إجراءات استثنائية تشهدها مراكش هذه الأيام، تزامنا مع احتفالات رأس السنة الجديدة، التي عادة ما تشكل مناسبة استثنائية بالمدينة الحمراء بحكم عدد الزوار الذين يقصدونها. ملامح التواجد الأمني التي تظهرها شوارع مراكش تؤكد مدى الاستعداد الذي أبدته المصالح الأمنية التي عادة ما تتحمل الثقل الأكبر في مثل هذه المناسبات، لرفع تحدي تأمينها و توفير شروط السلامة التي تمنح للسكان و الزوار ،على السواء، فرص الاحتفال بها في أحسن الظروف. و لوحظ تواجد الفرق الأمنية بكثافة في المناطق السياحية كالحي الشتوي و أكدال و جليز و جامع الفنا، و بمحيط المؤسسات الفندقية، مثلما انتشرت بمختلف المحاور الطرقية والمدارات و قرب المنشآت الحساسة كالمطار و محطة القطار. كما لوحظ تدقيق أكبر في إجراءات المراقبة بالحواجز الأمنية التي نصبت بمداخل المدينة، سواء تلك التابعة للدرك الملكي أو الأمن الوطني. المصاحبة الأمنية لاحتفالات رأس السنة الجديدةبمراكش، همت أيضا تهيئة الشروط التي تسمح بتنظيم أحسن لحركة المرور في الشوارع التي تعرف ضغطا كبيرا في مثل هذه المناسبة، بفعل ازدياد عدد مستعملي السيارات من الزوار الذين يفدون من مدن أخرى، مما يزيد من حدة الاكتظاظ بالشوارع الكبرى،حيث من المنتظر أن يرفع من عدد عناصر المرور المكلفين بتيسير تحركات مستعملي الطريق، إضافة إلى منع وقوف السيارات في بعض المناطق. و في نفس السياق، تحدثت مصادر موثوقة عن صدور تعليمات للمنشآت السياحية بتشديد المراقبة في مداخلها و تدقيق عمليات التفتيش باعتماد التجهيزات الإلكترونية اللازمة كالسكانير و ألواح الجس. و ذكرت مصادر أمنية أن الإجراءات التي أعدتها ولاية أمن مراكش، تقوم على توزيع الوحدات الأمنية بشكل يضمن الفعالية و القرب، موفرة فرقا متحركة في مختلف المناطق، قادرة على التدخل بسرعة كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك ، و من ضمنها تشكيلات أمنية مختلطة تضم عناصر من الشرطة والقوات المساعدة. و رغم أن عددا من المهنيين أكدوا أن نسبة الحجوزات الخاصة بهذه المناسبة بالفنادق في فترة رأس السنة، لم ترق إلى ما كان منتظرا، إلا أن المهتمين بالشأن السياحي يشيرون إلى وجود تفاوت بين المؤسسات الفندقية في استقطاب الزبناء خلال عطلة نهاية السنة، وأوضحوا أن هناك تعويلا كبيرا لدى المهنيين على حجوزات آخر لحظة، ولاسيما لدى عدد من السياح المترددين الذين تدفعهم الظروف الأمنية الطارئة نتيجة هجمات إرهابية ببلدانهم إلى تغيير اختياراتهم واستبدالها بمدينة مراكش. و كلها عوامل تجعل هؤلاء يتوقعون ألا تكون نهاية السنة ذروة الموسم السياحي و إنما فترة لا بأس بها. و تتحدث عدة مصادر عن توافد محتمل لشخصيات مهمة على مراكش في نهاية الأسبوع الجاري لقضاء الاحتفالات الخاصة بحلول السنة الجديدة، بل إن بعض الوجوه الرياضية و الفنية أعلنت على مواقع التواصل الاجتماعي عن نيتها زيارة المدينة بهذه المناسبة.