في أجواء مفعمة بالخشوع والأسى، ودعت مدينة مراكش في موكب جنائزي رهيب أحد أبنائها البررة ، المقاوم والمناضل الاتحادي محمد بن ابراهيم حسونة، بعد عمر حافل بالنضال والتضحية في سبيل تحرير البلاد من ربقة الإستعمار وإعلاء راية الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية خفاقة على ربوع هذا الوطن العزيز. فبحضور متميز لعدد من المقاومين ومسؤولي ومناضلي الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية وأصدقاء وأقارب الفقيد وعدد من الفعاليات السياسية والمدنية والحقوقية والإعلامية بالمدينة، شيعت ظهر يوم الإثنين 2 يونيو 2014 جنازة الراحل حسونة، ليوارى الثرى بمقبرة باب اغمات بمراكش، حيث يرقد عدد من رفاقه في الكفاح الوطني والنضال الديمقراطي، الذين خاض إلى جانبهم معركة التحرير والديمقراطية ببسالة تعد مرجعا ومفخرة لكل أجيال هذا الوطن. أثناء مراسم الدفن، تقدم مصطفى الرافعي، عضو الكتابة الإقليمية للاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بمراكش، نيابة عن كل الاتحاديات والاتحاديين بكلمة مؤثرة، سلط من خلالها الضوء على العديد من مناقب وخصال الفقيد حسونة. ومما جاء في كلمة الرافعي: « الأخ المناضل المرحوم الحاج محمد بن ابراهيم حسونة، بقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة، تودعك اليوم العائلة الاتحادية، ومعها أسرة المقاومة، والحركة الوطنية وممثلو الحساسيات السياسية والحقوقية بمدينة مراكش الحمراء التي كنت واحدا من أبنائها البررة. فهاهم إخوانك من الاتحاديين، ومن جميع الأطياف، يجتمعون حول جثمانك ليودعوك إلى مثواك الأخير، لأن الجميع يعرف أنك كنت قيد حياتك مناضلا صادقا، وعلما من أعلام العمل الوطني » . وواصل الرافعي كلمته قائلا: « كان الفقيد العزيز من الرعيل الأول من المناضلين بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي تحمل به عدة مسؤوليات محلية وإقليمية، ومثل المواطنين مرارا في المجلس البلدي لمدينة مراكش، وكان خلال ذلك كله نموذجا يقتدى به في الاهتمام بالشأن المحلي وشؤون المواطنين، ومدرسة في النضال والتربية والأخلاق، لقد كرس الحاج محمد بن ابراهيم حسونة حياته السياسية والحزبية لخدمة الوطن والمواطنين والدفاع عن القضايا العادلة والمشروعة للشعب المغربي». وفي ختام كلمته أكد الرافعي أن « فقدان الحاج محمد بن ابراهيم حسونة في الظروف الحالية، أمر جلل لا يسعنا بمناسبته إلا أن نقدم تعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة إلى أسرته الصغيرة والكبيرة ، وإلى رفاقه ومعارفه بأحر التعازي والمواساة، وإنا لله وإنا إليه راجعون». أما كلمة المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير مصطفى الكثير فقد قدمها بالنيابة عنه محمد جولال المندوب الجهوي للمقاومة وجيش التحرير، حيث جاء فيها: «لا نملك في هذا المقام وفي لحظة الخشوع هذه ووقفة الوداع الأخير، إلا أن نعبر عن تأثرنا وحسرتنا وفداحة خسارتنا في فقدانك الأليم الذي لا يعوض». وأضاف المندوب السامي في كلمته « لقد كنت مثالا للنضال الوطني والمقاومة، وكنت من صفوة الشباب الأوائل الذين انخرطوا في الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير بالمدينة الحمراء، كما أبنت عن غيرة وطنية صادقة، حيث قمت بالعديد من العمليات البطولية ضمن مجموعة الشهيد حمان الفطواكي. ومن أبرز هذه الأعمال الجليلة ما عرفته مدينة مراكش خلال شهر غشت 1953 وبالأخص في مظاهرة المشور الخالدة التي شكلت الشرارة الأولى لانطلاق ملحمة ثورة الملك والشعب. وقد تعرضت للتعذيب والتنكيل من طرف السلطات الاستعمارية، كما تعرضت للإبعاد القسري إلى سيدي إفني جراء مواقفك الشهمة والجريئة من قضايا الوطن». ونشير في هذا الصدد إلى أنه فور وصول خبر وفاة المناضل محمد بن ابراهيم حسونة، تقاطر أعضاء الكتابة الجهوية والكتابة الاقليمية ومكاتب فروع الحزب بمراكش على منزل الفقيد لتقديم التعازي والمواساة إلى أبنائه أحمد وخالد وسفيان وسعاد وأمل وبشرى ونادية وحنان وسارة وحبيبة، كما تقدم مسؤولو الحزب بالإقليم نيابة عن كل الاتحاديات والاتحاديين بالتعازي الحارة إلى كل رفاقه في الكفاح الوطني والنضال السياسي وإلى كافة أصدقائه وأقاربه، معتبرين رحيل الفقيد خسارة للحزب وللوطن، وأن تخليد ذكراه يعد واجبا للذاكرة النضالية الجماعية لشعبنا ، التي تفرض حفظها وصيانتها للأجيال القادمة.