نشر موقع «ميدل إيست آي» مقالا للمحلل الكندي، الإيراني الأصل، شاهر شاهدساليس، يقول فيه إن المواجهة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران تعد نقطة تفجر ساخنة يمكن أن تشعل حربا بين البلدين. ويقول الكاتب: «من البساطة التفكير أن يدوم الاتفاق النووي بين إيرانوالولاياتالمتحدة طالما بقيت العلاقة بين واشنطنوطهران تواجه مآزقا، وتظل مجالات النزاع بين البلدين دون حل». ويعتقد شاهد ساليس في مقاله «بضرورة بناء البلدين على الاتفاق والتقارب، وفي حال لم يحصل هذا الأمر، فإن الاتفاق سينهار تحت ثقل العداء المتجذر، وبعيدا عن الملف النووي فلا تزال هناك ثلاث نقاط ضاغطة بين إيرانوالولاياتالمتحدة». ويشير الموقع إلى أن هذه النقاط الثلاث هي الآتية: إيران تحبط جهود الولاياتالمتحدة ويقول الكاتب إن «إيران تحدت وبشكل ناشط النفوذ الأمريكي في المنطقة، وقام الأمريكيون خلال العقود الأربعة الماضية بجهود حثيثة، واستخدموا الوسائل المتاحة لديهم كلها، غير الحرب؛ لتقويض النظام الإيراني وتغييره، فمن دعم صدام حسين في الحرب الدموية، التي استمرت ثمانية أعوام (1980 -1988)، إلى العمليات السرية والهجمات الإلكترونية، ودعم الجماعات المسلحة داخل البلاد، إلى العقوبات التي شلت الاقتصاد». ويضيف شاهدساليس أن «الولاياتالمتحدة لم تفوت أي فرصة لمنع إيران من توسيع تأثيرها في المنطقة، أو محاولة الإطاحة بالنظام بشكل كامل، لكن إيران ظلت تستفيد من الجهود، وكان أوضح مثال هو العراق، الذي توقعت واشنطن أن يبقى تحت النفوذ الأمريكي بعد الغزو في عام 2003 وسوريا، وفي عام 2014، دعيت الأطراف المشاركة في الحرب السورية كلها إلى مؤتمر جنيف، باستثناء إيران؛ نظرا للاعتراض الأمريكي، ومع تغير الوضع وبشكل درامي بعد سقوط حلب في ديسمبر، لم تتم دعوة لا أمريكا أو حلفائها إلى مؤتمر أستانة في كازاخستان؛ لأن إيران عارضت حضورها». الأهداف الثورية ويلفت المقال إلى أن «العامل الثاني هو إصرار التيار المتشدد، بقيادة المرشد الأعلى للثورة آية الله خامنئي، على الحفاظ على شكل الدولة الثوري، وتصديره إلى دول المنطقة، بشكل يؤثر في استقرار الدول الحليفة للولايات المتحدة فيها، خاصة دول الخليج المحافظة، وبالتحديد السعودية التي تشعر بالتهديد من إيران، ولأن الشيعة يتركزون في المناطق الشرقية الغنية بالنفط، ومن الحوثيين، الحركة الزيدية اليمنية في اليمن التي تضرب جنوب السعودية، ومنذ الانتفاضة في عام 1979 في القطيف شهدت البلاد عددا من المواجهات بين قوات الأمن السعودية والشيعة». معاداة إسرائيل ويبين الموقع أن «العنصر الثالث والأهم هو معاداة إسرائيل، وهو عنصر مرتبط بعوامل دينية وتاريخية ونفسية واجتماعية، وزاد الوضع سوءا نجاح إيران في سوريا، فبعد نجاح مثالها في لبنانوالعراق، فإنها قامت بتنظيم قوات مليشيا ضخمة في سوريا، أي في الجانب الأخر لإسرائيل، ومن المحتمل أن تبقى هذه القوات في مرحلة ما بعد الأسد، ما يعد تهديدا لأمن إسرائيل، الذي يعد عماد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط». وينوه الكاتب إلى أنه «في الوقت الذي أصبحت فيه الولاياتالمتحدة في حالة من الدفاع عن النفس، فإن الإيرانيين عززوا موقعهم، وتوسعوا في مجال الصواريخ الباليستية، ودعمهم المستمر لحزب لله، لكن يدي أمريكا مقيدتان، فهي إما أن توقف إيران عند حدها، أو تجبرها بالقوة لدفع ثمن هذه السياسات، والمعوق الوحيد هو الاتفاق