تحدث بيان تنسيقية النقابات في الاعلام الفرنسي «عن وضع ينذر بالخطر في القسم العربي لفرانس 24 »، وذلك «نتيجة سياسة التوظيفات والترقيات داخل القناة، والتي تفضل جنسية عربية واحدة عن باقي الجنسيات». ودعت النقابات العاملين في القسم العربي للدخول في إضراب تنديدا بالوضع، مطالبة الإدارة بإيجاد حلول سريعة لحل الأزمة التي تضرب القسم بسبب سياسة التوظيفات والترقيات الممارسة فيه وظروف العمل، رغم أن القناة سجلت نتائج جيدة في منطقة المغرب العربي بفضل تغطيتها للثورات العربية و«شجاعة» صحفييها الذين تعرض بعضهم للضرب والسجن اثناء التحولات التي شهدتها مصر. وبعد فترة الخوف التي كانت سائدة وسط العاملين بالقسم العربي، يبدو أن أجواء الربيع العربي حررتهم من الخوف. بالنسبة للنقابات، فإن مديرة القسم العربي للاعلام الخارجي الفرنسي تقوم بسياسة توظيفات أعطت امتيازا لصحفيين ومسؤولين من أصل لبناني، وبالتالي ارتفع عددهم عن باقي الجنسيات، وهو وضع لم يكن مطروحا قبل وصولها، حيث تتوفر القناة اليوم على 10 مسؤولين عن التحرير أو نواب لهم، 6 منهم من أصل لبناني والباقي من جنسيات أخرى. المديرة ناهدة نكد، نفت هذا الوضع، وقالت « سياسة التشغيل بالقناة هي شفافة وتخضع للقواعد المعمول بها بفرنسا، يتم إجراء امتحان للمرشحين ويتم التصحيح دون معرفة أسمائهم ، وبعد ذلك أستقبلهم او يستقبلهم مسؤولون بقسم الموارد البشرية بالقناة لاختبار شفوي حسب أهمية المنصب». وعندما قدمت لها لائحة العاملين بالقناة ومسؤولياتهم وكذلك أصولهم، كان ردها أن ذلك «أمر غير مقبول، وأنه في فرنسا ممنوع الحديث عن أصول الاشخاص ودياناتهم، بل ما يهم هو كفاءاتهم ، وهو العامل الذي تم أخذه بعين الاعتبار عند التوظيف » . وأضافت تعليقا على اللائحة « إن هذه الأساليب عرفتها فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية»، وهو تلميح إلى اللوائح التي قدمها المتعاونون مع النازية ضد اليهود! وعن وجود أغلبية لجنسية واحدة دون أخرى أضافت« أن لبنان يوجد به عدد كبير من الصحفيين، ولأن حرية الصحافة بهذا البلد تعود الى 50 سنة أو أكثر، لهذا من الطبيعي أن عددهم أكبر عن باقي الصحفيين من باقي البلدان العربية» . واضافت « إن حملة توظيفات قامت بها فرانس 24 تمت بالمغرب وتونس، لكنها لم تعثر على صحفيين بهذه البلدان» ! بالنسبة لمصادر نقابية، لم ترد الكشف عن اسمها من داخل القناة، فإنه ليست هناك رغبة في استقدام صحفيين وكفاءات لا تعرفهم المديرة، وذلك لرغبتها في إخفاء عدم كفاءتها و معرفتها بالعالم العربي وخوفها من المنافسة. في هذا الاطار اتصلنا بعدد من المرشحين الذين قدموا ملفاتهم الى القناة الفرنسية، خاصة الذين لهم تجربة كبيرة في ميدان التلفزة، عدد منهم عبر عن استغرابه من الظروف التي تمت فيها مقابلته وعدم كفاءة بعض المسؤولين عن القناة. أنس بوسلامتي ، الصحفي المغربي الذي يملك تجربة كبيرة في المسؤولييات، سواء بالمغرب او بالخارج ، تحدث عن لقائه بالمديرة ناهدة نكد ، قائلا : «إنها لم تقرأ في سيرتي الذاتية سوى فترة قصيرة قضيتها في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربية ، ولم يعجبها كلامي وملاحظاتي حول القناة في معالجتها للأخبار ، وعن التركيز على «دبانة» ماتت في لبنان بينما الكتلة البشرية لمشاهدي القناة في شمال افريقيا غائبة من البرمجة في القناة» . واضاف «كما كان لي جدال معها بعد أن قالت لي« ان فرانس 24 تقول الحقيقة». فقلت لها: دور التلفزة ليس قول الحقيقة، بل الإخبار» . وقال مصدر آخر إن المديرة استغلت الصراع «الدائر» ما بين المديرة العامة لقناة فرانس 24 «كريستين أوكرانت» مع آلان دي بوزياك الرئيس المدير العام، لتقوم بسياستها الخاصة في التوظيف.