في موكب مهيب شيع بعد ظهر الخميس 15 دجنبر 2016 جثمان الفقيد المناضل الاتحادي والوطني الكبير الحاج حامد زريكم الذي وفاه أجله يوم الأربعاء 14دجنبر 2016 بمراكش عن سن يناهز 85 سنة بمقبرة الشهداء بباب دكالة. وكان في وداع الفقيد حشد غفير من المشيعين يتقدمهم مناضلو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من ضمنهم الأخ ايوي عضو المكتب السياسي وعدد من أعضاء اللجنة الإدارية وأعضاء الكتابات الإقليمية لكل من مراكشوالحوز وقلعة السراغنة والمقاومين وأعضاء جيش التحرير وفعاليات من الأسرة اليسارية ووجوه سياسية من الأحزاب الوطنية ومناضلين حقوقيين ونقابيين وأساتذة جامعيين وأكاديميين ورجال الصحافة والإعلام وعدد كبير من أصدقاء ومعارف الفقيد ممن تقاسموا معه درب النضال في مختلف واجهاته.. وقد أبّن الراحل كل من محمد جولان النائب الجهوي للمقاومة وجيش التحرير الذي تحدث عن خصال الفقيد ودفاعه المستميت عن أسرة المقاومة التي ينتمي إليها وكان من الرعيل الأول المؤسس.. وقال جولان بأن الراحل حين يقول قولا أو يفعل فعلا إلا والتزم به ، ولا تفوته فرصة إلا وسأل عن مصير القرارات المتخذة آو التوجيهات التي كان لا يبخل بها وهو عضو في المجلس الإقليمي للمقاومة.. والحقيقة أنه كان صادقا في أقواله وأفعاله وصادقا في وطنيته.. من جهته، تحدث المناضل الاتحادي مصطفى الرافعي عن الراحل. المناضل الاتحادي العنيد المتشبث بالمبادئ السامية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقال الرافعي» بأننا سنظل أوفياء لمبادئك وقيمك..» وأضاف: «لقد كان حامد زريكم مثالا للمناضل المتمرد.. كان متمردا حسب وصف أحد أصدقائه في حياته الشخصية وكذلك متمردا في نضاله الوطني، لم يكن الحاج حامد زريكم شخصا عاديا، بل كان مناضلا شهما قويا يبدع الأفكار الجديدة ويأتي في كل مشكلة بآراء وإبداعات لم تكن مسبوقة، وليس ذلك بغريب من مناضل اتحادي، ظل مثالا يقتدى به داخل حزبه وخارجه .. حزب القوات الشعبية الذي ناضل في صفوفه وتحمل عدة مسؤوليات إقليمية ووطنية، ظل مناضلا وفيا وقائدا مخلصا طيلة حياته التي كانت مليئة بالتضحيات الجسيمة .. لقد غادرنا ونحن في أمس الحاجة إليه ولأرائه، خاصة ونحن نرتب أوضاعنا الداخلية، ونعرف عنه كذلك أن همه كان هو هم وطني يعيش ما فيه ويلاحظ ما فيه..» وكما قال مصطفى الرافعي فقد استطاع الراحل في حياته أن يبني حوله إجماعا وهو ما حققه حتى في وفاته، فجنازته جمعت كل الأطياف من مختلف المشارب السياسية.. بل كان يوم رحيله يوم اجتمع فيه حتى الذين غضبوا ولم يلتقوا لشهور بل لسنوات ليستطيع ،وهو يوارى الثرى، أن يجمع بينهم.. كان المشهد مغطى بالكثير من الهيبة والخشوع، وأبناء الراحل يتلقون التعازي من أناس جاؤوا من مختلف المدن.. وأسسنا جميعا أن رحيل الفقيد هو خسارة فادحة، فما أحوجنا اليوم قبل أي وقت مضى لمثل هذا المعدن من الرجال ممن وهبوا حياتهم للوطن.. وهبوا حياتهم من أجل الاستقلال أولا ثم من أجل الحرية والديمقراطية، وأقسموا على أنفسهم ألا يتخلوا يوما عن القيم النبيلة المؤسسة في الأول وفي الأخير للكرامة التي تسمو بالإنسان ليعيش إنسانيته.. وكشاهد عصر وإعلامي، ونحن نودع الراحل إلى مثواه الأخير، استحضرت كيف كان الراحل يواجه الفساد الانتخابي، وخاض رحمه الله معارك ديمقراطية ضد الفساد الانتخابي مواجها