في يوم الأربعاء 21 دجنبر 2016 كانت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدارالبيضاء، استثناء في يومياتها احتفالا بالكاتب والمفكر المغربي موليم العروسي. كان اللقاء عرسا بكل محتوياته ومحاوره والفاعلين الذين شاركوا فيه طلبة، وأساتذة، وضيوفا من خارج الكلية. من الصعب متابعة العيون المحتفية بالرجل، ومن الصعب كذلك الانتقال من مكان إلى آخر لتحية هذا، والحديث مع ذاك. المكان عامر بأحبة العروسي خصوصا بين مقصف الأساتذة، ومدرج عبد الله العروي المسرح المؤثث بالورد وبالأضواء المختلفة. بدأ الحفل بكلمة عميد الكلية الأستاذ عبد القادر كنكاي الذي طلب الحضور – في آخر كلمته – الوقوف احتراما وتقديرا لشخص يتذكره حين كان طالبا له، وزميلا له في العمل، ومسؤولا إداريا وتربويا على هذه الكلية؛ إذ أن جميع أمكنة الكلية تشي بذكريات موليم العروسي فيها، وكأنه الأثر المستعصي على المحو. ذكر العميد في كلمته خصال الرجل في يقظته وذكائه للأمور، ومشاركته في حل المشكلات. إنه الواحد المتعدد، والذي ساهم في خلق فضاءات التأمل والسؤال الأكاديميين. إن وقوف الحضور هو أقصى درجات التعبير عن الاعتراف والتقدير لأستاذ أعطى الكثير للجامعة وللثقافة المغربية. بعد ذلك أعطت مسيرة الجلسة الأولى الكلمة إلى السيدة نبيلة منيب (الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد) التي ركزت في شهادتها على كون الجامعة المغربية تزخر بأطر عالية في جميع التخصصات، وموليم العروسي أحد هؤلاء، وإن كان يتميز عليهم بكونه متعددا ومختلفا. تعدد موليم العروسي يقرأ في اهتماماته المتعددة، الفلسفة، والفن، والأدب، والسياسة، واختلافه يبرز في رؤيته لمجالات اهتمامه بنظر خاص وفريد، وهذا هو الشيء الباهر الذي حافظ عليه طيلة أربعة عقود، ومن ذلك اهتمامه مثلا ب»الكنبري» الموضوعة التي أخرجها من تداولها الشعبي العام إلى الحفر في لا شعورها الثقافي. العميد السابق لكلية الآداب بنمسيك الأستاذ عبد المجيد القدوري عنون شهادته بعنوان غريب «موليم الدب الناعم»، وكأن توصيفه ذاك مشروط بالعالم العجائبي الذي يستلهم منه وجه الكاتب موليم العروسي كتاباته. والجميل في هذه الشهادة لا يتعلق بخصال وقدرات المحتفى به، بل في استكناه دلالة اسم العروسي من خلال القواميس العربية، كما لو كان الأستاذ القدوري يعتبر أن الاسم دال على دلالات محشوة في التاريخ واللغة. في الشهادة المؤثرة للفنان الكبير لحسن زينون، والتي ركز فيها على العلاقة الحميمة والخاصة التي تجمعه بهذا المتعدد المختلف ليس من زاوية رؤيته المختلفة لتاريخ الجمال (الماضي/ الحاضر)، وليس في قدرته على الربط بين الجمال والحقيقة، ولا حتى في تفكيكه لثنائيات الجمال والقبح، وإنما ينبع كل ذلك من الحفريات الفلسفية التي مارسها على الأشكال الفنية المتعددة، ومن نظرته الذكية لفلسفة اليومي. ولعل هذه الفرادة هي ما تظهر بجلاء وعمق أثناء تحمله المسؤولية الكبيرة في تنظيم المعرض الفني المغربي بمعهد العالم