النووي». ويجد المقال أنه «من أجل مواجهة إيران، فإن على أمريكا أن تفرض عقوبات جديدة على طهران، أو تخرق الاتفاق النووي، من خلال رفض إلغاء العقوبات القائمة، وعليه فإن النتيجة المحتومة لهذا كله هو انهيار الاتفاق النووي، وفي ظل ترامب، الذي وصف الاتفاق بأنه الأسوأ في التاريخ، فإن المسألة مسألة وقت قبل أن يتم تبني أي من الاحتمالين التاليين». سيناريوهات التوتر ويذكر الموقع أن «السيناريو الأول، ربما لم توافق الدول الأوروبية على الموقف الأمريكي في حال ظلت إيران ملتزمة بالملف النووي، وسيكون هناك توتر مهم بين أوروبا والولاياتالمتحدة لو أرادت إدارة ترامب معاقبة الكيانات الأوروبية التي ستتعامل مع إيران، وفي الوقت الذي سيعبر فيه الأوروبيون عن غضبهم من الموقف الأمريكي ونهاية الاتفاق، فإنها لن تدخل في حرب اقتصادية مع الولاياتالمتحدة». ويفيد شاهدساليس بأن «الخيار الثاني، وهو الأكثر احتمالا، فسيكون موافقة الدول الأوروبية على الخروج من الاتفاق النووي دون فرض عقوباتهم على إيران، كما فعلوا في عام 2011». ويورد المقال أن «إيران سترد على هذا الخيار بتوسيع نشاطاتها النووية، حيث قال المسؤول عن الملف النووي علي أكبر صالحي لشبكة (سي بي سي نيوز) الكندية قبل أيام: (يمكننا العودة بسهولة إلى الوراء، وليس إلى ما كنا عليه ولكن إلى موضع أعلى، من الناحية التكنولوجية)، وأضاف: (لا أريد أن أرى ذلك اليوم، ولا أتخذ قرارا في هذا الاتجاه، لكننا مستعدون)». ويعلق الكاتب قائلا إن «القيادة الإيرانية التي تتخذ القرار النهائي لا ترغب بالظهور بمظهر الضعيف أمام الأمريكيين، وليس لدى القائد أي خيار إلا مواجهتها، فالعودة إلى المشروع النووي سيرفق بتطورات في مجال الصواريخ الباليستية». ويقول شاهدساليس: «قد يجادل البعض بأن المواجهة مع إيران هي ضد رؤية ترامب الانعزالية، إلا أن السؤال الذي سيبرز، هل تستطيع إيران مواصلة تطوير البرنامجين وتتوقع بقاء ترامب مكتوف الأيدي؟». ويرى الموقع أنه «من الناحية الواقعية فقد تفقد الولاياتالمتحدة الصبر، وقد تصبح العملية العسكرية الجوية المدعومة بالصواريخ والطائرات دون طيار خيارا لا يمكن تجنبه، أما كيف سترد إيران، وما هو حجم الرد، فإنه يظل أمرا غير واضح، لكن ما هو واضح هو أن إيران سترد بقوة وقسوة، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا عام 2001، إن الحرب ستستنزف الشرق الأوسط». وبحسب المقال، فإن «الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما طلب في 16 يناير من ترامب، تذكر أن الاتفاق النووي منع اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، وعلينا أن نتذكر أن الرئيس الأمريكي الذي رفض المشاركة في الحرب العالمية الأولى لثلاث سنوات وودرو ويلسون اضطر في النهاية للتدخل العسكري، وأعلن الكونغرس الحرب على ألمانيا». ويخلص «ميدل إيست آي» إلى القول: «قد يرى البعض أنه بعد حروب كارثية في أفغانستان والعراق، أن الشعب الأمريكي ليست لديه شهية لحرب أخرى، لكن تاريخ الولاياتالمتحدة في الخمسين عاما الماضية يكشف عن أن الرأي العام وحده لم يكن كافيا لوقف الحرب، حتى في الحرب في فيتنام، فالتضليل والدعاية والأخبار الزائفة كافية لإقناع الناس أن الحرب ضرورية». عدائية ترامب ضد إيران وقد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى ومن ضمنها بلاده مع إيران بأنه «أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه وما كان هذا الأمر يجب أن يتم». وأشار ترامب في لقاء مع قناة فوكس نيوز إلى أن إيران أصبحت «جريئة وتتصرف بعدائية» بعد الاتفاق و»لم تعد تحترم الولاياتالمتحدة لأنها لم تعتقد بوجود أي طرف غبي إلى هذه الدرجة كان من الممكن أن يوقع اتفاقا كهذا». ودلل ترامب على حديثه بمضايقات القوارب العسكرية الإيرانية للسفن الأمريكية في مياه الخليج العربي. ووصف ترامب الإفراج الأمريكي عن أموال إيران المحتجزة عقب الاتفاق النووي بأنه «أمر غير مسبوق» وقال إن «إدارة أوباما صادقت على تحويل عملات غير أمريكية لتسوية دعوى تحكيم مستمرة منذ عقود بين الولاياتالمتحدةوإيران وتم تحويل 400 مليون دولار من اليورو والفرنك السويسري وعملات أجنبية أخرى في 17 يناير وهو ذات اليوم الذي وافقت فيه طهران على إطلاق سراح اربعة أسرى أمريكيين». وكان ترامب خلال حملته الانتخابية تعهد ب»إلغاء الاتفاق الكارثي» و»إجبار الإيرانيين على العودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق افضل». وفي الوقت ذاته رد ترامب على «فوكس نيوز» بشأن احتمالية الرد العسكري على تجارب إيران الصاروخية بالقول إن «كل الإمكانات متاحة». وأضاف: «سنرى ما سيحدث.. أنا لا أتحدث عن الخطوات العسكرية أبدا». إيران والأسطول الأمريكي في أعنف تهديد إيراني للولايات المتحدةالأمريكية، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، مجتبى ذو النور، إن 36 قاعدة عسكرية أمريكية تقع تحت مرمى الصواريخ الإيرانية. وأضاف ذو النور، في كلمة ألقاها بمدينة قم السبت، مهددا: «لو ارتكبت أمريكا أدنى حماقة فسنجعل الأسطول الأمريكي الخامس المستقر في البحرين أثرا بعد عين»، حسبما نقلت عنه وكالة «فارس» الإيرانية. وتابع أن الميزانية الدفاعية للولايات المتحدة العام الماضي بلغت أكثر من 650 مليار دولار، في حين لم تبلغ كل ميزانية إيران 100 مليار دولار. وأوضح البرلماني الإيراني أن بلاده «تعتمد استراتجية الحرب غير المتكافئة، وفي المجال الصاروخي حققت إنجازات كبيرة، فإذا أراد العدو إطلاق صاروخ باتجاه إيران فقبل أن يصل هذا الصاروخ ستحترق تل أبيب بفعل الصاروخ الإيراني». تابع قائلا: «في الحقيقة هذا ليس شعارا لأن الوقت الذي يصل فيه الصاروخ الإيراني ليضرب تل أبيب يستغرق 7 دقائق». وأردف ذو النور أن 36 قاعدة عسكرية أمريكية موجودة في المنطقة، توجد تحت مرمى المنظومات الصاروخية الإيرانية، مهددا: «وفي حالة ارتكاب العدو أدنى حماقة فسيتم محوها». وقال ذو النور إن إيران «حققت تطورا كبيرا في بعض الميادين مثل المعدات الدفاعية والصاروخية ومجالات الطاقة النووية والجوفضائية والخلايا الجذعية وتقنية النانو». ومن جهته ، ردّ الحرس الثوري الإيراني، السبت، على تهديدات الإدارة الأمريكيةالجديدة المتكررة تجاه إيران على خلفية تجربتها الصاروخية الباليستية الأخيرة. وقال قائد قوات «الجوفضاء» التابعة لحرس الثوري العميد امير علي حاجي، إن «التهديدات التي أطلقها بعض المسؤولين الأمريكيين تجاه إيران ليست إلا تخرّصات»، وأضاف: «إذا ارتكب الأعداء أي خطأ فإن صواريخنا ستسقط على رؤوسهم». ولفت في تصريحات نقلتها وكالة «تسنيم» الإيرانية إلى أنه «نظرا إلى معرفتنا بقدراتنا وقدرات قواتنا المسلحة، أؤكد جازما بأن التهديدات الخارجية لنظامنا الإسلامي ليست مجدية». وزاد حاجي أن «عملية تطوير قدراتنا تمتد لأكثر من 37 عاما، وإننا نستند في قوتنا إلى القوة الإلهية التي لا تقهر، في