دق مزارعو دكالة عبدة ناقوس الخطر بخصوص مطالبهم تجاه شركة كوزيمار لإنتاج السكر، فخرجوا بالآلاف, رجالا ونساء, وذلك رغم غزارة الأمطار. كل طرق عبدة المؤدية إلى مدينة سيدي بنور بدت مزينة باللافتات والشعارات المكتوبة على الورق وصور جلالة الملك، كل وسائل النقل استعملت، فعند مدخل كل دوار أو قرية يحتشد العشرات في انتظار ساعة الانطلاق في اتجاه مركز سيدي بنور الذي يحتضن آخر وحدة لإنتاج السكر، تلك المادة الحيوية لاقتصاد البلاد. كانت نقطة انطلاقتنا من مركز زاوية سيدي اسماعيل, لا حديث هنا سوى عن معاناة فظيعة يئن تحت وطأتها عشرات آلاف الأسر ممن فرض عليها العمل في تهييء سكر المغاربة منذ سنين, دون أن ينعكس ذلك على مستوى عيشها. فبالنسبة ل[ع ف] فلاح» الوضعية لم تتغير, اشتغل بمعية أولادي وزوجتي منذ سنين في زراعة الشمندر ولم أتمكن حتى من بناء بيت صالح للسكن. وبالنسبة للأرملة [خ ب[« الأمر صعب هنا للغاية, نضيع في مجهودنا وسهر الليالي من أجل أن يغتني معمل كوزيمار وبعض الوسطاء بينما نحن نعيش في فقر مدقع» توجهنا نحو المركز حيث سيدي بنور عبر الطريق التي تخترق سوق سيدي اسماعيل، تواجد رجال الأمن ورجال الدرك لا يعني تدخلا أو عرقلة, فقط كانت عملية تنظيم المرور، وسهل العملية في كل مراحلها تواجد أطر نقابية وحزبية وحقوقية وشباب حركة 20 فبراير. برلمانيو الاتحاد بالمنطقة كانوا في الموعد, فقد حضر كل من مبارك الفارسي، محمد أجدية، بوبكر عبيد وبوشعيب لهلالي, صاروا ضمن حركة الفلاحين منذ البداية وحتى إعلان نهاية المسيرة الحاشدة بباب معمل كوزيمار. ويرى مبارك الفارسي بأن مطالب الساكنة والفلاحين عادلة ولذلك وجبت مؤازرتهم بكل الوسائل الممكنة, وسنفعل كل طاقات الفريق الاتحادي والمسؤولين لرد الاعتبار للفلاحين واسترجاع حقوقهم. أما محمد أجدية, فقد أكد أنه للأسف كان على المنطقة أن تعيش أجواء الفرح والاحتفاء كمصدر لتزويد المغرب بمادة أساسية وحيوية ,لكن الفلاحين وعائلاتهم اليوم تعيش إحساسا بالظلم والحيف, لأن الانتاج لا يستفيد منه السكان بالقدر الذي يضمن لهم العيش الكريم, لذلك سنناضل معهم ومن أجلهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة. أجواء المطالبة بالحقوق لم تكن توجه حصريا لمؤسسة كوزيمار وإنما كذلك نال رئيس جمعية منتجي الشمنذر قسطا كبيرا من الاتهامات .بل رفعت لافتات كتب عليها «»قنديل ارحل»« اشارة لرئيس الجمعية المذكورة, بينما نال نصيبا كبيرا من الشعارات التي ترددت على مدار المسيرة «»قنديل سير فحالك - الشمندر ماشي ديالك«« عند مدخل سيدي بنور, حيث مقر جمعية منتجى الشمندر, تحدت الاصوات القادمة من كل حدب وصوب الأجواء الماطرة جدا. حيث كان اللقاء وموعد انطلاق المسيرة, وهذه المرة حمل الناس حبات من الشمندر ونادوا بصوت واحد «»الشمندر هاهو والحقوق فيناهي»« »»كوزيمار شبعتوه والفلاح جوعتوه« «ظلت اعداد المتظاهرين والمتظاهرات تتزايد باستمرار والشعارات تصدح ضد الظلم والفساد الذي تئن تحت وطأته أعداد كبيرة من المواطنين والمواطنات جراء ممارسات اعتبروها بالصوت العالي بانها تعود للقرون الوسطى ولا ترقى الى علاقة ديمقراطية متوازنة بين اطراف الانتاج. ويرى بوبكر عبيد, عضو الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين وعضو الجمعية الخاصة بمنتجي الشمندر أن هناك أشياء غير مفهومة ولابد من فتح تحقيق لمعرفة ملابسات ما يجري مع رد الاعتبار للفلاحين وكل ابناء المنطقة. هناك حديث عن خروقات خطيرة ونحن ننتظر فتح تحقيق نزيه في كل هذه الامور.