أعطى الرئيس المدير العام لقناة «فرانس 24»، ألان دوبوزياك، يوم الثلاثاء الماضي في الدارالبيضاء، انطلاق بث القناة باللغة العربية على مدار 24 ساعة. وذكر ألان دوبوزياك، في ندوة صحافية أن قناة «فرانس 24» تتوج، بالشروع في البث بهذه الوتيرة، أربعَ سنوات من الحضور على الساحة الإعلامية، وأشار إلى أن القناة ستعمل على تقديم رؤية جديدة للأحداث العالمية، بعيون فرنسية، وشدد الرئيس المدير العام لقناة «فرانس 24» على أن القناة تهدف، بالأساس، إلى تقديم خدمة إعلامية تعتمد على تحقيقات ميدانية عبر العالم وبرامج حوارية جديدة وفقرات متنوعة ونشرات مفصَّلة يُعدها فريق من الصحافيين من جنسيات مختلفة، يعمل بمهنية واحترافية وموضوعية. وأكد دوبوزياك أنه كان مصرا على إعطاء البث المستمر للقناة من المغرب، أخذا بنصيحة مساعدته التي ذكرت أنه من غير المقبول ألا يعطى البث من المغرب. وردد الرئيس المدير العام للقناة في الدارالبيضاء، في تصريحات صحافية، ما ورد على لسان كريستين أوكرانت، في لحظة الإعلان عن البث المستمر في جولاتهما التي همت الجزائر ومصر ودبي، من كون القناة فرنسية التمويل استطاعت أن «تتطور» على حساب قناة «الجزيرة»، وقال دوبوزياك، في مدينة دبي الإماراتية، أثناء حملة الترويج ل«فرانس 24»، إن سبعين في المائة من صناع القرار في العالم العربي يشاهدون «فرانس 24» باللغة العربية، وهو الشيء الذي أثار جدلا كبيرا حول «مصدر» هذه الإحصاءات، إذ نقلت العديد من المواقع الإلكترونية أن بعض الصحافيين تساءلوا في لقاء دبي عن «المعايير» التي اعتمدتها إدارة «فرانس 24» في الوصول إلى هذا الاستنتاج. كما تساءلوا عن «حقيقة وجود مؤسسة استطلاع خاصة في العالم لا تعرفها إلا «فرانس 24» قادرة على استفتاء رأي القادة وصناع القرار في العالم العربي، أم إن القناة اتصلت بصناع القرار العرب واحدا، واحدا، لاستطلاع آرائهم في هذه الخطوة غير المسبوقة في العالم العربي»... وتأتي هذه الحملة الإعلامية بعد أيام من وقوع العديد من المشاكل التي كادت تعصف بوجود هذه القناة، إذ عاشت «فرانس24»، مؤخرا، على وقع الاستقالات والتغييرات والأزمات المالية، إذ بعد انتهاء ألان دو دوبوزياك، رئيس السمعي -البصري الخارجي، من ملف «فرانس24» الدولية، تفرغ الآن لمحطة «فرانس24». وأشارت تقارير صحافية إلى أن ألان دوبوزياك وجد نفسه أمام معطيين معطِّلين، يتمثل الأول في عجز مالي يقدر ب1.1 مليون أورو في السنة الجارية، ويتجلى الثاني في انخفاض نسبة المتابعة في أوربا، منذ شهر يونيو 2009، وهي الأرقام التي من المنتَظر أن تصدر في نهاية شهر شتنبر. وكانت كريسستين أوكرين قد حملت المسؤولية عن الأزمة المالية لفانسون جيري، المدير العام للتحرير، الذي تم توقيفه عن العمل، بشكل مؤقت، في انتظار إعفائه. وفي سياق الأزمة التي تعصف بقناة «فرانس24»، تتواصل مغادرة الطاقم الصحافي والإداري للقناة، إذ غادر القناةَ كل من باتريس لو فوي، مدير الموارد البشرية، وجون إيف بونسيغرنون، المدير المكلف بالتكنولوجيا، وفريدريك جينو، المدير المالي والإداري للقناة الفرنسية الموجَّهة للعالم العربي. وتعكس هذه الأحداث استمرار الأزمات الحادة التي تعصف بالقناة منذ انطلاقها، إذ تعاقبت على إدارة القسم العربي فيها، منذ تأسيسها في العام 2006، مديرتان، إحداهما فرنسية، هي المديرة السابقة لإذاعة «مونت كارلو»، أنييس لوفالوا، والثانية من أصول لبنانية، تدعى ناهدة نكد كانت مراسلة لقناة «TF1» الفرنسية من بيروت، إضافة إلى عدة رؤساء تحرير.