لاحديث في مدينة عنابةالجزائرية إلا عن المباراة الحارقة التي سيخوضها المنتخب الجزائري ضد نظيره المغربي مساء الأحد المقبل، برسم الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. ويتوقع أن تشهد المدينة «حالة طوارئ» يوم المباراة، بالنظر إلى السخونة والعنف اللذين رافقا عملية بيع التذاكر، خاصة في يومها الأول، حيث توافد أكثر من 40 ألف شخص على شبابيك ملعب 19 ماي، الذي سيحتضن المباراة، من أجل الحصول على التذكرة، لتندلع أعمال العنف والشغب بين الجماهير، تطورت إلى حد الاحتكاك برجال الأمن، ما أدى إلى سقوط حوالي خمسين جريحا، من بينهم ثلاثة من رجال الأمن، بفعل التراشق بالحجارة واستعمال الأسلحة البيضاء. وقدرت العديد من وسائل الإعلام المحلية عدد طالبي تذاكر المباراة بنصف مليون شخص، «يتنافسون» على حوالي 50 ألف تذكرة. وأمام هذا الإقبال الكثيف، والأحداث التي رافقت عملية البيع، ارتفع سعر التذكرة إلى 4000 دينار جزائري (800 درهم)، علما بأنها ثمنها حدد في 200 دينار. واستبعدت ذات المصادر حضور العنصر النسوي هذه المباراة، رغم إعلان الجامعة المحلية عن تخصيص 3000 مقعد للإناث، خاصة بعد تهديدات بعض الجماهير، باقتحام أسوار الملعب يوم المباراة، لحجز مقعد في ظروف مريحة! لا سيما بعد عملية الاقتحام الأولى لملعب شابو، خلال أولى الحصص التدريبية لمنتخب الخضر. ووصفت وسائل الإعلام الصادرة أمس الخميس أحداث صباح الأربعاء «بالحرب»، وحملت اللجنة المنظمة مسؤولية ما وقع، لأنها لم تفتح الشبابيك كلها، واقتصرت على اثنين فقط، لتكون الشرارة الأولى للفوضى. وعمدت ولاية عنابة إلى حشد 50 ألف شرطي ودركي لتأمين المدينة يوم المباراة، حيث سستم نشر الجزء الأكبر منها في الأحياء الشعبية الساخنة والمتاخمة للملعب، وكذا بالشوارع المؤدية إليه، وتتشكل النسبة العظمى من وحدات الأمن الجمهوري المختصة بالتدخل السريع ومكافحة الشغب، وهو أكبر إنزال أمني على مدار المنافسات الرياضية القارية، التي احتضنتها الجزائر منذ استقلالها، حسب ما نقلته يومية النهار الجزائرية في عدد الأمس. وفي سياق متصل، تسكن الطاقم التقني الجزائري مخاوف كبيرة من عدم اكتمال صفوف المنتخب يوم المباراة، خاصة في ظل تضارب الآراء حول جاهزية مجيد بوقرة، الذي ينتظر اليوم حسم الطاقم الطبي في شأن إصابته، وكذا بفعل تأخر وصول نذير بلحاج، بسبب رفض فريقه السد تسريحه إلى غاية اليوم الجمعة، مما استدعى احتجاج محمد راوراة، رئيس الجامعة الجزائرية لدى عيسى حياتو.