« الامطار لم تحل دون سيادة النظام, فبعد ان اعطيت انطلاقة المسيرة صار الناس بنظام, رجالا ونساء شيوخا وشبابا, كلهم توجهوا خطا واحدا اتجاه معمل كوزيمار وفي الطريق كانت وقفة حاشدة أمام مقر عمالة سيدي بنور, حيث رددت شعارات تطالب العمالة بتحمل مسؤوليتها في قطع دابر الفساد» يا عامل يا مسؤول هادشي ماشي معقول«« كان عدد قليل من رجال الأمن يصطفون أمام مقر العمالة لكن المحتجين لم يصلوا بوابة العمالة فمطالبهم تصل بحضورهم و بحناجرهم الغاضبة. مسؤول حقوقي اكد للجريدة بأن العامل لا حول له امام قوة وجبروت الشركة و رئيس الجمعية. فهنا حسب نفس المصدر كان محرما الحديث عن هذه الشركة والامتيازات التي تحصلها والارباح الطائلة دون أن تعرف اوضاع الساكنة تطورا يذكر. مسيرة الفلا حين 2 ماي استمرت في شارع الجيش الملكي وصولا الي معمل كوزيمار, حيث شاهدنا تعزيزات أمنية بباب المعمل, بينما ظل مسؤول أمني راجل يتقدم المسيرة من بعيد, عند مدخل المعمل عقدت اجتماعات كثيفة للمنظمين «مانديروش اخطاء, مطالبنا باينة» الكل كان يتوجس من مؤامرة قد تحاك ضد المسيرة الناجحة, احتشدت الألوف, تجاوز الرقم بكثير البداية التي حددت في 8 آلاف, مصادر حقوقية قدرت العدد النهائي ب 12 الف, مؤكدة بأن الاعداد في المحطات القادمة ستكون أكبر بكثير لأن الضرر كبير. المصدر الحقوقي اكد ان الاحزاب المساهمة في المسيرة هي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وتحالف اليسار والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل وحركة 20 فبراير بالمنطقة, وقد شكلت تنسيقية محلية للفلاحين, كما أفادت ذات المصادر بأن الفلاحين بصدد اعداد مساطر بمساعدة الجمعية المغريبة لحقوق الانسان من أجل رفع دعاوى قضائية ضد كل المفسدين في قطاع زراعة الشمندر. الفلاحون عازمون على سلك كل السبل من أجل الانصاف . شعارات عديدة رفعت ضد مسؤول اتهمهم بالكسالى, انها محاولة لتفرقة الفلاحين ونحن خرجنا اليوم و سنخرج دائما حتى تحقيق مطالبنا. تحولت الساحة المقابلة لمعمل كوزيمار الى ساحة تحرير الشمندر والفلاح، افترش المحتجون من البوابة الرئيسية في الوقت الذي شكلت اللجنة التنظيمية طوقا بشريا لمنع اي انفلات داخل المعمل. وظلت الشعارات المطالبة بالتغيير والاصلاح محافظة على بعض بريقها رغم المطر وقبلها, زغاريد النساء تمنح طاقة وقوة للمحتجين» »النساء والرجال في النضال بحال بحال»«. ختمت المسيرة الحاشدة بكلمة لاحد اعضاء تنسيقية الفلاحين, هنأ من خلالها الفلاحات والفلاحين على نجاح المسيرة ,مؤكدا المطالب العادلة والتي تواجه بالتماطل. عادت الناس