عن منشورات الزمن وبدعم من وزارة الثقافة صدرت مؤخرا الترجمة العربية لكتاب «حياة المعمرين بمازغان، فلاحون أجانب بدكالة» في 184 صفحة من القطع الكبير. الكتاب سبق أن أصدره الباحث المصطفى اجماهري باللغة الفرنسية في سلسلة «دفاتر الجديدة» سنة 2012 وقد أشرف على ترجمته إلى العربية الدكتور مصطفى الطوبي، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير. ويعد هذا الكتاب من الدراسات القليلة التي أنجزت في موضوع الفلاحين الأجانب بالمغرب في فترة الحماية والبدايات الأولى للاستقلال. وقد قدم النسخة العربية الدكتور أحمد بلقاضي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير بكلمة مفصلة أوضح فيها أهمية هذا البحث والتساؤلات التي حاول الإجابة عليها. وقد جاء في كلمة التقديم ما يلي : «كيف تمكن المستعمرون الفلاحيون من تملك حوالي نصف مليون هكتار من الأراضي الفلاحية الخصبة؟ وما هي انعكاسات ذلك على أصحاب الأراضي الأصليين؟ ماذا كان مصير العدد الهام من المستعمرين الفلاحين بعد استرجاع الدولة للأراضي التي كانوا يتملكونها ؟ تلك بعض التساؤلات التي تطرحها ظاهرة الانتشار الهام للمستعمرين الفلاحيين بدكالة، والتي حاول الأستاذ المصطفى اجماهري الإجابة عنها وتقديم مختلف الشروحات المتعلقة بتواجد المستعمر الفلاحي بدكالة خلال مدة فاقت النصف الأول من القرن العشرين.... من هنا تأتي أهمية هذا المؤلف، خاصة في صيغته العربية التي ستمكن فئة عريضة من القراء والباحثين من الإلمام بمجموعة من الخبايا المتعلقة بالوجود الأجنبي بمنطقة دكالة خلال فترة طويلة من القرن العشرين». من جانب آخر وكما جاء في التقديم فللكتاب قيمة مضافة بالنسبة لأدبيات الاستعمار، تتجلى من خلال إسهامه في إضاءة جوانب مهمة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمغرب، التي غالبا ما يغفلها التاريخ التقليدي، الذي عادة ما نسمع فيه للمؤرخ فقط من دون إعطاء الفاعل في التاريخ ما يستحقه من أهمية كمصدر مباشر للمعلومة. لذا فإن المقاربة المتبعة في هذا المؤلف تشكل، من دون شك، لبنة جديدة لمعرفة الاستعمار الفلاحي من الداخل «. صورة الغلاف تعود لشهر شتنبر 1933 وتمثل بعض معمري دكالة مع القايد علي بن الدرقاوي. العنوان الأصلي للكتاب : Une vie de colon à Mazagan, Agriculteurs étrangers en Doukkala