في مدارات روحي يرقد حائط آيل للذوبان يُحدث في داخلي براكين خامدة تنبعث من أعيني لتسقط أمام مرآتي الشاحبة أنهض بصعوبة هائلة لأحضن جسد الدولاب وأتبادل العتاب مع بقايا قمصاني الحزينة.. على السرير أشتم روائح قديمة تركتها امرأة مفتونة بالشعر والصراخ أسمع بأذني الثالثة همسات الجيران وهم يتبادلون التحايا المغلفة بالخبث والحقد. لا أحد يطرق بابي لا أحد يُذكرني بملابس وقصائد تركتها في السطح منذ أيام لا أحد يتحسس غبارا ألصقتُه بصدر الغياب تكفيني وجبات الفصول السبعة وكتب فائضة بالغبار والألم لأواصل حضورا من خريف تكفيني مغامرات حمقاء لعناق الموت كل ثانية أجلس أمام ورقي المرتاب وأنصت لساعة متوقفة منذ الأزل وأتحسس ملامح الغربة بأنامل رقيقة لا أحد يذكرني أغلق باب المساء لأصاحب سريري المجنون أغني بصوت قوي وأرقص حتى ينهمر عرق المقبرة بي رغبة هائلة لتحطيم كل شيء هكذا أنا وسأظل هكذا نخلة متمردة تعصر الأوراق وتشتت الصراخ ياااه كلما فتحتُ صدري بمنشار قديم تسقط على وجهي طيور تائهة ونسائم مختنقة سأصاحب المفتاح وأرمي أقفال خيبتي لأفواه المتسللين من شقوق طرقي الناشفة وسأنتظر مائة عام الزهرة الثملة لأغوص فيها وأتخلص مني سأفتح نافذتي المتأهبة للانتحار لاستقبال هواء شريد فالباب يخيفني تربصه مني وأنا المبعثر بين بيني أجمع بأصابع أرهقها الجري ما تبقى من تأوهات الليل المجنون أرتدي جراحا تناسب رغبات قلبي الاصطناعي حتى أسقط في خيوط عنكبوت يتفهم تقلباتي سأكتب رسائل حب غفيرة لأصداف بعييييدة ولامرأة لا زلت أنتظرها ولمعلمتي القديمة صاحبة الجسد الممتلئ أنا المتلاشي فلتستيقظي أيتها الذكريات النائمة على خد السقف أيتها الدموع المصطفة أمام العتبة فلتتبخروا أيها المخبرون وأشباه الشعراء والمنبطحون والبصاصون لأنني قررت أن أمد يدي لبطن السماء وأنتزع منها حذر الغيم مني أنا المتلاشي أنا الجندي المحارب في أرض لا يعرفها والمعانق لجثث لا تعرفه أنا اللون المتأهب للعزلة أنا الفقاعة المنذورة للتبخر أنا البقعة المهملة في مهارب الغربال المحطم أتقيأ البحر وأبصق على التاريخ المرسوم بفرشاة لقيطة وعلى الجغرافيات الحمقاء أنا اللامكان ...أنا اللاجهة أنا المتلاشي أنا المسافر إلى جزيرة رسمتها منذ قرون سأجعل الدوائر تبحث عن شعاعها النزق وسأمزج الخطاطيف بالنساء والنهود بالمحبرة واليأس بضحكات الهدير أنا المتلاشي سأفتح نافذتي لاستقبال هواء شريد فالباب يخيفني تربصه بي.