ادراجها على أمل ان الرسالة وصلت الى من يهمه الامر, محليا ووطنيا. احد المشاركين في المسيرة تحدث في الناس غاضبا اذا لم يستمع المسؤولون الى هذه الالوف المظلومة, فهل يسمعون الى أقلية مستفيدة تمتص دم الابرياء منذ سنوات. في كل الاماكن العامة ظل الحديث هو الحديث. لا أحد تقدم لطلب حوار أوبحث المسألة التي خرج من أجلها الناس, لا العامل ولا الوالي ولا مؤسسة كوزيما. وحده الحضور الامني والدركي يشير الى وجود مؤسسات للدولة, ولو بدون اختصاص بحث المطالب الاجتماعية, فهل سياسة دفن الرؤوس في الرمال تدبر الشأن العام الوطني والمحلي. اكيد انها مقاربة تولد الإحباط واليأس واشياء أخرى.... مزارعو الشمندر بدكالة عبدة يصرخون: «هذه مطالبنا» يتمحور هذا الملف حول قضية مركزية تتلخص في إنصاف منتجي الشمندر السكري بمنطقة دكالة عبدة, وذلك في إطار علاقة تشاركية واضحة بين المنتجين والشركة المصنعة [كوزيمار] تكون مؤسسة على مبادئ التجارة المنصفة وتبعا لذلك نورد مطالبنا المستعجلة كالتالي: 1 - الزيادة في أثمنة شراء منتوج الشمندر السكري باعتماد سعر ينطلق من 500 درهم للطن كحد أدنى. 2 - وزن العربات المحملة بالمنتوج يجب أن يتم بميزان مضبوط يتمكن السائقون وممثلو المنتجين من رؤية شاشته بشكل واضح مع تسجيل الوزن في ورقة التسليم. كما نطالب في هذا الصدد أيضا بتوفير كشف يومي متعلق بكافة الحمولات التي استقبلها المعمل. 3 - ضبط عملية قياس نسبة السكر في الشمندر من خلال قياس كافة العينات وتوفير كشف يومي خاص بها مع مراعاة صدقية معايير القياس واللجوء إلى القياس في الحقل. 4 - تخصيص كافة حصة تفل الشمندر عن كل طن من الشمندر المسلم لفائدة المنتجين مباشرة، وبثمن 500 درهم للطن. 5 - حذف النسبة المئوية التي تطبقها شركة كوزيمار على أثمنة عوامل الانتاج [الأسمدة، الأدوية...] 6 - زيادة نسبة 40في المائة في الثمن بالنسبة ل 20 يوما الأولى من القلع ونسبة 30 في المائة بالنسبة ل 20 يوما الأخيرة. 7 - إعطاء حصة الميلاص لكل منتج وبسعر تحفيزي. 8 - تحديد نسبة الأوساخ في حد أقصى لا يتجاوز 5في المائة ؟ 9 - نقل المنتوج في ظرف لا يتعدى 48 ساعة من القلع مع تعويض المنتج في حالة التأخير، ثم حذف الحمولات المختلطة. 10 - عدم فوترة أدوية معالجة النجيليات من عائلة les Fops مع توفير مختلف أنواع الأدوية وبالكميات الكافية في مختلف نقط التوزيع والقطع مع ذريعة نفاذ المخزونات. 11 - عدم الاقتطاع من مستحقات المنتجين لفائدة الجمعية المسماة جمعية منتجي الشمندر مع حذف البند المتعلق بذلك مع العقدة على اعتبار تعارضه مع قوانين الحريات العامة الجاري بها العمل. 12 - احترام مبادئ الشفافية فيما يتعلق ب: خصائص مختلف أنواع البذور المسلمة للمنتجين. أثمنة شراء منتوج الشمندر السكري من المنتجين. أسعار مختلف عوامل الانتاج المسلمة للمنتجين من طرف المعمل .البذور، الأسمدة الأوريا، الأدوية... 13 - اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية والزجرية في مسببات ظاهرة التلوث, سواء ما تعلق بالهواء أو الفرشة المائية أو التربة.