مباشرة بعد إعلان أطباء المستشفى الجهوي الفارابي بوجدة تعليق العمل بمركز التشخيص، مع توقيف المواعيد والحالات العادية، والاستمرار في استقبال الحالات المستعجلة، حلت يوم الخميس 27 يناير 2017، لجنة تفتيش من وزارة الصحة بالمستشفى الجهوي الفارابي بوجدة، للتحقيق في جملة من الخروقات والاختلالات في التسيير نسبت، في مراسلة وجهها المكتب المحلي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بوجدة، لإدارة المستشفى المذكور. وذكر مصدر مطلع لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» بأن أعضاء اللجنة غادروا المستشفى بعد ست ساعات في حالة امتعاض، مبرزا بأنهم ولاشك وقفوا على حقيقة ما ورد في مراسلة النقابة وغيرها من المراسلات التي ترد على الوزارة، في ما يتعلق بالوضع المزري، الذي يتخبط فيه قطاع الصحة بالمدينة نتيجة «سوء التسيير والتدبير».. وكان المكتب المحلي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بوجدة، قد حذر في بيان تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، من حالة الاحتقان التي يعيشها الأطباء داخل المستشفى، معلنا عن برنامج نضالي تصعيدي يبتدئ بتعليق العمل بمركز التشخيص بالنسبة لكافة التخصصات والاستمرار فقط في استقبال الحالات المستعجلة. وجاءت هذه الخطوة التصعيدية، احتجاجا على الواقع المزري الذي يعرفه مستشفى الفارابي، والظروف الرديئة التي يعمل فيها الأطباء وما يصاحبها من مشاكل يومية أصبحت «حملا لا يطاق» أمام مرأى ومسمع إدارة المستشفى التي لم تحرك ساكنا لتصحيح الوضع. وأشار البيان إلى الخصاص المهول في الموارد البشرية من ممرضين وأطباء عامين وتقنيي تخدير، وكذا النقص الحاد والعطل الدائم في جل التجهيزات البيوطبية في كل من المركب الجراحي والمستعجلات وفي كل أقسام وأجنحة المستشفى، زيادة على عدم صرف التعويضات عن الحراسة والإلزامية للأطباء عن سنوات 2013، 2014، 2015 و2016. وذكر بيان النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام فرع وجدة، بأنهم عقدوا اجتماعات متتالية مع مدير مستشفى الفارابي، إلا أنهم اصطدموا ب»سوء التسيير ولم يجدوا لدى الإدارة سوى آذان صماء ووعود فارغة»، فتقرر الاجتماع مع المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، فكان ذلك يوم 06 يناير 2017، حيث «وعد بفتح تحقيق في مشكل التعويضات عن الحراسة والإلزامية ومراسلة الوزارة في هذا الشأن، وبخصوص النقص في الموارد البشرية والتجهيزات وعد بإرسال ممرضين وطبيب جراح في أقرب الآجال، والعمل على تفعيل الشراكة الموقعة مع مجلس جهة الشرق لحل المشاكل بصفة دائمة»، إلا أنه تراجع عن هذه الوعود في اجتماع ثان عقد يوم 20 يناير 2017، لتتبع النقاط المتفق بشأنها، بدعوى عدم مقدرته على إيجاد أي حل للمشاكل القائمة. هذا، ويطالب المكتب المحلي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بوجدة، بتزويد مستشفى الفارابي بأطباء عامين وتقنيي تخدير وممرضين لحل مشكل النقص الحاد في الموارد البشرية خصوصا بالمستعجلات والمركب الجراحي والإنعاش، وتزويده بمعدات تتماشى مع مهمته كمركز استشفائي جهوي وإصلاح ما يمكن إصلاحه منها، مع المطالبة بالإسراع في صرف التعويضات عن الحراسة والإلزامية لكل الأطباء.