مني فريق الكوكب المراكشي الهزيمة الثالثة على التوالي وهذه المرة جاءت من الجيش الملكي الذي خرج منتصرا من قلب مراكش وبالتالي تعميق جراح الكوكب المثقل بالمشاكل، فالهزيمة أمام الفريق العسكري يمكن اعتبارها قوس الخطر للمراكشيين ليتداركوا الموقف قبل أن يغرق الفريق. دخل فريق الكوكب المراكشي بعزيمة محو آثار الهزيمتين السابقتين ضد بركان والحسيمة لمواجهة الغريم التقليدي الجيش الملكي في مباراة لحساب الدورة التاسعة عشرة من البطولة الاحترافية بالملعب الكبير بمراكش أمام جمهور لم يتعد خمسمائة متفرج. لكن الفريق العسكري كانت بدوره تحذوه نفس الرغبة لتزكية نتائجه الإيجابية ليبقى النزال قابلا لكل الاحتمالات. ومع بداية الشوط الأول اتضحت معالم والإلحاح على انتزاع نقاط المباراة من كلا الطرفين، ويبقى الفريق الضيف هو صاحب المبادرة في الدقائق الأولى من هذه الجولة بحثا عن هدف السبق. أول محاولة لأصحاب الأرض أتت عقب ضربة حرة مباشرة في (د 07) نفذها خالد السقاط بدون اتجاه، رد فعل الجيش جاء بعد ركنية والحارس عقيد يبعد الكرة مرة أخرى لركنية. الملاحظ أن الكوكب اعتمد على المرتدات الخاطفة في محاولة منه لمباغتة الخصم، بالمقابل كان الفريق العسكري أكثر انضباطا وحيوية على رفعة التباري مما أتاح له التوقيع على هدف السبق في (د 14) بواسطة اللاعب محمد كمال بعد ركنية لم يتحكم فيها الحارس عقيد. بعد هذا الهدف ارتفع الإيقاع وحاول الكوكب العودة إلى المباراة لتعديل النتيجة لكن بديهية الجيش كانت حاضرة لإحباط كل المناوشات المراكشية التي كانت بدون فعالية، عكس الجيش الذي تحكم في مجريات اللعب ولعب بثقة نفس عالية. لكن بعض التمريرات الخاطئة من لاعبي الفريق الضيف لم يستغلها لاعبو الكوكب لترجمتها إلى أهداف. محاولة للكوكب بعد جهد فردي للاعب نجم الدين ابراهيم (د 38) لكنه بعد التوغل داخل المعترك يفشل في تجاوز دفاع الزوار ويضيع هذه الفرصة، ثاني محاولة تهدر للمحليين بعد تمريرة عرضية دون أن تجد من يترجمها إلى هدف، اللحظات الأخيرة خلقت متاعب لدفاع الكوكب، لينتهي الشوط الأول بتقدم الجيش على الكوكب بهدف دون رد. بداية الشوط الثاني عرفت انتفاضة ملموسة لعناصر الكوكب وضغطوا منذ الدقيقة الأولى من هذا الشوط على دفاع الجيش مما أسفر عن عرقلة أحد مهاجمي الفريق المحلي ليعلن الحكم ياسين مسلم على ضربة جزاء بينة نفذها بنجاح محمد الفقيه في (د 50)، بعد التعادل أصبح أصحاب الأرض أكثر حيوية، وكاد فهد الضيفي أن يضيف الهدف الثاني للكوكب لولا تدخل الحارس البورقادي ببراعة وحول الكرة إلى ركنية. رد فعل الزوار كان من ورائه اللاعب تانكارا الذي طالب بضربة جزاء بعد إسقاطه داخل المعترك غير أن الحكم كان الأقرب إلى العملية وطالب بمواصلة اللعب، وبذلك واصل المحليون الزحف نحو الأمام والاعتماد على الهجومات السريعة دون أن تكلل بأهداف، بينما فريق الجيش للحد من خطورة الكوكب عمد إلى تحصين خطي الوسط والدفاع واللجوء أحيانا إلى التسديد عن بعد اتجاه مرمى محمد عقيد. الأخذ والرد هما السمتان اللتان عرفتها الدقائق الأخيرة من هذا النزال بداية من الدقيقة 73، كل فريق يحاول حسم النتيجة لفائدته وهو الشيء الذي يأتي أو لا يأتي، غير أن تانكارا وبعد هجوم جماعي يتمكن من الانسلال في دفاع الكوكب وبذكاء يهزم الحارس عقيد ليوقع على الهدف الثاني لصالح الجيش، ويمكن اعتبار هذا الهدف نقطة تحول في العشر دقائق الأخيرة من هذه المباراة، فريق يهاجم لإدراك التعادل ونعني به الكوكب، وفريق يقاتل من أجل الحفاظ على الامتياز وهو الجيش. الدقيقة 83 ضربة حرة مباشرة للجيش سددها البزغودي في يد الحارس عقيد، الدقيقة 85 أبرز فرصة للتهديف للزوار بعد تمريرة ذكية من رجل تونكارا مرت أمام الحارس عقيد دون أن تجد من يكملها إلى الشباك، الدقيقة 90 ركنية للكوكب والكرة في الطريق نحو شباك البورقادي لكن العمري يبعدها بمعجزة إلى ركنية، وبذلك يخرج الكوكب منهزما بهدفين لواحد أمام الجيش الملكي.