تدخل منافسات القسم الأول في نهاية هذا الأسبوع، منحى جديداً في سياق الخط المستقيم المؤدي إلى اللقب، أو إلى الباب السفلي. وستجد الأندية، سواء تلك المراهنة على وضع متقدم في الترتيب، أو تلك المعنية بالنزول، نفسها أمام نزالات حارقة. على رأس جدول أعمال هذه الدورة، الديربي البيضاوي بين الوداد والرجاء، خاصة وأن الغريمين يوجدان في مراتب تؤهلهما للقب. فالوداد صاحب المركز الخامس (34 ن مع مقابلة ناقصة) ترى أن الفوز على الرجاء، سيجعلها تطل بقوة على الصدارة، وبالتالي ستدعم حظوظها بشكل كبير من أجل أن تكون فاعلة في كل التطورات المرتقبة وفي كل المداولات الخاصة بتحديد اللقب. من جانبهم، سيكون الخضر على موعد مع أقوى المحطات هذا الموسم، فالفوز يعني قطع أهم مسافة للوصول إلى اللقب، وبالتالي الحسم مع أقوى الفرق المرشحة في انتظار النزالات الأخرى التي ستجمعهم في الدورات المقبلة. لذلك، ستحكم المواجهة بين الغريمين، العديد من التقاطعات، فبغض النظر عن الحساسية التي عادة ما تساهم في جعل هذه المواجهة خارجة عن المألوف، فالنتيجة ستكون مهمة للطرفين. فالوداد إن انتصرت ستكون لها القوة الكافية للدفاع عن اللقب الذي هو في حوزتها، والهزيمة تعني الخروج المؤقت من دائرة الصراع. لكن الرجاء ستكون في وضع أحسن إذا تمكن لاعبوها من تحقيق الثلاث النقط التي ستعيدهم من جديد إلى دائرة الصدارة، والهزيمة ستبقيهم في وضع الانتظار والترقب عما ستسفر عنه نتائج الفرق المعنية باللقب، وفي مقدمتها اللقاء الذي سيجمع بين أو. آسفي وأو. خريبكة، المتواجدين على نفس الخط وعلى نفس الطموحات. وبالتأكيد، إن هذه المواجهة، ستمنح للمتتبعين بعض الأرقام والإشارات، لفهم خيوط خريطة الترتيب الأولى قبل الحسم في إعلان أكبر المرشحين للظفر باللقب. ومعلوم أن آسفي، في الدورتين الماضيتين، لم يوفق في إحراز الثلاث نقط، وبالتالي تراجع الى المرتبة الثالثة وبرصيد 39 نقطة، في حين يتصدر الفوسفاطيون ولو بشكل مؤقت الترتيب برصيد 42 نقطة. وهذا ما سيجعله في وضع متقدم نفسانياً في هذا النزال القوي والصعب جداً، علماً أن الملعب سيكون فارغاً من الأنصار، على خلفية قرار اللجنة التأديبية التي قضت بتوقيفه لمبارتين، واحدة موقوفة التنفيذ. وهذا عامل سيكون في مصلحة الفوسفاطيين الذين سيجدونه مناسبة للرفع من الإيقاع والبحث عن الثلاث نقط، التي ستمنحهم نفساً جديداً. بعيداً عن رهانات المقدمة وقريباً من لهيب النزول، ستجري مباراة ن. القنيطري والكوكب المراكشي الأول في المرتبة 13 برصيد 22 ن والضيف في المرتبة ما قبل الأخيرة برصيد 19 نقطة. وبالتأكيد أن عبد الخالق اللوزاني، سيراهن بقوة على هذه المباراة لربح الثلاث نقط، والتي ستجعله يضع أولى الخطوات نحو دائرة الاطمئنان. بمعنى أن الفوز سيمنحه نفساً جديداً، على طريق النجاة. الطريق الذي يبحث عنه أيضاً المدرب فتحي جمال، الذي حقق نقطتين من أصل ست (تعادلان أمام كل من وداد فاس وأو. آسفي)، في انتظار باقي النزالات التي ستكون جميعها حارقة وصعبة، وأولاها مباراة هذا الأسبوع أمام النادي القنيطري. الدورة الرابعة والعشرون، ستكون أيضاً امتحاناً صعباً للفريق المغرب التطواني المتواجد في المرتبة الما بين، فلا هو من الفرق الفاعلة في الصدارة ولا هو من الفرق التي تحترق في الأسفل. لكن الهزيمة بالميدان تعني الدخول في أولى حسابات النزول، خاصة أمام فريق يسير بصمت مراهناً مجدداً على خلق المفاجأة، ويتعلق الأم بفريق الفتح الذي يجد نفسه في وضع مريح جداً، وفي المركز السادس برصيد 33 نقطة، بمعنى أنه غير معني إطلاقاً بقضية النزول. وهذا ما سيجعل هذا النزال فيه الكثير من المعادلات، ولا يقبل القسمة على اثنين. من أقوى المواجهات أيضاً المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة، اللقاء الذي سينازل فيه الجيش الملكي نظيره شباب المسيرة. الفريقان معاً يرافقان بعضهما البعض في الوسط، العسكريون في المرتبة التاسعة والشباب في المرتبة الثامنة. وعلى الورق، فالامتياز سيكون للفريق العسكري، لكن وبكل تأكيد، فالشباب يراهن مجدداً على العودة بنتيجة إيجابية تبقيه بعيداً عن أبواب النزول.