانع المغربي, التي جعلته يتميز في مختلف المحافل عن باقي الصناع الدوليين”. وقال برو, بمناسبة المعرض الجهوي الذي نظم أخيرا في الدارالبيضاء, إن معرض “منار 2008′′, “متميز, وجاء بطلب من الحرفيين القادمين من مختلف أرجاء المغرب, لتجسيد ما جرى اكتسابه من دروس في الدورة السابقة”, مبرزا أن معرض هذه السنة, يعد “فرصة سانحة أملتها المسؤولية التاريخية, التي تقتضي العمل من أجل الحفاظ على الصناعة التقليدية, كتراث ثقافي وطني, يستحق الاحتفاء به”. وشهدت الدورة, التي نظمت من طرف غرفة الصناعة التقليدية في جهة الدارالبيضاء الكبرى, بتعاون مع دار الصانع, مشاركة حوالي 120 عارضا, عكست منتوجاتهم التقليدية ثراء وتنوع ما تزخر به مختلف مناطق البلاد, خاصة طنجة, وفاس, ومراكش, والخميسات, وأزيلال, والعيون, وسطات, وتازة, وورزازات, والجديدة, وأسفي, والصويرة. ومن القطاعات التي مثلت في هذا المعرض, الممتد على مساحة 3000 متر مربع, الخياطة, والطرز, والزرابي, والخشب, والحديد المطروق, والصياغة والحلي, والمصنوعات النباتية, من القصب والدوم, إلى جانب المصنوعات الجلدية, والفخار, والخزف, وأدوات الديكور, والمنحوتات, وغيرها من لوحات الفن التشكيلي. المغربية