تم توشيح مديرة الوثائق الملكية، السيدة بهيجة سيمو، بوسام الاستحقاق الوطني الفرنسي من درجة ضابط، وذلك خلال حفل أقيم مؤخرا بإقامة سفير فرنسا بالرباط، بحضور العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وخلال هذا الحفل، ذكر السفير الفرنسي السيد برونو جوبير، بالمسار الجامعي والمهني للسيدة سيمو، وكذا بالأنشطة الثقافية والعلمية العديدة التي قادتها إلى تمثيل بلادها عبر العالم، مؤكدا أنها "تستحق، باعتبارها امرأة - ذاكرة، اعترافا مؤكدا لانخراطها القوي في مجال ذاكرة التاريخ المشترك ومساهمتها الهامة في الحوار بين ضفتي الحوض المتوسطي". وسجل الدبلوماسي الفرنسي أن السيدة سيمو تعد، بالنظر إلى انخراطها الدائم ودقتها العلمية، أول امرأة مغربية يتم انتخابها مؤخرا عضوا بأكاديمية علوم ما وراء البحر بباريس، وكذا توشيحها بوسام الفنون والآداب للجمهورية الفرنسية من درجة فارس، إضافة إلى جوائز شرفية أخرى على الصعيد الدولي. ومن جهتها، أكدت السيدة سيمو أن هذا الوسام يعد بمثابة تتويج لمسلسل تكويني مغربي موجه نحو آفاق جديدة، ودليل على تلاقي المثل العليا بين المغرب، الذي يمثل أرضا للتلاقي والانفتاح على باقي الحضارات ، وفرنسا، التي تقيم علاقات متميزة وصداقة وثيقة معه. وأكدت السيدة سيمو أن " هذا التوجه يثمنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي لا يدخر أي جهد لتعزيز بشكل أفضل الروابط التاريخية التي تجمع المغرب وفرنسا". وأشارت في هذا الصدد إلى تدشين جلالة الملك مرفوقا بالرئيس الفرنسي السابق السيد جاك شيراك في دجنبر 2002 بباريس، للساحة التي أطلقت عليها فرنسا إسم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، مضيفة أن هذا الحدث الرمزي يذكر بمرحلة رفاق السلاح من خلال تكريم أحد أصدقاء فرنسا الكبار الذي رفعه الجنرال شارل دوكول إلى مصاف " رفيق التحرير" في يونيو 1945. وبعدما أشارت إلى أن هذا الوسام الكبير يذكرها بالمواطنات اللاتي ساهمن في إشعاع صورة المراة المغربية كما أرادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اعتبرت السيدة سيمو أن هذا التوشيح لا يشكل فقط اعترافا بمسار بحث وإنما يدعو أيضا الى النهوض ودعم مشاريع اخرى للتعاون والتبادل والنشر. والسيدة سيمو حائزة على دكتوراه الدولة الفرنسية في التاريخ من جامعة السربون ودكتوراه دولة ثانية في التاريخ من جامعة محمد الخامس بالرباط. وبعد أن اشتغلت كأستاذة لمادة التاريخ المعاصر بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالمحمدية (1987-1996)، انضمت إلى اللجنة المغربية للتاريخ العسكري بصفتها عضوا دائما. كما ان للسيدة سيمو مجموعة من الابحاث والمؤلفات من بينها "الجيش المغربي : تقاليد وانفتاح" (1999) و "رفاق السلاح : ذاكرة مغربية لتاريخ مشترك" (1999)، و" الاصلاحات العسكرية في المغرب من 1884 الى 1912" (2000). ويمنح الوسام الوطني للاستحقاق الذي أحدثه الجنرال دوكول في ثالث دجنبر 1963 للكفاءات المتميزة العسكرية منها والمدنية.