العربي بباريس قبل سنتين. في الشهادة الأخيرة للأستاذ عبد الإله بلقزيز الذي أحاطها بالزمن والذاكرة والصداقة التي شكلت إيقاع شهادته وخيطها الناظم، برز عتاب خفيف على قرار موليم العروسي بالتقاعد النسبي، وكأن الابتسامة الدائمة للعروسي ستغيب بغيابه في رحاب الكلية. لقد اعتبر الأستاذ بلقزيز أنه ينتمي رفقة المحتفى به إلى جيل مخضرم، جيل اليسار التواق إلى التغيير والثورة. إلا أن هذا الزمن الذي تسرطن فيه اليمين والظلام والإرهاب، لم يضعهما على حافة اليأس والإحباط، بل دفعهما نحو المقاومة بالفكر، والكتابة والفن والسياسة... كانت الشهادة الأخيرة مؤثرة لصعوبة الفراق إلى حد أن صفق الحضور بحرارة على كلمة هذا الأخير، كما لو كانت كلمته تعبيرا يتصادى فيه كل من يعرف موليم العروسي. في الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ أحمد المتمسك، والمخصصة لقراءة المسار الفكري للأستاذ موليم العروسي كانت أول مداخلة للأستاذ محمد نور الدين أفاية عنونها «موليم العروسي ومسألة الفكر»، وركز فيها على ثلاثة مداخل؛ أولهما تشكل من صداقته مع كتابات موليم الأولية، إلى الصداقة الفعلية التي لايزال بريقها متقدا إلى حد الآن، وثانيهما ارتبط بمسألة الفكر التي انشغل بها في زمن الإيديولوجيا؛ إذ لم يرض بالرؤى المنغلقة، بمعنى أن انفتاحه على الجمال مقرون بالحب. لم تعد بالنسبة إليه الفلسفة محبة الحكمة، بل أضحت حكمة المحبة، وبالمحصلة – حسب أفاية – فإن الجمال والحب شرطان يستلزم الواحد منهما الآخر. هذه هي القيمة المائزة للعروسي. ثالث المداخل يتشكل في الجمال شكلا من أشكال المقاومة، وهذا ما يمنح خطابه انفتاحا وتحررا من الكليشهات الموجودة عندنا، وكل ذلك في سبيل تجديد الفكر والإبداع. أما المداخلة الثانية للأستاذ عبد الباقي بلفقيه والتي عنونها ب» البعد الأنثربولوجي في فكر موليم العروسي «، فقد ركزت على قيمة هذا المفكر باعتباره فاعلا ثقافيا وليس فيلسوفا، وما تحمله الصفة الأولى من دلالات عميقة في سياق تداولنا الثقافي العام، ولأنه كذلك فقد اهتم بالثقافة الشعبية مستلهما الأنثربولوجيا والتحليل النفسي والسؤال الفلسفي. وتمثيل ذلك – حسب المتدخل – طقوس عيساوة، وما تظهره وتحجبه من ألوان وغيرها. إنه اختراق ذكي للثقافة من داخلها، وهذا أمر لا يتم إلا بنقده لآلية الفكر السائدة، وتفكيكها، وهي ثلاثية الأبعاد إسلامية وعروبية وأكاديمية. كل ذلك جعل العروسي ينتبه إلى المقاربات المنهجية لقراءة موضوعاته، ولعل الأنثربولوجيا أحد أعمدتها. في المساء كانت الجلسة الثالثة التي قام بتدبيرها الأستاذ توفيق رشد ولكثافة المشاركين، وتعدد زوايا نظرهم إلى هذا المتعدد المختلف، والزئبقي في الآن نفسه، فقد تم تدبير الجلسة في مرحلتين. كانت المداخلة الأولى للأستاذ محمد الشيخ الذي تناول أحد فصول أطروحة موليم العروسي الموسومة « إستتيقا وفن إسلامي». انطلق الباحث من رؤية هذا الأخير لأفلاطون في الفن، معتبرا أن « أمثولة الكهف» شكلت شرخا في النظر الفلسفي بين المتابعين في الكهف والمنفلتين منه؛ إذ عرض أهم المقاربات الفلسفية الكلاسيكية والمعاصرة لها. أما في ما يخص نظر المحتفى به لأفلاطون والذي يعتبره أفلاطونين، واحد ينزع نحو الكليات الميتافيزيقية، والثاني يروم أفلاطون الفنان الذي قدم أمثولة الكهف على شكل مسرحي يقدم أهل الكهف كما لو كانوا مرضى يبحثون عن مصحة النظر، وهنا يعتبر العروسي أن هذا الفيلسوف طبيب عيون بما تحتله العين من بوابات للجسد وللنظر. أما مداخلة الأستاذ عبد العلي معزوز التي ركز فيها على قراءة المحتفى به لهايدغر في الفن، فقد انطلق الباحث من الإشكالات الكبرى لأطروحة العروسي بين النظر الغربي والنظر الإسلامي، من خلال أسئلة جوهرية من قبيل: لماذا أنتجت الرؤية الغربية الصور؟ ولماذا هناك شح في الصور في التراث العربي الإسلامي؟ وهل هناك إستتيقا عربية إسلامية ؟ من خلال هذه الأسئلة كشف الباحث حدة هذه الأطروحة في ما يخص النظر إلى هايدغر في رؤيته للعمل الفني؛ إذ أقام تلك الرؤية على لوحة زوج الأحذية ل « فان غوخ»، والتي تمثل العلائق بين المرئي واللامرئي. هذه الثنائية التي برع هايدغر من خلالها في الكشف عن ماهية الفن، وبالموازاة مع ذلك في ربطه بين هايدغر و فرويد ليستخلص في الأخير الصورة في الغرب والشرق معا. الأستاذ أحمد كازا المتدخل الأخير في هذه المرحلة، تناول في مداخلته علاقة موليم العروسي بالتصوف من خلال كتاباته الروائية، والتي اعتبرها عملا كيميائيا يلتقي فيه المتصوفة الكبار، ومنهم النفري، والحلاج، والسهرودي، وابن عربي بماركس، وفرويد، وبطاي، وغيرهم. إنها كتابة القلب. قلب المواضعات عبر التفكير في الزوج الأنطولوجي، بين الذكورة والأنوثة. إنها كتابة الجرح، وجرح الكتابة، وأكثر من ذلك هو القبض على الكبريت الأحمر الذي يستر العلاقة تلك ويظهرها في الوقت نفسه. لقد اشتغل الباحث على «المدارج» و»ملائكة السراب» معتبرا إياها كتابة الجسد، وبالجسد حيث يكون إيقاعها الناظم هو تحريره من عقاله، وهذا لا يتم إلا برؤية فاحصة للجذبة، والحيرة، والشطح، وهي كلها مستلزمات صوفية بامتياز، وهي ذات بعد جمالي فريد. وبالجملة، فإن الحضور الصوفي يتأطر ضمن إشكال رئيس هو العلاقة بين الفلسفة والفن. تمحورت المرحلة الثانية من الجلسة المسائية حول مقاربات، ومنها المداخلة الأولى للأستاذ قاسم مرغاطا الذي تناول فيها تفكيك فكر الأبيسية في رواية «موليم العروسي». انطلق الباحث من اعتبار الرواية تعكس تحولا جماليا وفكريا في مقاربة السرد الفني الروائي وتفكيكه لفكر الأبيسية والسلطة والتاريخ والجنس والزمان والفضاء والحياة والموت داخل الكتابة وليس خارجها. التحول الذي دفع السرد إلى إحداث تجاوز للمقاربة الخارجية البرانية للذات وللمجتمع وللتاريخ وللسلطة، ومنها المقاربات المغلقة، والمقاربات الموضوعية. كما تعكس في نظر الباحث تحولا واضحا في اللغة الروائية وفي بلاغة الحكي، وأهم ملمح في هذا التحول هجنة اللغة والتعايش اللغوي وتناحره في أكثر من موقع