تعثرت خطواتي في مدينة العرفان.... أعتذر منها..... أتحسس ملامح اليأس فيها. هنا اغتال العنف أمل المصالحة، أشلاء التسامح تئن في كل الزوايا، هنا اختنق الحوار وهناك تأسس نصب القطيعة، تلوت صلاة هنا حيث استشهد طالب العلم و أخرى حيث اغتصب حرم العلم وحلم الوئام. قرر الوطن فجأة أن للشغب هوية. تصفح أوراق ثبوتيته وسط الدخان الخانق، تلمس بصماته وسط فوضى الهيجان فوجده صحراويا.... انبرت صحافة الأهواء تلوك الحدث، تؤثث مشهد الفرقة بحنكة وتمزق جسد الوطن بغباء... نهشت بأنياب المؤامرة لحم كل الصحراويين، اختزلت تاريخ المجد و القضية العادلة في حكم قيمة على أحداث عرف مثلها الوطن. تفجرت فجأة إبداعات العقم في إنتاج كليشيهات عرقية بتطرف معلن. الشغب ليس صحراويا ‹›الشغب ليس صحراويا›› ميثاق بداوتنا راق يقول العفو والحق والصبر. لماذا انخرط أشباه الصحفيين في إنتاج سيناريوهات أحداث لم يقل القضاء بعد كلمته فيها، افرغوا شحنة السواد في القراءات الظالمة... استحضروا نعوت الأزقة التي تطبع ذاكرة الحياة في العاصمة من ألفاظ (شبعتو)(اعجبكم راسكم) مرورا ب(عطاتكم الوقت).... وارينا تعابير الضغينة ثرى وحدويتنا، اخترنا الوطن طواعية... ونبذنا نزوة الانفصال بقناعة لأننا من هذا الوطن... تحملنا سياسات التهميش والإقصاء، قبلنا نخب الفساد منا لأنها صنيعة هذا الوطن... رابطنا في الصفوف الخلفية، التهمتنا آلة الانتخابات الفاسدة ورضينا رعاعنا أعيانا فينا و نخبا علينا كي يلتقط أنفاسه الوطن. أينعت خيراتنا في جيوبهم سيوفا على أعناقنا لأنه هكذا وضع الوطن. غضضنا الطرف عن آليات سحب البساط من تحت تاريخ الصحراويين الشرفاء باختيارنا. احتجزنا عراقة ضاربة في التاريخ حتى يلملم شتاته الوطن وتغافلنا عن رعونة مدبري ملف النزاع لأننا تورطنا في حب هذا الوطن. كل حجر هشم مدينة العرفان هو رصاصة في قلب قناعاتنا، كل صورة عنف هي محطة إنذار بفشل المقاربة الأمنية التي صنعت من طالب العلم الصحراوي خطرا أمنيا داهما وظنينا معلنا ومن أخيه في الحرم الجامعي ضحية بديهية وبريئا رسميا الشغب ليس صحراويا ولا ريفيا..لا شرقيا ولا غربيا، الشغب ابن غير شرعي للوطن، ولد حين اختلت الفوضى و الارتجالية بالسلطة والاستبداد، أرضعه الظلم لبن الضغينة وسقته الحاجة دما أزرق ينضح بالكراهية.. ولد صامتا.. منسيا.. متطرفا.. تربى في الفساد والقمع.. صوب ذ لك اليوم حجرا في قلب الغد وصنع زجاجات حرقت الأمل والمستقبل وبعثرت أوراق القناعات والانتظارات...