في جو مهيب وبحضور كبير لأسرة المانوزي، خلد أصدقاء العائلة، وبحضور فعاليات حزبية وسياسية وحقوقية ونقابية، أربعينية الراحلة خديجة الشاو المانوزي، حيث حضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري ووفد من قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وسيرت اللقاء الإنساني الأستاذة أمينة اوشلح التي تحدثت بداية عن مناقب الفقيدة ودورها في النضال إلى جانب الراحل الحاج المانوزي وكيف ظلت سندا له ولأبنائها في كل المحن التي عرفتها الأسرة من اعتقالات واختطافات، أما المندوب السامي فلم يفته الوقوف عند محطات مشرقة من كفاح الراحلة، مذكرا بتواجدها الميداني والفعلي في كل ساحات النضال والمعارك. و بهذه بالمناسبة ألقيت عدة كلمات شعرية في حق الراحلة الكبيرة لشاعرات من الجديدة ومن تيزنيت ، بالإضافة إلى قصيدة للفنان عمر السيد أحد رموز مجموعة ناس الغيوان ، كما ألقى المقاوم سعد الله صالح كلمة تحدث فيها عن علاقته بأسرة المانوزي والحاجة خديجة الشاو، مشيدا بخصالها وصمودها الأسطوري بحثا عن الحقيقة في ملف ابنها الحسين المانوزي المختطف مجهول المصير إلى اليوم. وكانت لابنة الراحلة فاطمة المانوزي كلمة جد مؤثرة ، فبعد ترحيبها بالحاضرين ، أكدت أنها وبعد مرور أربعين يوما مازالت لم تصدق أن الوالدة ارتقت إلى جوار ربها، فهي تراها بين الحضور لأنها اعتادت أن تتواجد في كل المحطات النضالية دفاعا عن الكرامة وحقوق الإنسان والدفاع عن المعتقلين والمختطفين ومجهولي المصير، وجاء ،أيضا، في الرسالة الشهادة في حق الفقيدة بأنها « عاشت كتومة لمعاناتها بصبر وأناة وعزيمة لا تلين، وواجهت الصعاب منذ صغرها إذ ترعرعت في أحضان اليتم، فقد فقدت والدتها في سن السادسة واستشهد والدها في مواجهة الاستعمار الفرنسي ، وعانت من سجن أبنائها صلاح ومصطفى مرارا بسبب نشاطهم الطلابي، كل هذه المعاناة والحسين الابن البكر مختطف منذ 44 سنة، ظلت تحصيهم نفسا بنفس ولحظة بلحظة ، وكانت لحظة رحيل زوجها منعطفا كبيرا في حياتها إذ لم تتحمل رحيل رفيق العمر والكفاح الطويل « . هي امرأة، بشهادة ابنتها وبشهادة التاريخ والواقع، واجهت الصعاب وتنقلت بين السجون ومراكز الاعتقال في عهد الاستعمار وإبان سنوات الرصاص ، فرضت عليها الظروف أن توزع جهدها بين السجن العسكري بالقنيطرة ودرب مولاي الشريف و سجن بولمهارز وسجن فكيك وسجن اغبيلة بالدار البيضاء والكوربيس. امرأة توزعت عاطفيا بين سجون المغرب ولم تتعب، تحمل « القفة» هنا وهناك دون كلل أو ملل أو تعب، كانت أما للجميع،معتقلين سياسيين ونقابيين وحقوقيين وستظل ذكراها منارة وعلامة مميزة لنساء المغرب الرائدات، امرأة تستحق فعلا جدارة الحياة.