سردي. لقد استخلص الباحث أن رواية شك وقلق، وليست رواية يقين واعتقاد. وهي بذلك لا تقدم المعنى إلا لتبحث عنه من جديد. أما المداخلة الثانية للناقد التشكيلي بنيونس عميروش الذي تطرق فيها للمنجز الجمالي لموليم العروسي في بعده النقدي الصارم والفلسفي، فقد تناول تاريخ الفن المغربي، كما سرد قيمته وأهميته في هذا المجال رغم كونه ظل هامشا في المؤسسات الأكاديمية والعلمية، ولعل العروسي حرص على إنجاز مجموعة من الدراسات العلمية في المجال الفني العربي لجعله في صلب الانشغالات الفكرية الأساسية في الثقافة المغربية. إن مربط الفرس في منجزه العلمي تساؤله عن الرهانات والأسس التي تؤطر الفنانين المغاربة. صحيح أن هذه المداخلة تميزت بحوار خصب، وجواني مع موليم العروسي، وهذا راجع أولا لانشغال المتدخل بالنقد الفني (التشكيلي منه خاصة)، وثانيا لكون المحتفى به علامة فارقة في الجماليات. أما المداخلة الأخيرة للباحث « سعيد لبيب»، والتي عنوانها »موليم العروسي مترجما»، فقد اهتم بسؤال عن غياب ترجمة كتاب « إستتيقيا وفن إسلامي» الذي ظل بلا ترجمة مدة ربع قرن من الزمن، فهل هو نسيان الكتاب أو نسيان صاحبه؟ كيفما كان الحال وكيفما كان الأمر، فقد تجرأ الباحث لإزالة المسافة الزمنية بين صدور الكتاب بالفرنسية، وصدوره قريبا باللغة العربية، مادامت الثقافة العربية هي الحضن التي انطلق منها الكتاب وصاحبه. إن الدافع في ذلك هو كون الكتاب مفتاحا رئيسيا في الثقافة العربية، وهو بذلك يعتبر مشروعا فكريا جديدا. مشروع يبحث في ما ظل مكبوتا وهامشيا في الفكر الإسلامي. كما توقف الباحث على أسلوب الكتاب الذي يتراوح بين الصرامة النقدية والجرأة والسخرية، وكشف المفارقات المبثوثة في فكرنا، إضافة إلى أن الكتاب هو لقاء رائق بين لسانين مختلفين ( الفرنسي- العربي) ليستنتج الباحث في آخر مداخلته أهمية الكتاب في خلخلة البداهات واليقينيات، وكأن موليم العروسي قد أخرج القارئ من كليشيهاته الدغمائية مثلما أخرجت الكتابة السقراطية من آثينا في فيدروس. في اليوم التالي من احتفالية كلية الآداب ابن مسيك « لموليم العروسي»، تمحورت جلستها الأولى برئاسة الأستاذة هادية السلاوي حول مداخلة وشهادات خاصة. كانت المداخلة الأولى للأستاذ شعيب حليفي معنونة ب»حوار مع الملائكة حول رواية ملائكة السراب» وتناول فيها مجموعة من الملاحظات حول خصائص الكتابة الروائية، إلى جانب أحداث الرواية التي ميزتها تخترقها أبعاد فكرية ومنهجية، وتعبيرات جمالية، وفنية، وهي بالجملة تعتبر عن شخصية الكاتب، وعن مساره الفكري. كما شدد الباحث على أصالة هذا العمل، من حيث تميزه على أساليب الكتابة الرائجة في رهاننا المغربي. بعد ذلك جاءت الشهادات، وكانت الكلمة لأحمد المتمسك الذي وجد في الجغرافيا شرفة للإطلال على صديقه «موليم العروسي». مدينة الجديدة هي المكان الذي تنفس منه رطوبة البحر والحب، مشيدا بهذه الصداقة التي أعطت لعلاقتهما في كثير من المحطات عمقا وتميزا. ولعل أهمها المحطة الفكرية