اطلقت ايران الاحد ثلاثة صواريخ قصيرة المدى كما ستطلق صواريخ طويلة المدى في اطار مناوراتها العسكرية التي تاتي بعد يومين من كشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن ان طهران تبني مفاعلا ثانيا لتخصيب اليورانيوم. واعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني حسين سلامي ان ايران ستقوم الاثنين باطلاق صواريخ شهاب البعيدة المدى في اطار مناوراتها العسكرية. وقال الجنرال سلامي للتلفزيون الناطق باللغة الانكليزية "برس تي في" الاحد "سنقوم باطلاق صواريخ زلزال وتوندار وفاتح-110 (قصير المدى) اليوم. وهذا المساء سنطلق صواريخ شهاب-1 وشهاب-2 (متوسط المدى) وغدا سنطلق صواريخ شهاب البعيدة المدى". واضاف ان الحرس الثوري اجرى تجربة على "منصة صواريخ متعددة لاول مرة"، الا انه لم يدل بمزيد من التفاصيل. ووصف سلامي المناورات الصاروخية بانها "مؤشر" على ان "ارادة ايران القوية للدفاع عن مبادئنا واهدافنا". واوضح "لقد رفعنا مستوى دقة صواريخنا .. ونامل في ان تساهم هذه التجارب الصاروخية في قدراتنا الردعية والدفاعية". واكد سلامي ان الحرس الثوري لن يطلب اية انواع جديدة من الصواريخ خلال المناورات التي يتوقع ان تستمر عدة ايام، الا انه اضاف ان ايران "رفعت عدد الصواريخ ويمكنها احتواء نزاعات تستخدم فيها صواريخ بعيدة المدى". وفي وقت سابق افاد تلفزيون العالم الايراني الرسمي الناطق باللغة العربية وتلفزيون "برس تي في" ان الصواريخ الثلاثة القصيرة المدى التي اطلقت هي من نوع توندار-69 وفاتح-110 وزلزال. ويصل مدى الصواريخ الثلاثة التي تعمل بالوقود الصلب ما بين 150 و200 كلم. وعرض تلفزيون برس تي في صورا لصاروخ بلون الرمال يتم اطلاقه من منطقة صحراوية. وتاتي المناورات الصاروخية بعد ان قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما في 17 ايلول/سبتمبر وقف مشروع الدرع المضادة للصواريخ الذي اطلقه سلفه جورج بوش والذي كان يهدف لنشر منصات لاعتراض صواريخ بحلول العام 2013 في بولندا ورادار قوي في الجمهورية التشيكية المجاورة. وقالت واشنطن انذاك ان الخطة هدفها التصدي لتهديدات صادرة عن ايران لكن روسيا اعتبرتها تهديدا لامنها. واكد اوباما انه يرغب في استبدال الدرع الصاروخية بنظام صاروخي اكثر قدرة على الحركة يستخدم بشكل عام صواريخ معترضة يتم نشرها في البحر. الا ان اوباما اكد على تهديد الصواريخ الايرانية القصيرة والمتوسطة المدى بدلا من خطر الصواريخ البعيدة المدى. وقال البيت الابيض ان الاجهزة الاستخباراتية تعتقد أن ايران تعمل على تطوير صواريخ ذات مدى اقصر "بسرعة اكبر من المتوقع" فيما تتقدم بشكل ابطأ من المتوقع في تطوير الصواريخ العابرة للقارات. وتقع اسرائيل حليفة الولاياتالمتحدة، ومعظم الدول العربية وجزء من اوروبا، بما في ذلك معظم انحاء تركيا- ضمن نطاق صواريخ شهاب-3. وعلى مدى العامين الماضيين بينما كان بوش لا يزال في منصبه، كثفت ايران العمل على صواريخها البالستية واجرت تجارب على صاروخ متوسط المدى اكثر تطورا يستخدم الوقود الصلب واعلنت كذلك عن نجاحها في اطلاق صاروخ الى مداره. وكان الحرس الثوري الايراني اعلن السبت انه سيبدأ المناورات التي اطلق عليها اسم "الرسول الاعظم الرابعة" بهدف "صيانة وتطوير قدرات القوات المسلحة". وقال سلامي ان الهدف الرئيسي للمناورات هو "تقييم التطورات التقنية التي تحققت اخيرا في صواريخ ارض-ارض" كما جاء على موقع الحرس الثوري على الانترنت. وتجري ايران مناورات عسكرية منتظمة في مياه الخليج لتجربة صواريخها البعيدة والمتوسطة المدى وغيرها من الاسلحة. وكانت الجمهورية الاسلامية الايرانية هددت في السابق باستهداف قواعد اميركية في المنطقة واغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في الخليج امام ناقلات النفط اذا تمت مهاجمة مواقعها النووية. وتاتي مناورات الاحد بعد يومين من اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران تقوم ببناء مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم، مما اثار مخاوف دولية. ولم تستبعد اسرائيل والولاياتالمتحدة الخيار العسكري كليا لاحباط مساعي ايران النووية التي يشتبه البلدان في انها تخفي برنامجا عسكريا، وهو ما تنفيه ايران. واعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي للسبت ان "الموقع الجديد سيوضع تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفا ان ايران "ستقوم بتخصيب اليورانيوم في هذا الموقع بنسبة 5% كحد اقصى". ورحبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بذلك الاعلان وقالت للصحافيين "ان كل قرار تتخذه ايران ويتطابق مع القواعد والضوابط الدولية، ولا سيما تلك المتعلقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، مرحب به على الدوام". وياتي الكشف عن المفاعل الجديد قبل ايام من الاجتماع الذي سيجري في جنيف في الاول من تشرين الاول/اكتوبر بين ايران والدول الست العظمى لمناقشة برنامج طهران النووي المثير للجدل.