أحصت مصالح الحماية المدنية الجزائرية على مستوى مركب 19 ماي بعنابة، من الساعة الثامنة حتى منتصف النهارمن يوم الأربعاء، 49 جريحا من بينهم 3 رجال شرطة ونقل أحد الجرحى وهو في حالة خطيرة عن طريق سيارة أجرة، حيث أصيب بكسر في ذراعه الأيمن ويبلغ من العمر 25 سنة، وتجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة أخرى من المصابين لم تخضع للعلاج. وقد أثبت ما حصل في صبيحة أمس ما سبق لنا وأن أشرنا إليه، حيث تحولت الأماكن القريبة من ملعب 19 ماي إلى ساحة حرب حقيقية يقودها أشباه الأنصار الذين نزحوا من كل ربوع الوطن، وخاصة الشرقية منها، فمنهم من أمضى الليل هناك في انتظار انطلاق بيع ''فيزا'' 19 ماي لحضور اللقاء والذين يستغلون مثل هذه المواعيد للتغلغل في وسط المحبين الحقيقين ل''الخضر''، للسرقة والنصب وترويع الجميع، وكما كان منتظرا ومثلما أشرنا إليه سابقا فبعد انطلاق عملية بيع التذاكر صباح أمس أين خصص لها ثلاثة شبابيك بالرغم من أن القائمين على ذلك تحدثوا عن ثمانية خلال زيارة وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار إلى المركب، فزاد نقص عدد الشبابيك من تعقيد مهمة المنظمين حيث اختلط الحابل بالنابل وتحول مدخل الملعب إلى ساحة حرب استعملت فيها الخناجر والسيوف وحتى القارورات المسيلة للدموع، مما زرع الرعب في أوساط الجميع وحتى الأحياء السكنية القريبة من الملعب، في مشهد يندى له الجبين، ويأتي إقدام هؤلاء أشباه الانصار على هذه الخطوة للحصول على التذاكر بالقوة، وسط ذهول كبير للقائمين عن التنظيم وتأطير عملية البيع الذين يتحملون قسطا معتبرا من المسؤولية، وحسب الأصداء الأولية من عين المكان، فقد أصيب المئات من الأنصار، فمنهم من تعرض إلى اعتداء جسدي ومنهم من اعتدي عليه بالقارورات المسيلة للدموع وآخرون كانوا ضحايا طعنات بالخناجر، ولأن القائمين على بيع التذاكر فشلوا في تأطير هذه العملية فقد اضطروا إلى توقيفها في العديد من المناسبات. الحماية المدنية نصبت خيما لاستقبال الجرحى.. والحالات الخطيرة لمستشفى ابن الرشد ولأن الوضع أكثر من خطير ويمكن تسميته ب''المعركة''، فقد اضطر رجال الحماية المدنية المتواجدون بمقربة ملعب 19 ماي إلى نصب خيم قرب الملعب لاستقبال العدد الكبير من الجرحى الذين غصت بهم الساحة القريبة من الشبابيك الثلاثة الخاصة ببيع التذاكر، فما كان على رجال الحماية المدنية سوى اتخاذ هذا الإجراء الإضطراري لتقديم الإسعافات الأولية للأنصار، فيما تم نقل أصحاب الإصابات الخطيرة على جناح السرعة إلى مستشفى ابن الرشد في مشهد ينبئ بوضع غير مريح وبسيناريو خطير قد تزداد حدته باقتراب يوم اللقاء ونفاد التذاكر، خاصة إذا علمنا أن أكثر من نصف مليون مناصر تنقلوا إلى عنابة للظفر بتذكرة لمتابعة مباراة الأحد. السوق السوداء على مقربة من الشبابيك وثمن التذكرة وصل إلى 3000 دينار ومع أن السلطات المعنية بتنظيم لقاء عنابة أكدت على السير الجيد لعملية بيع التذاكر ومحاربة المضاربين في أسعارها، إلا أن اليوم الأول من بيعها كشف عكس ذلك، حيث عرفت عمليات البيع الموازية نشاطا كبيرا وغير مسبوق مع أن الكل كان يتحدث عن اقتناء تذكرة واحدة لكل شخص، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، حيث برز أشخاص يملكون تذاكر اللقاء وبأعداد لا بأس بها يعملون على بيعها على مقربة من الشبابيك وبأثمان خيالية، حيث تراوح ثمن التذكرة الواحدة من 1500 إلى 3000 دينار، بالرغم من أن ثمنها في الشبابيك حدد