الوقت الذي يستند فيه الأمريكيون إلى معداتهم وقدراتهم المادية»، لافتا إلى أن «أي حدث سيقع في هذه الظروف فستخرج فيه إيران هي المنتصرة». وقال: «لن نتوقف ولو للحظة في ما يخص تنمية قدراتنا الدفاعية»، وشدد على أن بلاده «باعتمادها على قدراتها لم تمد يدها للأعداء أو تعتمد عليهم». وبشأن تصريحات أمريكا على التجربة الصاروخية الإيرانية، قال حاجي إن حديث الأعداء عن أمور مثل القدرات والأبحاث النووية، والاقتدار الصاروخي وما شابه ذلك، يعتبر الذريعة الوحيدة المتبقية للأعداء بالنسبة لعدائهم مع نظام إيران وشعبها. وعن مناورات «المدافعون عن سماء الولاية» التي تجريها إيران السبت، قال العميد حاجي إن «جميع الأنظمة والمعدات التي استخدمت في هذه المناورات في محافظة سمنان هي صناعة وطنية، وهذه المناورات هي على نسق المناورات المقامة سابقا وقد أقيمت على مساحة بلغت 35 ألف كلم وسط الصحراء». وأشار إلى أن «استخدام أنظمة رادار ومعدات محلية الصنع يعد من السمات البارزة لهذه المناورات»، وأن «جميع المعدات المستخدمة في المناورات الدفاعية، مثل الأنظمة الصاروخية، والأنظمة الرادارية ومراكز التحكم والقيادة والحرب الإلكترونية تم تصنعيها وطنيا وعلى أيدي المتخصصين من أبناء إيران». واستطرد العميد حاجي زادة بأن أنظمة «الثالث من خرداد» الصاروخية هي أكبر مشروع بحثي يتم إنجازه، قائلا: «اليوم استطعنا تحطيم العمود الفقري للحظر المفروض علينا في مجال الدفاع الجوي». وبين أن هذه المناورات صممت لتكون معقدة للغاية، ومثل أي قاعدة للدفاع الجوي، فقد قامت وحداتنا ومعداتنا باختبار جهوزيتها التامة في هذه المرحلة من المناورات في محاكاة صد هجوم للعدو يتم فيه استخدام الطائرات بدون طيار والطائرات الحربية للقيام بعمليات هجومية. واختتم القائد في الحرس الثوري تصريحه بالقول إنه «للمرة الأولى في هذه المناورات يتم تعقب القنابل التي يتم إسقاطها من الطائرات وصواريخ أرض-أرض من قبل الأنظمة الرادارية بنجاح في منطقة المناورات». وفي السياق نفسه، تنبأ موقع مقرب من الحكومة الإيرانية بحرب أمريكية وشيكة على إيران، معتبرا أن التهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «حقيقية». جاء ذلك في تعليق موقع «عصر إيران» على تهديدات ترامب الأخيرة للنظام الإيراني، وتصاعد التوتر بين البلدين إثر تصريحات الرئيس الأمريكي، وفرض عقوبات أمريكية جديدة على طهران. وأورد الموقع الإيراني في تقريره أن «من المرجح قيام ترامب بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة الأمريكية بشن حرب خارجية ضد دولة بعيدة عن حدودها.. ولأن شخصية ترامب معادية لإيران، فقد تشعل حماقته الحرب علينا بالفعل». وأشار إلى أن الشخصيات المحيطة بترامب معادية لإيران، خاصة وزير الدفاع الأمريكي، مؤكدا أن شخصية ترامب تختلف تماما عن الرئيس السابق باراك أوباما. وانتقد موقع «عصر إيران» بشكل غير مباشر سياسة الحرس الثوري والمرشد الإيراني تجاه الرئيس الأمريكي الجديد، مطالبا بأن تتسم السياسة الإيرانية بالحكمة، لتجنيب إيران الأضرار التي من الممكن أن تلحق بالبلاد، بسبب سياسة ترامب المعادية ونشر أن «ما يجب أن نفعله حتى نتجنب شر الرئيس الأمريكي، أن نواصل سياسة الاعتدال في الساحة الدولية، لأن العالم جميعه الآن ضد ترامب، وإن مثل هذه الأجواء بالتأكيد في صالح إيران». وحذر من أن «أي نهج وموقف غير دبلوماسي ومدروس تتخذه إيران في علاقتها مع