حتى لا أموت مرّتين أتجنّب الذهاب في كل مرة لحتفي فأنا أعرف جيدا أنني سأموت وحيدا وقبري سيكون بيتا للمتشردين واليتامى هكذا سأظلُّ أنزف دما لامرئيا ولن يتألم معي الآخرون. في بيتي الصغير أرسم للسحب البعيدة حكايات زرقاء عن العزلة وأغذّي نبتتي الخضراء بعطر الصمت. حتى لا يبكي عليَّ أحد حتى لا يتذكّرني أحد لا أرتاد المقاهي والحانات لا أتجوّل صباحا بالمدينة ولا أبتسم سوى للنوارس التي تُحلق في الأفق الشريد. لأنني عالم بما سيحدث لي،لن أكتب وصايا لأحد سأترك فقط في الميناء دمعتي الأخيرة ربما تمتصّها شفاه الغرق وتزرعها بذرة في رحم غيمة. سأحرق أوراقي المليئة بالأحلام الفارغة والمآسي الضريرة والأغنيات المشروخة أظل بعيدا عني لأنني أخاف مني. كل ليلة أطوي جسدي وأرميه في الدولاب.مرتابا من الهواء والعيون الحمراء،أَضع روحي على وسادة الأوجاع المتراكمة والمختلطة بالقطن الرمادي.لاجدوى من الندم ..لامجال للفرار، فالحياة سلبت منكَ كل شيء ووهبتكَ شمعة الشعر الموجعة..فلا تتحسّس سوى ضلعك المكسور مئات المرات بِمطارق الآخرين. الحواس معطّلة هكذا أجمل لن يطاردك عطر التشرّد و ستذبل الوردة في كفك لن تعاتبك الحديقة.. لن يمطرك البستاني بنزيف المقص هذه خلاصة القصيدة ،أيها الشاعر الغريب الكتابة عن الموت فخ مؤكد والذهاب لرؤية غروب فاتن بدون شهوة للتغيير مجرد مراوغة يائسة لتقطير اليأس من قنينة الخطيئة لاوجود للوردة إلا في منعرجات الندم لا وجود للحقائق إلا في الجيوب المثقوبة النهاية ترتاح في ظلك و المرأة المحبرة لازالت ترتّق قميص التردّد.