ب200 دينار، إلا أن الوضع الخطير والفوضى العارمة التي شهدتها شبابيك البيع اضطرت الأنصار القادمين من مناطق بعيدة إلى اقتنائها من أصحاب السوق السوداء تجنبا للدخول في ساحة ''الحرب'' التي صنعها أشباه الأنصار. حضور العنصر النسوى من المستحيلات السبع هذا وقلبت المعطيات الأخيرة كل ما قيل قبل انطلاق عملية بيع التذاكر، ونعني بذلك الحديث عن تخصيص 3000تذكرة ومدرج خاص للعنصر النسوي حسب ما أشار إليه القائمون على التنظيم، إلا أن الأحداث الأخيرة والخطيرة وكذا الفوضى الكبيرة التي رافقت عملية البيع والتي شهدت وقوع مئات الجرحى، تؤكد أن الجنس اللطيف سيكون غائبا عن مواجهة الأحد المقبل وذلك انطلاقا مما سبق ذكره، وذلك تجنبا لأية انزلاقات قد يغذيها حضورهم وهذا ما لمسناه خلال نهار أمس حيث لم نسجل أي إقبال أي امرأة لاقتناء التذاكر ولعل ذلك أفضل لسلامتهم. في أضخم عملية حشد أمني تعرفها الجزائر تحسبا لمباراةٍ في كرة قدم 50 ألف شرطي ودركي لتأمين مباراة الجزائر في موقعة عنابة إنزال أمني مكثف عشية المباراة لتطويق الأحياء الساخنة المحاذية للمركب والطرقات أفادت مصادر أمنية موثوقة من داخل اللجنة الأمنية الولائية التي يرأسها والي عنابة محمد الغازي، ل ''النهار''، أنه والبتشاور مع المصالح الأمنية العليا بالبلاد فقد تقرر تجنيد نحو 50 ألف عون درك وشرطة لتأمين مقابلة الجزائر المغرب لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا 2012 التي سيحتضنها ملعب 19 ماي 56 بعنابة مساء الأحد القادم، حيث من المتوقع أن تعرف الأحياء الساخنة المحاذية للمركب الرياضي والطرقات عشية المباراة إنزالا مكثفا لقوات الأمن المشتركة لاحتواء الوضع في حال حدوث أي انزلاقات محتملة عقب المباراة. وأضافت ذات المصادر أن العدد الإجمالي لأعوان الأمن قوامه نحو 50 ألف عون، عبارة عن قوات مشتركة بين مصالح الأمن الوطني والدرك الوطني بحيث يقدر عدد أعوان الشرطة المسخرين عشية المباراة أزيد من 30 ألف شرطي ينتمون في غالبهم إلى وحدات الأمن الجمهوري المختصة في مهام التدخل السريع ومكافحة الشغب عادة، زيادة على عدد ضئيل من أعوان الأمن العمومي الذين كلفوا بتسهيل الحركة المرورية داخل المدينة، ويقدر عدد أعوان الدرك الوطني بحسب الإحصائيات التي بحوزة اللجنة الولائية بنحو 18 ألف عون درك ينتمون إلى فرق التدخل السريع. وتشير إحصائيات خطة انتشار المصالح الأمنية الخاصة بالسهر على تنقلات وإقامة الفريقين، إلى أنه تم تسخير 200 عون درك لمراقبة التنقلات انطلاقا من شاطئ رشيد فلاح إلى غاية شاطئ عين عشير، و1200 شرطي على طول طريق وسط المدينة إلى غاية الملعب، بغض النظر عن وحدات التدخل السريع وقمع الشغب المختلطة التي ستوفر الأمن عشية المباراة، بحيث ستشرف هذه الفرق على تطويق الأحياء الشعبية الساخنة المحاذية للملعب على غرار ''لاسيتي أوزاس''، ''جبانة اليهود''، ديدوش مراد والمدينة القديمة إضافة إلى عنابة وسط، والتي ستشهد إنزالا مكثفا لأعوان الفرق المذكورة، بما في ذلك الطريقين الوطنيين رقم 44 و22 المؤديين إلى المدينة. وتجدر الإشارة في هذا الشأن، إلى أن حشد هذا الكم الضخم من القوات المشتركة لقمع الشغب يعد أكبر عملية على الإطلاق تشهدها الجزائر تحسبا لتأمين مباراة في كرة القدم، حيث لم يسبق على مدار المنافسات الرياضية القارية التي احتضنتها الجزائر منذ الإستقلال، أن سخرت المصالح الأمنية العليا للبلاد مثل هذا العدد الضخم من عناصر الشرطة والدرك. عن "النهار الجديد"