دعت ست نقابات فرنسية العاملين في القسم العربي بقناة فرانس 24 إلى المشاركة في تصويت بشأن تقرير اللجوء إلى الإضراب احتجاجا على ما أسمته تلك الهيئات «استمرار واستفحال المشاكل التي يعيشها القسم منذ سنتين، وعلى رأسها المحسوبية والزبونية في التوظيفات والترقيات وسوء تعامل إدارة القسم مع الصحافيين وبقية العاملين في المؤسسة». وأفاد بيان أصدرته تلك النقابات، أول أمس الأربعاء، أن التصويت سيجري يوم الاثنين المقبل بالاقتراع السري داخل مبنى القناة. وأوضح مصدر نقابي أن مديرة القسم العربي، اللبنانية ناهدة نكد، انتهجت سياسة تهدف إلى تفضيل المقربين منها، وخاصة اللبنانيين على حساب ذوي الكفاءات خاصة المغاربيين. وأكد المصدر أن أغلب التوظيفات والترقيات التي حدثت منذ تسلم نكد إدارة القطب العربي في الإعلام الخارجي الفرنسي، الذي يشمل القسم العربي في فرانس24 وإذاعة «مونتي كارلو» الدولية، استفاد منها لبنانيون. وأضاف قائلا: «النتيجة أن القناة التي تخاطب 300 مليون عربي بينهم 4 ملايين لبناني، أصبح فيها ثمانية لبنانيين من أصل 11 صحفيا توكل إليهم بشكل دائم أو مؤقت مهام رئاسة التحرير، كما يوجد فيها أربعة مقدمين لبنانيين من أصل ثمانية دائمين، ومراسلان لبنانيان كبيران من أصل أربعة». من جانبه، أكد أحد أبرز الصحافيين المغاربة في المؤسسة أن هذا الوضع يوشك أن يمحو هوية القسم العربي في القناة، لافتا الانتباه إلى أن ممارسات «نكد» دعت بعض العاملين في المؤسسة إلى اتهامها بأنها «حولت فرانس 24 إلى لبنان 24». وندد الصحافي بما أسماها «الإدارة الفردية» التي تنتهجها المديرة التي لم تؤد فقط، حسب قوله، إلى إضعاف مكانة الصحافيين المغاربيين وإنما أدت أيضا إلى تهميش أخبار المغرب العربي وجواره الإفريقي «إذ ضعفت مخصصاتها من التقارير والتغطيات الميدانية بالمقارنة مع بعض بلدان المشرق». واعتبر أن الغريب في الأمر هو أن «أكبر نسبة من مشاهدي فرانس 24 توجد في المغرب العربي كما أن النجاحات النسبية للقناة تحققت، بالأساس، بفضل صحافيين مغاربيين». وقال المصدر، الذي عمل في فرانس24 منذ إنشائها في نهاية 2006، متسائلا: «كيف يطلب منا أن نغطي ونواكب ثورات العالم العربي ضد الاستبداد والحكم الفردي ونحن أنفسنا ضحايا مثل تلك الأساليب والممارسات في مؤسسة فرنسية، بعد أكثر من قرنين على قيام الثورة الفرنسية؟».