موضوع مائدة مستديرة بالجديدة في إطار أنشطته الثقافية الدورية، نظم اتحاد كتاب المغرب، فرع الجديدة بتعاون مع مكتبة مؤسسة عبد الواحد القادري بمقر المؤسسة بالجديدة مساء يوم الجمعة 22 فبراير 2013 مائدة مستديرة حول كتاب «دكالة وإيالتها. جهة دكالة-عبدة تاريخ وآثار» للباحث الأثري أبو القاسم الشبري. جرى اللقاء بحضور المؤلف وجمهور غفير من المهتمين والباحثين والطلبة. وقد أدار اللقاء الكاتب الحبيب الدايم ربي الذي ألقى كلمة تقديمية نوه فيها بالكتاب وصاحبه. وبعد استعراض موجز لمحتوى الكتاب والوقوف على جدته وما جاء به من جديد قد يخلخل ما نعرفه عن دكالة وتاريخها، شدد على المجهود المبذول في جمع معلوماته ثم ختم ببعض الملاحظات ذات الطبيعة المنهجية. ثم أعطى الكلمة للأستاذ عبد الرحمن الساخي محافظ المكتبة ليرحب بالحاضرين ويثني على الكتاب المحتفى به والذي جاء بكثير من الجديد. وركز الباحث الأنتربولوجي رضوان خديد في تدخله على الرمزية في الكتاب وعلى ما يمثله عموما من إضافة لحقل التأليف بجهة دكالة-عبدة كما وقف عند الجانب الحجاجي في الكتاب الذي جاء بعدد من الأسئلة والطروحات التي ستخلق نقاشا عميقا حول المسلمات المعروفة عن تاريخ وتراث دكالة. وفي عرضها اعتبرت الأستاذة ماجدة بنحيون من كلية آداب الجديدة الكتاب لبنة من اللبنات التي من شأنها إحداث تراكم كمي معرفي بخصوص منطقة دكالة -عبدة وكذا إغناء الكتابة التاريخية المتعلقة بالجهات وما أصبحت تمثله اليوم من رهان مستقبلي. وأشارت الباحثة إلى ضرورة تقديم البديل لكل فرضية مرفوضة أو غير متفق معها، منبهة إلى أن صاحب الكتاب باحث أثري تتوفر له أدوات علمية ومنهجية تغني البحث التاريخي الصرف بالدلائل المادية الأثرية. أما المصطفى اجماهري المتخصص في تاريخ الجديدة فاعتبر أن حسنات هذا الكتاب يمكن تلخيصها في ثلاث : كون الكتاب جمع في حيز واحد معلومات متفرقة في عدة كتب، وكونه ربط بين التاريخ والبنيان المادي وكون صاحبه كتبه بغيرة تتبدى من سخطه على تخلف البحث والتنقيب عن المآثر المغربية، وخاصة بدكالة، التي تتعرض للتلف والضياع. ولم يفت اجماهري أن يأسف لغياب التأليف في مدن دكالة. واعتبر الفاعل الجمعوي المختار تيمور أن المغاربة في حاجة إلى كتابات كثيرة وبحوث ميدانية من شأنها التعريف بمختلف مناطق المغرب مثلما فعل الشبري مع دكالة-عبدة، مشيرا إلى مثال دول مجاورة وصغيرة في مساحتها وساكنتها مثل تونس لكنها مقارنة بالمغرب عرفت تقدما كبيرا على مستوى التأليف ونسبة القراءة وتداول المطبوع. فيما أشارت الطالبة زينب الهنتاتي إلى ما قدمه لها كتاب الأستاذ الشبري من معلومات كانت تجهلها عن تاريخ منطقة دكالة وهو ما سيفيد الطلبة والباحثين الشباب ويدفعهم إلى مزيد من البحث. وفي الختام أعطيت الكلمة للأستاذ أبو القاسم الشبري فتحدث عن دوافع التأليف والأسئلة التي حركت لديه فعل الكتابة عن تاريخ دكالة، كما أجاب عن مختلف الاستفسارات موضحا بعض الأمور التي قد تغيب عن القارئ في هذا الكتاب باعتباره فاتحة مشروع شخصي له يزاوج بين كتابة التاريخ ومراجعة بعض المعطيات من خلال البحوث الوثائقية والحفر الأركيولوجي الذي ما يزال متعثرا ببلدنا. وقد عبر عن أمله في أن يهب الجامعيون والطلبة إلى النبش أكثر وأعمق في تاريخ الجهة باعتبار تاريخ الجهة لبنة أساسية في كتابة التاريخ الوطني وتقديمه للأجيال الناشئة.