1 أول الغيث صعقة، بعده موت، وختامه قناع بهلوان يرحل بلا وداع !!! 2 يفتح الثلج عيون العطشان، يساعدها على التأمل، يسرق منها حرارة الوصل، يقتل فيها لذة الحوار.. وفوق بياض العدم حياة أخرى للتأمل في حماقات الغصة ومحاكمة غباء الكوابيس وكهوف الألم . 3 بفرح طفولي تصنع كويرات ، ترمي بها يقين الخواء ، تختفي أشجار الغابة العجوز ، تسألك ذاكرة الماضي عن انتهازية الأشباح وخلاء الأحقاد السائبة ، لا تجد في كفك سوى بصمات تاريخ باردة تستحق الدفن ، وتهرب بجبن لانحدارات الفناء . 4 تتزحلق كما تشاء ، تصنع من جليد الوقت تمثالا لي ، تنسى دمع الصقيع ، وتتركني أنحت لخواء المصير اسما يليق بثلج الزوال والعدم . 5 جربت أن أكون فزاعة تحرس العش المزعوم ، تنزل عليَّ ندف الثلج ، تعطل عين الوهم الكبير ، أصير الأعمى المخدوع ببياض لا يعترف سوى بريح السواد الشامل . 6 تستحيل الفزاعة إلى رجل ثلج يدمن مراوغة الريح المسعورة ، يذرف دمْعاً يتجمد فوق صدر البياض الحائر، وما بعد العشي الحزين ، يواصل هلال الرعشة إغراءه الفاتن ضدا في حياد الثلج المقيت. 7 وللغجرية نشيد إدانة وأنين قيثارة ضيعت أوتارها في جنازة ندم ، ومع خرافة رجل الثلج ، لا أسماء لآثار أقدام عشقت رقصة الأشباح ، أكون ذكرى تخونني حبيبات رمل الصحراء مع ثلج أخفى طريق الموت واستراح ، ولا وفاء للذاكرة المصابة بجرح الانزياح . 8 على وجه البياض يضيع حلم اليوم الراحل ، يتسلطن الثلج مزهوا بصقيعه ، تردد ريح الغروب مناحة الندم ، تمسح حماقات الأقنعة المصابة بداء الظلمة ، وتختفي تفاصيل أسماء لم يكن عليها المجئ في الخريف الحائر . 9 تفتقد صهد الوقت ، فوق سطح الحلم ورعونة العاصفة ، تراقص جنيات العشي الحزينة ، تمزق مخطوط العشيرة المهووسة بصقيع الخيانات ، يدا في يد ، تطاوع غجرية الرحيل والنسيان . 10 في المدى المفتوح على الصمت ، نركب موجة صارت خطا ثلجيا يتباهى بقدرته على حفظ آثار العبور العنيد ، وفي إشراقة مفاجئة ، يتهاوى الصرح ، يختفى البياض ، وتعود الحبيبة تعتني بشجرة العشاق وتتخلص من الأوراق الذابلة . 11 أتخيل إحساس النحات على الجليد، يمنح جنونه المشتهى كل الحب والحياة، وفي دقائق معدودات، يستسلم لحتمية الزوال، يموت الشغف، يصير الجهد المبذول مجرد ذكرى عبور، يذوب الثلج ماءً ويرحل إلى حيث ينبغي له أن يرحل .