عبد القادر أيت أبا وباحسين بن عبد الله، اسمان رياضيان وازنان لهما صيت تاريخي في ميدان التكوين والتأطير التقنيين على مستوى الأقسام الصغرى لفريقي الشباب والاتحاد، لهما بصمات واضحة في تكوين أجيال من اللاعبين المتميزين، كان لهما صيت كبير في ملاعبنا الوطنية الدولية، فمن ينسى ما قام به سي عبد القادر أيت أبا، هذا الرجل الذي وهب كل حياته للملاعب على مدار أربعة عقود من الزمن، ومازال يعطي الشيء الكثير لكرة القدم بالمحمدية، فتراه كل يوم بملعب البشير يؤطر ويوجه براعم الغد الذين يلجون مدرسته الكروية، فالأقسام الصغرى للشباب والاتحاد تتغذى من مدرسة سي عبد القادر، ولم يعترف له أحد بهذا الجميل، يستفيدون من لاعبين مكونين بمدرسته ولم يتلق من أجل ذلك لا جزاء ولا شكورا، فبالأحرى الاستفادة المادية، يعمل بصمت ونكران ذات. أتذكر في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عندما تجده، وهو خارج لتوه من العمل بأحد معامل النسيج بالمدينة صحبة بوشعيب زنكة ويلجان معا ملعب العالية على الساعة الخامسة صباحا، وهو يستقبل اللاعبين من الصغار والأواسط والشبان يتمرنون في هذا الوقت المبكر، كل ذلك ولا أحد يعرف قيمة هذا الرجل. باحسين كان أيضا يعتبر الأب الروحي للأقسام الصغرى لفريق اتحاد المحمدية صحبة عباس، وكان هذا الإنسان الهاديء يقوم بعمله التأطيري للفئات الصغري، ويظل اليوم كله في الملعب وقد تخرج على يديه لاعبون بصموا كثيرا على الفترة الذهبية لاتحاد المحمدية. باحسين اليوم يعاني من المرض، ولا يغادر بيته، تنكر له من كانوا يستفيدون من عمله، والمسيرون يتجاهلون ما كابده باحسين وهم يجلسون على كراسي التسيير لأكثر من ثلاثين سنة دون أن يخجلوا من أنفسهم، وهم يرون رموزا ساهمت عبر سنوات في تألق الاتحاد، يرونها تتعذب دون التفاتة تذكر. سي عبد القادر أيت أبا وباحسين بن عبد الله طواهما النسيان وجعلهما جحود البعض كأنهما لم يقدما شيئا لهذا الوطن. رأينا تكريما يقام هنا وهناك، ولم يلتفت أحد لهذا الثنائي الذي يستحق التكريم وكل التقدير والاحترام، رأينا مؤسسات في المحمدية تقوم بتكريم الفتح الرباطي لا لشيء سوى أن أصحاب هذا التكريم يريدون فقط التقرب من المسيرين النافذين لفريق الفتح من أجل خدمة أهدافهم الخاصة، وهناك مؤسسات أخرى تجري وراء الوداد، ورموز المحمدية ورياضييها منسيون، وكأن المجهود والتضحيات التي قدموها قد ذهبت كلها في مهب الريح.