يقبل عدد من الأشخاص على تناول المكملات الغذائية في لخلق توازن ناتج عن نقص معين، وبحثا عن فائدة، هناك تضارب بشأنها على مستوى الأبحاث العلمية، وهنا نستحضر بحثا نشر في سنة 2007 من طرف المعهد الأمريكي للسرطان، الذي بيّنت خلاصاته أن الرجال الذين تناولوا المكملات الغذائية سُجّلت لديهم نسبة مضاعفة للإصابة بسرطان البروستات مقارنة مع أولئك الذين لم يتناولوها، بينما وبالعودة إلى بحث مماثل أنجز سنة 2011، والذي شمل 35 ألفا و 333 رجلا في صحة جيدة، تبيّن أن مكملات الفيتامين و»السيلنيوم» رفعت نسبة الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 17 في المئة. أبحاث أخرى، همّت نفس الموضوع، أوضحت أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة ارتفعت ب 16 في المئة عند الأشخاص المدخنين الذين تناولوا مكملات «بيتا كروتين»، إلى جانب ارتفاع الإصابة بسرطان الثدي عند النساء بنسبة 20 في المئة بعد سن اليأس، اللواتي تناولن حامض الفوليك يوميا لمدة 10 سنوات، مقارنة مع النساء اللواتي لم تأخذنه. إن المكملات الغذائية هي مهمة لعلاج بعض المشاكل الصحية إلا أن هناك أدلة قليلة على فائدتها لمن يستخدمها من الأصحاء، وجدير بالذكر أن الفيتامينات تصنف حسب نشاطها البيولوجي والكيميائي، وليس تركيبتها، بالتالي فإن أي «فيتامين» يشير إلى عدد من مركبات «الفيتامير»، التي تظهر النشاط البيولوجي المرتبط بفيتامين معين. وتجمع كمركبات كيميائية ويطلق عليها مسمى فيتامين وترتب أبجديا، ونستعرض على سبيل المثال «فيتامين A» الذي يحتوي على المركبات «ريتينال»، «ريتينول»، و»الكاروتينات» الأربعة. الفيتامرات بطبيعتها قابلة للتحول إلى شكل نشط من الفيتامين في الجسم، كذلك تكون في بعض الأحيان قابلة للتحول مع بعضها البعض. في المقابل وجدت أبحاث أخرى منافع صحية لتناول مكملات مضادة للأكسدة، كتخفيض نسبة الإصابة بمرض القلب التاجي وسرطان البنكرياس، خاصة في الدول التي لا تتوفر على نظام غدائي صحي جيد. وفي مجمل القول، فإن جّل نتائج الأبحاث المتعلقة بالموضوع تدلّ على أن فائضا من مضادات الأكسدة لا يمنع من ويلات الشيخوخة ولا يوقف بداية مرض، ولايرفع من متوسط العمر، كما أن الجذور الحرة لها فوائد صحية وتلعب دورا أساسيا في المناعة والسلامة الخلوية. وبالنسبة للدول التي تعاني من سوء التغذية، فإن استعمال مضادات الأكسدة مبرر في إطار العوز الحقيقي من هذه المواد، أو في إطار الوقاية من نقصها في الجسم عند بعض الفئات من الساكنة. وفي الختام يجب التأكيد على أن نظاما غذائيا متوازنا غني بمضادات الأكسدة يمكن أن يوفر للإنسان صحة جيدة بدون اللجوء إلى المكملات الغذائية.