أمريكا، من الممكن أن يغير هذه الأجواء من الغضب العالمي ضد ترامب، لتنقلب ضد إيران». وقدم الموقع النصح للنظام الإيراني في التعامل مع ترامب، قائلا: «يجب عدم إعطاء أي ذريعة للمحافظين الجدد في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتطبيق سياستهم المعادية، مع الحفاظ على القوة التي تمثل أمرا ضروريا لأي أمة». واعتبر أن اتخاذ أي نوع من السياسات المتشددة في هذه المرحلة، سواء كانت في السياسة الداخلية أو الخارجية لإيران، فإنها ستخدم مصلحة السعودية وإسرائيل. وطالب الحكومة الإيرانية بالاستمرار في «دبلوماسية الحكمة» في علاقتها الخارجية، حتى إن أرادت أمريكا التحرك ضد إيران، لأنها ستكون غير قادرة على تشكيل تحالف دولي ضد إيران. وأضاف أنه «خلافا لبعض المحللين العاطفيين الذين يقولون بأن علينا أن نقف في وجه ترامب، إلا أنه يجب أن نقول بأن الدبلوماسية الحكيمة وحدها التي بإمكانها أن تعمل ضد سياسة ترامب». وفي هذا الصدد، قرأ محللون في الشأن الإيراني، أن الحكومة الإيرانية تحاول بالفعل تجنب المواجهة العسكرية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي الخطوة التي يختلف معها «المحافظون»، الذين يرون بأن المواجهة العسكرية مع أمريكا وحلفائها لا مفر منها. ويرى كثير من المحافظين وفق تصريحاتهم العلنية، بأن المنطقة باتت قريبة من مواجهة بين إيرانوأمريكا، مطالبين الحكومة الإيرانية بأن تتعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وخطابها على هذا الأساس، بعيدا عن الدبلوماسية التي استخدمتها في المفاوضات النووية. وشارك العشرات من الخبراء الإيرانيين في لقاءات مع الصحف الإيرانية، معبرين عن هواجسهم وتخوفهم من عهد ترامب على رأس السلطة الأمريكية، في حين رأى بعض الخبراء المقربين للحرس الثوري الإيراني أن سياسة ترامب إنما هي امتداد طبيعي لسياسة أوباما تجاه إيران، وفق قولهم. من جهتها، أعادت صحيفة «كيهان» المملوكة للمرشد الأعلى علي خامنئي، نشر مقولة شهيرة لقائد الثورة الإيرانية الراحل روح الله الخميني حول أمريكا، على صدر صفحتها الأولى، ردا على تهديدات ترامب، قائلة: «السيد ترمب! أمريكا لا تستطيع فعل أي شي ضدنا!». الكعكة الصفراء على صعيد آخر أعلن مسؤولو المنظمة الإيرانية للطاقة النووية أن بلادهم ستتسلم الشحنة الأخيرة من 149 طنا من اليورانيوم المركز الذي تسلمه روسيا في إطار الاتفاق النووي مع القوى الكبرى. وقال رئيس المنظمة علي أكبر صالحي، لوكالة الأنباء الإيرانية فارس، الاثنين 6 فبراير، إن الشحنة الأولى من الكعكة الصفراء وصلت في 26 يناير ، مضيفا أن الشحنة الأخيرة ستصل الثلاثاء 7 فبراير المقبل. وأضاف أنه منذ دخول الاتفاق النووي مع القوى الكبرى حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2016، استوردت إيران 210 أطنان من اليورانيوم المركز وأرسلت مقابلها إلى الخارج اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمئة، بموجب نص الاتفاق. من جهته، أكد بهروز كمالوندي، المتحدث باسم المنظمة، أن هذه الشحنات تم تسلمها من روسيا. ووقعت إيران في يوليوز 2015 اتفاقا نوويا مع دول مجموعة «5+1» (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). ووافقت طهران بموجب هذا الاتفاق على الحد من برنامجها النووي بما في ذلك خفض مخزونها من اليورانيوم القليل التخصيب إلى 300 كلغم لمدة حوالي عشرة أعوام مقابل رفع جزء من العقوبات الدولية.