أكد أنيس برو كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، يوم الاثنين بمراكش أن تطور قطاع الصناعة التقليدية لا يمكنه أن يتأتى الا من خلال الابداع والجودة وجمالية منتوجاته، وذلك من أجل منافسة منتوجات الدول الاخرى. وأضاف برو في كلمة خلال اجتماع خصص لإعطاء انطلاقة عملية التكوين بمؤسسات التكوين المهني التابعة لقطاع الصناعة التقليدية ولتقديم نتائج دراسة إعداد المخطط المديري للتكوين المهني في هذه الحرف، أنه بالنظر الى الدور الهام الذي يلعبه هذا القطاع في التنمية والرفع من الناتج الوطني الداخلي الخام، فإن تطوره يستدعي من كافة المتدخلين العمل في إطار واضح ومسؤول لتنظيمه والرفع من قيمته المضافة. وأبرز أن استراتيجية النهوض بهذا القطاع ترتكز بالاساس على إيجاد فضاءات لتسويق منتوج الصناعة التقليدية والحفاظ على الحرف التقليدية من الاندثار للرفع من مردوديتها وحماية مصالح الحرفيين، فضلا عن وضع مخطط مديري تكويني للرفع من مهارات الصانع التقليدي والتصديق على منتوجاته لفرضها على الساحة الدولية. وأبرز والي جهة مراكش تانسيفت الحوز بالنيابة وعامل إقليمالحوز بوشعيب المتوكل خلال هذا الاجتماع، الذي تميز بحضور مكثف لعدد من حرفيي الصناعة التقليدية بالمدينة الحمراء، الأدوار المختلفة التي يضطلع بها قطاع الصناعة التقليدية بالجهة لما له من ارتباط ثقافي وتجسيد للهوية الوطنية والخصوصية الابداعية المحلية، مشيرا الى أن هذه الجهة تحتضن صناعات وفنون متنوعة وغنية بالدلالات الاجتماعية والتاريخية تميزها عن باقي جهات المملكة. وموازاة مع دورها الثقافي فإن قطاع الصناعة التقليدية ، يضيف والي الجهة، يلعب دورا محوريا في المجال الاجتماعي، حيث يشغل ما يربو على 50 في المائة من الساكنة النشيطة بالجهة، ويعد من بين الركائز الاساسية لاقتصادها، إذ تقدر صادرات منتوجاته ب45 في المائة من مجموع صادرات الصناعة التقليدية على الصعيد الوطني. وأبرز من جهة أخرى أنه بالرغم من الجهود المبذولة للرفع من مستوى قطاع الصناعة التقليدية وتأهيله، ليلعب أدوارا طلائعية في الاقتصاد الوطني، فإنه ما زالت هناك عراقيل تحول دون بلوغ الأهداف المتوخاة منه والمتجلية على الخصوص في تراجع صادرات منتوجاته نتيجة الطلب الخارجي ومنافسة منتوجات بعض الدول وارتفاع بعض المواد الأولية وتمركزها بين مدينتي فاس وسلا وضعف التنظيم والتكوين والمهنية حيث لا تتجاوز نسبة الحرفيين الحاصلين على شهادة مختصة سوى 11 في المائة. ومن أجل مواجهة هذه الصعوبات دعا والي الجهة إلى ضرورة تشديد الحماية الجمركية على متنتوجات الصناعة التقليدية وتأهيل الموارد البشرية من خلال تفعيل المخطط المديري للتكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية لكونه سيساهم في تحقيق أهداف رؤية 2015. وبهده المناسبة تم تقديم المخطط المديري للتكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية لجهة مراكش تانسيفت الحوز، والذي أعطى الاولوية للتكوين الاولي والمستمر للصناع الحرفيين لتحسين جودة ومردودية منتوجاتهم. وبمقر معهد فنون الصناعة التقليدية بمراكش، أعطى أنيس برو الذي كان مرفوقا بوالي الجهة انطلاقة عملية التكوين بمؤسسات التكوين المهني التابعة لقطاع الصناعة التقليدية برسم سنة 2009 /2010، وزار الورشات التطبيقية ومعرض لمشاريع نهاية التكوين المنجزة من قبل خريجي هذا المعهد. وقام بالمناسبة نفسها بتسليم الشواهد لخريجي هذا المعهد خلال الموسم التكويني المنصرم.