«دأبت مديرة الوثائق الملكية على نشر و اصدار مجموعة وثائقية في موضوع خاص ومند سنة 2013 صارت على نهج اخر وهو محاولة اصدار كتب حول العلاقات الخارجية للمغرب،وأعطت الأولوية لفرنسا، لاعتبارات عديدة أولها هو ان فرنسا والعلاقة التي تربطنا بها تعود الى القرن 13 الميلادي وذهب بعض المختصين في القرن الوسيط الى القول ان هذه العلاقة تعود الى القرن9 وكون هذه العلاقة مستمرة منذ القرن 13 الى اليوم، ولكوننا نقتسم معها تاريخا مشتركا.» صرحت لجريدة الاتحاد السيدة بهيجة سيمو مديرة الوثائق الملكية في لقاء نظم بمبادرة من سفارة المملكة بباريس،يوم الاربعاء الماضي لتقديم كتاب « المغرب وفرنسا، المسار نحو الاستقلال 1912-1956 « وفي عالم ساده الظلم وساد فيه توظيف الديانات، لنستخلص بعض العبر والدروس من الوثائق التاريخية في علاقتنا مع الدول،وبمناسبة الذكرى 60 للاحتفاء باستقلال المغرب وعلى هامش تنظيم «المغرب عبر العصور» الذي يستمر حتى 30 من دجنبر في متحف وسام التحرير في العاصمة الفرنسية.»تقول مديرة الوئائق الملكية التي اضافت» إن هذا الكتاب الذي نشر في إطار الاحتفال بالذكرى ال60 للاستقلال، يسلط الضوء على العلاقات بين المغرب وفرنسا، القديمة جدا، واستمراريتها منذ القرن الثالث عشر وعلى وجود ذاكرة مشتركة وتراثا غنيا مشتركا يمكن أن يشكل مصدر اهتمام المؤرخين». وقالت مؤلفة الكتاب أن هذا المنجز يضم وثائق غير منشورة ، ويركز على فترة غنية جدا بالأحداث ، تميزت بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدها المغرب موضحة أن الأمر يتعلق بمراحل مهمة في تاريخ المملكة». وأكدت السيدة سيمو أن «المؤلف يسلط الضوء أيضا على الحماية الفرنسية وإحداث العلم المغربي، وكذلك التزام المغرب إلى جانب فرنسا في الحربين العالميتين، مضيفة أنه يبرز أخوة السلاح بين البلدين. كما أكدت أن المؤلف يذكر كيف استطاع المغرب أن يقول لا للهمجية النازية ، مع إبراز اللقاء بين الجنرال ديغول والسلطان سيدي محمد بن يوسف. وأوضحت السيدة سيمو أن الكتاب يكرس فصلا كاملا لاستقلال المغرب من ضمنها عرض وثيقة الاستقلال وخطاب طنجة لعام 1947 ، متوقفا عند القطيعة مع فرنسا عندما تم عزل السلطان عن العرش في 20 غشت 1953 الأمر الذي شكل عدوانا على العهد المقدس بين السلطان والشعب. ويتطرق الكتاب إلى مرحلة استقلال البلاد مرورا بثورة الملك والشعب، واتفاقات سيل سان كلود ،والعودة المظفرة للسلطان سيدي محمد بن يوسف.» وهو مؤلف يتطرق الى حقبة خصبة من تاريخ المغرب في علاقته بفرنسا في فترة الحماية، والتي رغم قصرها،(44 سنة)، فقد تميزت بإحداث جد مهمة سواء على المستوى الداخلي او على المستوى العالم الذي عرف حربين عالميتن والتي دعى السلطان محمد بنيوسف الى المشاركة فيهما. وقد تميز هذا اللقاء بتسليم سفير المغرب في باريس شكيب بنموسى وسام منحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأكاديمي والمؤرخ الفرنسي دانيال ريفيت ، الذي يعتبر أحد الشخصيات الفرنسية التي تعمل من أجل صداقة فرنسا - المغرب. وأكد السيد ريفيت في كلمة ألقاها بهذه المناسبة ، عن تشرفه وتأثره العميق بهذا التوشيح الملكي، مذكرا بالروابط التي أقامها مع المغرب وساكنته منذ سن مبكرة . وقد حضر هذا اللقاء على الخصوص، إيرفي ماغرو مدير الأرشيف في وزارة الخارجية الفرنسية الذي تحدث عن التجربة الفرنسية في الارشيف والتعاون مع المغرب والى التحديات الكبرى التي اصبحت مطروحة على ارشيف فرنسا بسبب التطور الرقمي وكيفية ارشفة التبادل الرسمي عبر البريد الالكتروني والرسائل الهاتفية التي استعملت بكثافة اتناء الكوب 21 بباريس وما يطرحة هذا النوع الجديد من الكتابة من تحديات جديدة امام المكلفين بارشفة هذا التواصل الرسمي. عبد اللطيف بنشريفة العضو بأكاديمية المملكة ركز في تدخله في تقديم هذا الكتاب على رمزية اختيار العلم المغربي سواء من خلال الالوان التي استعملت وكذلك من خلال اختيار النجمة الخماسية وما يرمز له هذا الرقم، وصدور ظهير لسلطان مولاي يوسف سنة 1915 لاختيار هذا العلم الجديد هو في نظر عبد اللطيف بنشريفة هو رمز لبروز السيادة المغربية.