زبانية المخزن وآلة التزوير، ومن أشهر مواجهاته للفساد ترشيحه للبرلمان بدائرة تملالت سنة97 حيث واجه بشجاعة آلة التزوير التي كانت تقودها السلطات المحلية والإقليمية المساندة آنذاك لحزب الزيتونة، مستعملة كل الوسائل من عنف ومال وتجنيد أعوان السلطة وقمع المناضلين بكل الوسائل، فواجهها الفقيد بنضالية كبيرة فاضحا كل هذه الممارسات.. وتميز رحمه الله بتنظيمه ودقة عمله والبرمجة التي يقوم بها، وهو ما ساعدنا في بداية تأسيس مكتب مراكش على معالجة الكثير من قضايا الشأن المحلي المتعلق بمراكش حيث مكننا من الكثير من الملفات التي وثقها بعناية ودقة كبيرتين.. كان الموكب الجنائزي للرجل كبيرا بحجم نضاله وتضحياته.. وشعر الجميع بفداحة الخسارة.. وكان الكاتب الإقليمي عبد الحق عندليب نيابة عن الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد نعى الفقيد حيث قال: "ببالغ الحزن والأسى ، تنعي الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش وفاة المناضل الفذ الحاج حامد زريكم، الذي وافته المنية يوم الأربعاء 14 دجنبر 2016 بمراكش. ويعتبر الفقيد من الرعيل الأول للحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، حيث انخراط مبكرا في الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي. ومنذ استقلال البلاد انخرط الفقيد في العمل السياسي ضمن حزب الاستقلال ثم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية فالاتحاد الاشتراكي.. وتعرض الفقيد للاعتقال السياسي إبان سنوات الجمر والرصاص. وتقلد المرحوم عدة مهام حزبية في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، منها عضويته في اللجنة الإدارية وفي الكتابة الإقليمية بمراكش وفي فرع الحزب بمراكشالمدينة. كما كان الفقيد ممثلا برلمانيا عن منطقة سيدي يوسف بن علي بمراكش إثر انتخابات 1984 ، وكان عضوا جماعيا ببلدية مراكش إثر انتخابات 1983 كما كان عضوا نشيطا بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة مراكش -تانسيفت –الحوز. وكان المرحوم من المساندين المتحمسين للقضية الفلسطينية، حيث كان عضوا نشيطا في الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، كما كان من المدافعين عن حقوق الإنسان من خلال عضويته في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ثم في المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. وبعد تأسيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف انتخب الفقيد عضوا بمجلسه الوطني. وفي إطار التحريات التي قامت بها هيئة الإنصاف والمصالحة قدم الفقيد شهادات في حق مجموعة من المقاومين الذين تمت تصفيتهم سنة 1961 ومن بينهم مولاي الشافعي وبركاتو .الفقيد أسس النقابة الجهوية للفلاحة في بداية التسعينيات من القرن الماضي.. وقد ظل المرحوم وفيا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومتابعا لكافة أنشطته ومساهما في كل معاركه إلى أن أقعده المرض الذي ألم به ولم يمهله طويلا. وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش باسم كافة الاتحاديات والاتحاديين بأحر التعازي والمواساة إلى زوجتيْ الفقيد الحاجة خديجة والحاجة فاطمة وإلى أبنائه وبناته خالد وسليم والمهدي ووفاء ونبيل وإجلال وأمين . تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون.