قامت مؤخرا عدة عصابات إجرامية بمجموعة من عمليات السرقة و السطو استهدفت العديد من رؤوس المواشي، محدثة هلعا كبيرا في أوساط الفلاحين و مربي الأبقار بمختلف مناطق إقليم بنسليمان،اضطر معها بعض الفلاحين ضحايا هذه الأفعال الإجرامية إلى التوجه و الاحتجاج يوم الخميس 28 أبريل أمام مقر العمالة ومطالبة المسؤولين بها بالتدخل و القيام بالإجراءات الضرورية لتطويق والحد من هذه الظاهرة التي استفحلت في الآونة الأخيرة بشكل كبير ومخيف في كل نواحي الإقليم. وحسب بعض الفلاحين المحتجين فإن مجموعة من اللصوص قامت ، خلال الأشهر الأخيرة مستعملة السيارات و الشاحنات تجوب الدواوير ليلا، بتنفيذ عدة عمليات للسرقة همت على الخصوص سرقة رؤوس الأبقار بكل من دوار لبسابس، عين الشعراء، فضالات و دوار اولاد علي الظوالع و الزيايدة و المذاكرة تمكنت خلالها من السطو على ما يزيد عن 8 بقرات و قد استعمل أفراد العصابات في هذه الأفعال وسائل و أساليب متعددة، حيث يستغلون الساعات المتأخرة من الليل للقيام بعمليات السطو فيقومون مباشرة بعد الاقتراب من مساكن الكسابين بتزويد الكلاب في أول الأمر ببعض الأطعمة السامة لإسكات صوتها ثم يعمدون إلى تكسير أبواب الإسطبلات مستعملين في ذلك وسائل و آلات حادة و بعدها يقومون بإخراج الأبقار و اقتيادها مسافات طويلة لتنقل في شاحنات كبيرة متوجهين بها إلى الأسواق البعيدة عن الإقليم أو إلى بعض الإسطبلات غير المعروفة في انتظار بيعها. وقد كان بإمكان إحدى العصابات ، يضيف أحد الفلاحين ل «الاتحاد الاشتراكي» خلال منتصف شهر أبريل الأخير، سرقة المزيد من رؤوس المواشي بدوار لبسابس لولا يقظة السكان الذين استيقظ بعضهم ليلا بعد سماع أصوات بالقرب من المنازل حيث أشعلوا الأضواء و بدأوا يتصايحون مما اضطر اللصوص إلى ترك الأبقار التي كانوا يودون سرقتها و لاذوا بالفرار. تعدد و استمرار عملية السرقة والسطو بمختلف مناطق الإقليم خلف خوفا شديدا و رعبا كبيرا لدى ساكنة الوسط القروي التي أصبحت مهددة في كل وقت وحين في راحتها و في أمنها جراء أعمال اللصوصية التي تستهدف مواشيها التي تعتبر أحد المصادر الأساسية و الموارد المالية الرئيسية في كسب القوت اليومي للفلاحين و في تأمين حياة السكان و ضمان عيشهم الكريم . ولمواجهة هذه الآفة اضطر بعض الفلاحين و مربي الأبقار في غياب دوريات الأمن ،إلى تشكيل لجان للحراسة بمختلف الدواوير تعمل بالتناوب ليلا للدفاع عن حرمة المساكن و عن ممتلكات الساكنة، مما يعني أن الفلاحين لم يعودوا ينعمون لا بالراحة و لا بالأمن و قد تركوا يواجهون مصيرهم لوحدهم المتمثل في الخطر الدائم لهجومات العصابات الإجرامية المتخصصة في سرقة رؤوس الأبقار ، و هذا ما يدفع إلى طرح السؤال حول انعدام دوريات الدرك الملكي بمختلف المناطق المستهدفة من هذه الأفعال لتأمين حياة و ممتلكات السكان؟ وللإشارة فإن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مناطق الإقليم لعمليات السرقة و السطو على رؤوس المواشي، فقد سبق لعدة عصابات أن قامت بالعديد من السرقات في السنوات الأخيرة مستعملة الأسلحة النارية و وسائل حادة وتمكنت من الاستيلاء على العديد من رؤوس الأبقار و الأغنام و تعرض بعض الكسابين على إثر هذه الأفعال الإجرامية إلى الاعتداءات الشنيعة من طرف أفراد هذه العصابات كادت أن تودي بحياة البعض منهم، كما أن البعض من هذه العصابات سبق و أن سقط في أيدي الأجهزة الأمنية و تم تقديم أفرادها إلى المحاكم لكن تكرار هذه العمليات الإجرامية بالإقليم يتطلب تكثيف دوريات الأمن و الحراسة بالدواوير من طرف رجال الدرك لتأمين حياة وممتلكات ساكنة العالم القروي.