التي خصبت فكريهما معا. لقد كانت لموليم العروسي قدرات متعددة، ومنها الحوار الهادئ، والإنصات، والتواضع، والبساطة في كل شيء إلى حد صار العروسي حكواتيا في الفلسفة، بل أكثر من ذلك، فإن منجزه الإبداعي الرفيع اعتبره رقما صعبا في الإبداع المغربي. أضاف المتمسك أن تألق صديقه وضعه في ما هو كوني، والشاهد على ذلك هو التظاهرات الفنية العالمية التي أشرف على تنظيمها. أما شهادة مصطفى بوعزيز، فقد انصبت على النضال السياسي لموليم العروسي مذكرا بعلاقتهما النضالية في جميع الواجهات. لا يتعلق الأمر بتجربة مجلة 8 مارس، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وحركة 20 فبراير التي كان للمحتفى به دور مثمر في التواصل والحوار مع مختلف الأجيال المغربية. في الجلسة الثانية من اليوم الثاني كان الحوار مفتوحا بين الحضور وكل المشاركين، وقد قام بتدبيرها الأستاذ قاسم مرغاطا الذي قدم أرضية أولية حول موليم العروسي الفاعل الثقافي والاجتماعي والسياسي، ليتناول الكلمة الباحث رشيد العلوي مقدما ورقة مؤطرة للنقاش عنونها ب»موليم العروسي وفلسفة الفعل» لاستكمال النقاش حول هذا المتعدد المختلف ثقافيا وسياسيا، واجتماعيا. لقد كانت الأسئلة المتولدة من الحضور ذات أبعاد مختلفة، وكانت النقاشات التفاعلية والمباشرة دون حدود أو فواصل مجالا خاصا للإحاطة بالمنظورات والخلفيات في تعددها واختلافها لإضاءة المضمر في حياة المحتفى به، ولإضاءة العديد من العناصر الفكرية في تجربة الفاعل والفعل. في الأخير أعطيت الكلمة للمحتفى به الذي قدم كلمة يمكن اعتبارها درسا جديدا بين من خلالها الحاجة إلى التحرر من الأصنام التي ماتزال تقيد الفرد وتكبله في عالم متغير يعج بتحولات كبرى لها وقعها الكبير في المستقبل. لم يغادر محبو المحتفى به الكلام أو القاعة في هذه الجلسة الأخيرة، بل حل العناق والقبل والامتنان المتبادل بينه وبين طلبته وزملائه، وأصدقائه، ولعلها اللحظات الخاصة التي ستبقى راسخة من حرارة اللقاء. كان من الصعب على الحاضر التوازن وهو يودع باعتراف وبتقدير كبيرين أحد مؤسسي الدرس الجمالي في الجامعة المغربية، ومن الصعب كذلك وداع رجل يحوطك بابتسامته العائمة وتواضعه الكبير. هامش: في طبيعة اليوم الأول تحدث موليم العروسي بالصوت وبالصورة عن تجربته الحياتية منذ ارتباطه بالماركسية اللينينية، وعلاقته بكريستين السرفاتي، وتموقعه الدائم في جبهة الأمل رغبة في التغيير والتحرر من الأصنام الجاثمة على الجميع، كما تحدث عن علاقته بالفلسفة والخطيبي، وباريس وفلاسفة ما بعد الحداثة والجماليات، والتصوف، والأدب، والمرأة، و20 فبراير وما إلى ذلك. لم يخل هذا الاحتفال من موسيقى تلهب الحنين والأفق الكوني الحالم، وتدفع المستمع إلى التحاور مع ذاته، والإنصات إلى روحه؛ إذ تمكنت «فرقة زخارف» التي يترأسها الأستاذ نبيل بن عبد الجليل من رفع الحضور إلى عوالم روحية بتلوينات موسيقية من عوالم مختلفة تعطي للأصوات الغنائية احتفالية عاشقة لهذا المتعدد المختلف.